أقام المركز الثقافي القبطي الذي يرأسه الأنبا أرميا مؤخراً لقاء ثقافيا مهماً وذلك بمقر المركز بالعباسية بحضور جمهور كبير من المثقفين والمهتمين بالتراث القبطي مثل الكاتبة الكبيرة الأستاذة سكينة فؤاد، ولقد بدأ اللقاء بكلمة ترحيب من المهندس أخنوخ فانوس مدير المركز؛ وجاءت الورقة الأولي والمقدمة من الباحث الدكتور صموئيل القس قزمان معوض وهو باحث في علوم القبطيات بجامعة مونستر بألمانيا، وقد صدرت له مؤخرا ترجمة كتاب "الأنبا شنودة رئيس المتوحدين سيرته .عظاته. قوانينه " عن دار باناريون للنشر والتوزيع، وكان موضوع الورقة "فلسفة كتابة التاريخ عند الأقباط " حيث قام بتقسيم عناصر محاضرته إلي النقاط التالية :- 1- مصادر تاريخ الكنيسة باللغات القبطية والعربية 2- شخصية بطاركة الإسكندرية في التاريخ القبطي 3- مشكلة الرئاسة بين الإسكندرية والقسطنطينية وروما 4- مصير المضطهدين والهراطقة 5- الرؤي والمعجزات والنبوات في السياق التاريخي أما عن مصادر تاريخ الكنيسة فتنقسم إلي مصادر أولية ومصادر ثانوية . أما عن المصادر الأولية فهي :- 1- سير الشهداء 2- كتاب تاريخ الكنيسة باللغة القبطية الصعيدية 3- سير آباء الرهبنة الأولين (الانبا أنطونيوس - باخوميوس؛ مكاريوس، شنودة، صموئيل النقروني .... الخ) 4- سيرة الانبا هارون و"تاريخ الرهبنة في الصعيد " 5- تاريخ المجامع المسكونية باللغة القبطية "نيقية، أفسس " 6- تاريخ يوحنا النقيوسي أما المصادر الثانوية فهي :- 1- تاريخ البطاركة لساويرس بن المقفع 2- تاريخ الكنيسة المنسوب خطأ ليوساب أسقف فوة 3- سير القديسين المدونة في السنكسار "وهو الكتاب الجامع لسير القديسين ويقرأ أثناء صلوات القداس الإلهي" 4- كتاب التواريخ لابن الراهب 5- كتاب التاريخ لابن العميد 6- كتاب أبو المكارم المنسوب خطأ لأبي صالح الأرمني عن تاريخ الكنائس والأديرة في القرن الثاني عشر 7- تاريخ ابن العميد -8- كتاب التاريخ لابن الراهب أما عن مشكلة الرئاسة بين روماوالإسكندرية والقسطنطينية، فلقد كانت كنيسة روما تتطلع إلي رئاسة العالم المسيحي باعتبارها عاصمة العالم المسيحي، كما كانت تتطلع كنيسة القسطنطينية إلي نفس الزعامة باعتبارها عاصمة الإمبراطورية الشرقية، أما عن مصير المضطهدين والهراطقة فلقد ذكر التاريخ الكنسي أن أريوس مات مسموما، الإمبراطور يوليانوس قتل أثناء الحرب مع الفرس، ولقد ذكرت بعض المصادر التاريخية أن الأمبراطورة أوذكسيا قد بكت علي قبر القديس يوحنا ذهبي الفم رغم أنه من الثابت تاريخيا أنها قد ماتت قبله . المحاضرة الثانية كانت للدكتور ماجد صبحي الباحث بالمركز الثقافي القبطي وكانت بعنوان "ألوان الترجمة عند الأقباط " فلقد كانت الثقافة اليونانية هي السائدة في البداية، وكانت اللغة اليونانية معروفة بين أوساط المثقفين، وجاءت أول الترجمات هوامش وتعليقات علي مخطوط يوناني باللغة القبطية، كذلك توجد ترجمة قبطية علي بعض نصوص من كتابات الآباء الرسوليين " وهم مجموعة الآباء الذين تتلمذوا مباشرة علي يد رسل السيد المسيح، نذكر منها كتاب "الراعي" لهرماس ورسالة القديس كليمندس الروماني وهي موجودة باللهجة الأخميمية، كذلك توجد ترجمات لنصوص قانونية وتاريخية مثل "حكمة الآباء الشيوخ " وهي موجودة باللهجة القبطية الصعيدية، كذلك توجد ترجمات كثيرة لنصوص الفلسفة والحكمة والروحيات محفوظة في مكتبة فيينا مثل نص لفيلسوف رأي رجلاً أحمق جالسا علي حجر فقال "حجر يجلس علي حجر " كذلك توجد ترجمة لروايات مثل "الإسكندر الأكبر" و"قمبيز" كذلك توجد ترجمات أخري لنصوص تحوي ترجمات غنوسية ومانية، وكانت من أكبر مراكز الترجمة دير الأنبا شنودة بأخميم بصعيد مصر .. المرحلة الثانية كانت الترجمة من القبطية إلي العربية ومرت بعدة مراحل منها :- أ- مرحلة كتابة الكلمة العربية بحروف قبطية ب- مرحلة ترجمة الكلمة العربية، ثم يكتب فوقها الكلمة القبطية بلون آخر مختلف . وكانت من أكبر مراكز الترجمة من القبطية إلي العربية دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، دير أبو مقار ببرية شيهيت بوادي النطرون . أما عن أشهر المترجمين فنذكر :- 1- الأنبا مرقس القليوبي أسقف المحلة وسخا "وهو الذي ترجم سيرة الشهيد العظيم مارجرجس من القبطية إلي العربية ". 2- الأنبا مرقس أسقف سنديب، وهو الذي أعطي طرس البركة لابن العسال لنشر قاموسه القبطي عربي. 3- الأنبا أبرآم أسقف أتريب، وهو أيضا أعطي طرس البركة لقاموس ابن العسال. 4- الأنبا بطرس ابن الخباز مطران الحبشة، وكان من رهبان دير الأنبا يوحنا القصير أسفل المقطم، وعندما رسم مطرانا للحبشة وهو مسافر في السفينة غرق في البحر. 5- القس يعقوب وهو ابن أخت المطران السابق 6- القس غبريال المتطبب، وهو من القرن الرابع عشر وهو الذي ترجم سيرة الشهيد أبانوب النهيسي، كما اهتم بترجمة بعض الشهداء الذين سيرهم مكتوبة باللغة القبطية وقام هو بترجمتها إلي اللغة العربية، كما ترجم بعض الميامر المحفوظة بدير أبي مقار عن الأربعة حيوانات غير المتجسدين وكان ذلك عام 1347 م 7- الأنبا يؤانس أسقف سمنود. وجاءت الجلسة الثانية من اللقاء لتشهد محاضرتين، المحاضرة الأولي للدكتورة ماري كوبيلان وهي مدرس مساعد بكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان، وكانت عن "اللوحات الجدارية في الكنائس والأديرة القبطية الأثرية " مثل :- 1-دير أبي سيفين بمصر القديمة 2- دير البراموس والسريان بوادي النطرون 3- دير الملاك بالنقلون بالفيوم 4- الدير الأبيض بسوهاج 5- دير الجنادلة بسوهاج 6- دير الشهداء بإسنا 7- دير قبة الهوا بأسوان 8- دير الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا بالبحر الأحمر ثم عرضت الباحثة بعض اللوحات الجدارية الموجودة في صحن الكنائس والخوارس والهيكل Sanctuary ويوجد به حضن الآب وهو الذي تتم فيه تقديس الأسرار المقدسة، ومرفق في نهاية العرض بعض من هذه اللوحات الجدارية التي تم عرضها . المحاضرة الرابعة والأخيرة كانت للدكتور يوحنا نسيم يوسف وهو باحث قبطيات بالجامعة الكاثوليكية بأستراليا، وكانت بعنوان "النوادر والقفشات في اللغة القبطية " وفي البداية عرض لبعض الصعوبات المنهجية التي تواجه الباحث في هذا المجال وهي :- 1- اندثار اللغة القبطية كلغة كتابة ومحادثة 2- قلة المصادر المكتوبة 3- ندرة الأبحاث والمراجع في هذا المجال 4- اختلاف الزمان والمكان الأمر الذي يعوق فهم القفشة بسهولة ثم عرض لبعض الإبداعات الموجودة في التسبحة والصلوات القبطية التي توضح هذه القفشات، وفي ختام اللقاء طرح الدكتور جودت جبرة أستاذ الآثار القبطية بالجامعات الأمريكية ضرورة أن يتبني المركز فكرة إرسال البعثات العلمية إلي الجامعات الأجنبية في الخارج للتخصص في علوم القبطيات Coptology وذلك حتي يوجد لدينا كوادر متخصصة تخدم هذا التخصص بمنهجية علمية دقيقة، وأيضا لوجود جيل ثان يخدم العلم القبطي في هذا المجال، كذلك طالب الدكتور جودت بضرورة تدعيم المركز بالكتب والمراجع والدوريات المتخصصة في مجال القبطيات، كذلك طالب بطبع جلسات وأعمال هذا اللقاء في كتاب حتي تعم الفائدة، وأخيرا طالب بالإكثار من مثل هذه اللقاءات .