هو كاتب وروائي فلسطيني، لمع في مجالي الرواية والمسرح بجانب كونه باحثاً وأستاذاً للإعلام، هو أحمد رفيق عوض التقينا به وتحدثنا عن كثير من القضايا الأدبية والسياسية التي تشغل بالنا خصوصاً ونحن نحتفل بالقدس كعاصمة للثقافة العربية في البداية كيف تري المؤتمرات التي تعقد حول القدس؟ - هي مؤتمرات في نهاية الأمر كلام ولكنه يصدر عن نخب عربية مثقفة وبالتالي يجب أن ينظر إليه علي أنه إلي أين وصل مستوي الخطاب العربي في مواجهة الاحتلال والتطبيع، وأعتقد أن المواقف النظرية بخير ولكنه في نهاية الأمر كما ذكرت كلام. نحن نحتاج إلي تطبيق وخطوة إلي الأمام، نحتاج ربما إلي زعيم، نحن جوعي إلي زعيم يجمع ويوحد كل هذه الرؤي والاجتهادات والرؤي الطيبة، يجمع ويوحد هذه الأمة ويجترح معادلات مبدعة مبدعة جداً لتوحيد الأمة فنحن في أسود لحظاتنا الحقيقية من التفتت وذروة من ذروات الهزيمة الكبري وتسييد إسرائيل لا أعرف قد يكون عمره إلا عشرة سنوات أو أكثر أو أقل قد يكون لم يولد بعد وبالتالي نحن في انتظار هذا الزعيم. ما تفسيرك لغياب أو امتناع بعض الدول عن الاحتفال بالقدس كعاصمة للثقافة العربية؟ - هذا ليس جديداً في العالم العربي، فهو مفكك يعيش تيارات وأجندات مختلفة. ونلاحظ أنه بعد عام 2000 وحتي هذه اللحظة يدخل العالم العربي فترة من التفكك لم تشهد من قبل، وهذا التفكك والتفتت ليس فقط علي مستوي الدول ولكن علي مستوي الجماعات، فهناك خلافات وقوميات وثقافات وهذا شيء جديد لم يعرف من قبل بسبب التدخل الأجنبي والعولمة وإعادة تركيب الديموجرافيا. إذا لم يحضروا أو يحتفلوا بالقدس كعاصمة للثقافة العربية فهم أيضاً لم يحضروا احتفاليات أهم مثل مؤتمرات القمة وغيرها فهذا من تجليات الضعف والاستلاب. هل تناول الأدب العربي القدس كما يجب؟ - هناك تقصير عربي شديد في الكتابة عن القدس لأن المثقف العربي مشغول في ظروفه الاجتماعية والسياسية الطاحنة والصعبة كما أن الإنسان يكتب عن مكانه أولاً. وإذا كانت القدس محتلة فكثير من المدن العربية تعيش الظلم والفقر والعشوائية، لذا فالكتابة عن القدس تصبح ترفاً بالنسبة لهؤلاء الكتاب. كما أن الكتابة عن العشيقة أفضل من عشيقة الآخرين والكتابة عن القدس لم تصل إلي المستوي المطلوب. ماذا بقي لنا من القدس؟ - القدس لنا وإذا لم تكن اليوم فهي لنا ولو بعد مائة عام. وماذا تريد لها؟ - أريد لها الحرية والاستقلال أولاً. بصفتك روائياً فلسطينياً، كيف تري الرواية في فلسطين؟ - هناك بعض الكتاب الفلسطينيين الذين حاولوا أن يقدموا رؤية متفائلة إيجابية للنضال الفلسطيني والصمود فحاولوا أن يكونوا أمناء مع أنفسهم ونقل الصورة المبدعة إيجابياً فكانوا أصحاب رؤية إيجابية وأعتقد أن الرؤية الفلسطينية قدمت للرواية العربية الكثير من الروايات وأضافت إليها. وماذا عن المشهد الروائي العربي بصفة عامة؟ - المشهد الروائي صار أكثر جرأة واقتحاماً ورغبة في الفضائحية وكسر التابوهات ، فالرواية أصبحت أكثر مواجهة للسياسة وأكثر رغبة في التحرر والانفلات. أراها عكس رواية الستينات والسبعنيات، رواية غموض وفانتازيا ورغبة في إعادة تسميات. الرواية العربية تشبه الآن موجه ضخمة عالية تنحو إلي السرد وتعريف الذات. إلي جانب الرواية قمت بتأليف مسرحيتين إحداهما تحمل اسم تشرشل والأخري الأمريكي فما المغزي من ذلك؟ - كنت أرغب في سب المستعمر وتعريته من كل مقولاته الإنسانية والحضارية، أرغب في القول بأنه كاذب وليس أخلاقيا ولا ينبغي له أن يعلمنا الأخلاق، كما أريد أن أقول له أن ما يتشدق به من كل الدعاوي الأخلاقية هي تسويغ الاحتلال وأنه لم يعمل علي تقدمنا أو تغير أنماطنا، فلم يقدم لنا سوي الجثث لهذا كتبت عن تشرشل الاستعماري العريق. كما كتبت عن الأمريكي المستعمر الحذق الذي تتكشف كل عوراته. وماذا عن المسرح الفلسطيني، هل هناك حركة مسرحية في فلسطين؟ - لدينا مسرح فلسطيني ولكن عملية التمويل تلعب دوراً في تحديد مضمونه ونصوصه، فأغلبية التمويل غربية مما يفرض عليه رقابة، كما أن النص المحلي غير موجود ودائماً ما يميلون إلي النصوص العربية والعالمية. كما أنه هناك نشاط مسرحي في رام اللهوالقدس ولكنه محدود. أخيراً ماذا عن حملة تهويد القدس؟ - الحملة مستمرة منذ 67 حتي اليوم علي المستوي القانوني والجغرافي فهناك سياسة ممنهجة إسرائيلية لتحويل القدس قلباً وقالباً وتغييب الوجود أو الأثر والطابع العربي ومحاولات طرد السكان بقوة ونزع القدس من محيطه العربي، هم يبنون مدينة جديدة كما يغيرون الطبيعة الجغرافية للمدينة التي عرفها العالم منذ ألف عام وهذا تتويج للحملة اليهودية.