ماالمطلوب من المواطن المصري الآن؟.. سؤال بات يعصف بفكر ووجدان الناس، فالبدن مكدود والفكر شارد والقلب موجوع، والأمل قد خاب والهدف قد ولي مساحات إمكانية التحقيق، والنور الذي كان يبدو علي استحياء ويخفت في أحيان أخري في نهاية نفق التحول من اليأس إلي الرجاء قد تباعدت الأزمنة الفاصلة بين الضياء واحتجاب توهجه.. ما المطلوب من المواطن المصري الآن؟.. لقد غضب وحول غضبه بعد صبر دام أكثر من نصف قرن إلي ثورة قدم فيها علي مذابح الحرية روح وعين وقلب زهور الوطن في ميادين التحرير، وأسقط رأس النظام وبطانته المجرمة وبرلمانه المزور وحزبه اللعين وصلي في الميدان شكراً لرب البلاد والعباد بإيمان فطري عبقري بتعاليمه العظيمة دون وساطة أو وصاية أو تحريض من جانب جماعات للنهي عن المنكر أو وصاية كهنوتية. انتخابات وصناديق!! ما المطلوب من المواطن المصري الآن؟... أرادها انتخابات حرة نزيهة وأرادوها موقعة صناديق ونزال بين أتباع الديانات استثماراً لحالة فقر معرفي لشعب تعمد سلاطينه أن يقبع نسبة عالية منه دوائر الأمية والجهل والعوز، فقدم إلي ساحة العمل الوطني والسياسي من يقدم القراءة الخاطئة للأديان، فبدلاً من أن يدعموهم بقيم الأديان التي تُنفر من الكذب والنفاق والخداع والاحتيال، وتدعو للسماحة والمحبة والفضيلة والأهم الإيمان برؤية الأديان لدور الإنسان علي الأرض التي توصي آياتها بالعمل وإعمار الأرض وتقديم الخير من قبل الكل للكل دون تمييز علي أساس الهوية الدينية أوالاجتماعية أو الجنسية، استمرت حالة النزال الطائفية منذ استفتاء موقعة الصناديق، ووصولاً إلي معارك موقعة شفيق القبطي ومرسي المسلم، وحتي محطة طاولة وضع الدستور تحت راية وعلم الجمهورية، ولكن البعض رفض الوقوف عند أداء السلام الجمهوري، فبتنا وكأننا قد استبدلنا الأعلام برايات وشعارات دينية نختلف حولها !!.. ما المطلوب من المواطن المصري الآن؟... أراده قضاء حر مستقل يكون سنده وعكازه في مواجهة الظلم وطواغيته، فإذا به يقف مذهولاً أمام كل حكم تصدره المحاكم، وهو يتابع عبر كل وسائط الإعلام حالة انقسام بين مؤيد ومعارض للأحكام من جانب رجال قضاء وأساتذة قانون وفقهاء في كل ألوان القوانين وفنونه .. يحدث ذلك جهاراً في وضح النهار وبهجوم يأتي في معظم الأحيان علي غير استحياء، فيسأل المواطن مع إطلاق معظم الأحكام أيهما صحيح وأيهما خاطئ وتهتز لأول مرة ثقته بتلك المؤسسة العتيدة علي هذا النحو، ثم يتابع المواطن حملات رذائل وسخائم الهجوم البرلماني علي رجال وسدنة العدل، ويرد رئيس نادي القضاة بمؤتمر صحفي يعرض فيه مشاهد تلك الحملات معلقاً بغضب شديد قد يكون في بعض مناطقه متجاوزاً فداحة الأداء البرلماني السيئ .. أما الأمر الأغرب وأظنه غير المسبوق في تاريخ القضاء المصري خروج جماعة من القضاة قالوا إنهم " قضاة من أجل مصر"ليعلنوا د. محمد مرسي رئيساً قبل الانتهاء من فرز كل اللجان الفرعية، ففغر المواطن فاه دهشة وطوحت رأسه العديد من علامات الاستفهام .. من هؤلاء؟ .. من منحهم شرعية الحديث ورصد النتائج؟ .. لماذا لم يمنعهم أحد وهم يشعلون فتيل الفتنة في واقع محتقن ومنافسة طائفية مشتعلة؟ .. وكيف لهم الجور والاجتراء علي عمل لجنة قضائية رسمية للتدخل في صميم عملها؟! .. وكيف ينحاز رجال قضاء لصالح مرشح علي حساب منافسه فيبدو وكأنها تعمل بتوكيل إخواني ؟! .. ولأنه لا حساب ولا عقاب كان الخروج الثاني لتلك الجماعة في مؤتمر صحفي لتوجيه الاتهامات بطريقة فجة وغير مقبولة لرئيس نادي القضاة، ليسأل المواطن من جديد كيف ىُسمح لهؤلاء ومن منصة نقابة الصحفيين، وهم جماعة غير رسمية ولا تتبع أي مؤسسة شرعية؟! .. وظل المواطن يسأل هل حكم حل البرلمان قانوني صائب؟.. هل حكم حل لجنة وضع الدستور صائب، وحتي وصل الأمر بقيادي بارز في حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد البلتاجي التصريح بأنه حتي لوجاء الحكم بعدم دستورية تشكيل لجنة وضع الدستور فعمل اللجنة مستمر، بل وسبقه من قدم من رجال القانون للرئيس النصيحة بالاكتفاء بأداء القسم في التحرير! أيقونات الثورة! ما المطلوب من المواطن المصري الآن؟... وقد خذله من تصورهم أيقونات الثورة ورموزها ..يقول أحد أيقونات الثورة إن موقفه لم ولن يتغير تجاه الإخوان المسلمين كونه من أكبر معارضيهم، وقال إنه يرفض الفاشية الدينية، ولكن الرجل يقول علي صفحته الفيسبوكية مؤخراً " لقد شكل المستشار زكريا عبد العزيز مع مجموعة من القضاة (جماعة قضاة من أجل مصر) وقاموا بمراقبة الانتخابات وأكدوا فوز محمد مرسي بفارق عن شفيق يقترب من مليون صوت.. المستشار زكريا كما أعرفه لا يوافق علي أفكار الاخوان ولا سياساتهم لكنه قاض جليل لا يعرف إلا الحق . لقد كان تقرير القضاة المستقلين مبادرة نزيهة وشجاعة أحرجت الذين ألفوا تزوير إرادة الشعب .. الثورة المصرية حققت نصرا عظيما بإسقاط شفيق وفوز محمد مرسي الذي ( بغض النظر عن اختلافنا السياسي معه ) هو أول رئيس جمهورية مدني منتخب في تاريخ مصر الحديث هذا الانتصار لإرادة الشعب لن يؤثر في مصر فقط وانما سوف يدفع عجلة التغيير في البلاد العربية التي تتطلع الي التخلص من حكام مستبدين فاسدين جاثمين علي أنفاس شعوبهم منذ عقود .. واجبنا أن نهنئ الرئيس مرسي. ..".. انتهي كلام الأيقونة ..معقول يا أيقونتنا خلاص اتنازلت عن حكاية الفاشية الدينية بسرعة كده؟!! ..ينفع راجل مفكر وكاتب ىُشيد بحكاية (جماعة قضاة من أجل مصر) ودورهم في مراقبة الانتخابات، ماذا يعني مراقبة قضاة بعضهم خارج الخدمة لعمل لجنة شرعية رسمية ..كيف لأيقونة الثورة أن يقول " لقد كان تقرير القضاة المستقلين مبادرة نزيهة وشجاعة أحرجت الذين ألفوا تزوير إرادة الشعب" ..كيف لك أن تصف من خرجوا عن تقاليد المهنة العريقة، وقاموا بعمل الغرض منه تسفيه دور لجنة قضائية تمثل وجه العدالة ودورها النبيل، بأنهم يقومون بدور بطولي، بل قد يكون باعثهم فيه هو الغيرة وتحقيق الظهورالإعلامي ؟ وأسأل مصداقيتكم من الذي زور إرادة الشعب أليسوا هم من استخدموا الشعارات الدينية في الانتخابات ووزعوا حقائب الزيت والسكر والبطاطس؟! ألم تقم الثورة يا أيقونتنا الفريدة لإقامة دولة القانون، فكيف تُشجع فعلة هؤلاء، وبشكل خاص عند شروعهم إعلان النتيجة وقبل انتهاء اللجنة الرئيسية من عملها، ليساهموا في إثارة الشارع، وليعلنوا بوضوح أن لهم الدور الداعم للرئيس المرشح د. مرسي وجماعته، وكأنهم يؤكدون أنهم ما عادوا من أهل المعصوبة العينين، وحسناً فعل رئيس نادي القضاة عندما استنكر الفعلة وأنه سيواجه الأمر بما يستحق، وبالعند في أيقونتنا الخالدة!! جمعة الصمود بينما أكتب السطور الأخيرة من مقالي يتردد عبر وسائل الإعلام أن ثوار الإخوان يوم جمعة الصمود يرفضون تسييس القضاء ويهاجمون الرموز القضائية !! ... ما المطلوب من المواطن المصري يا ناس يا هوووه؟! يحدث ذلك وخطيب الجمعة يشيد بالرئيس المنتخب، ويطالب رجال القضاء بمساندة مؤسسة الرئاسة والرئيس محمد مرسي (كيف ؟!!!) وعدم المشاركة في محاولات "وأد" الثورة . ويضيف " أما رأيتم الرئيس يصلي باكياً حين يستمع لآيات الله " .. ثم يكرر القول بشكل خطابي "رئيسنا الآن ىُصلي" وكأنه يؤكد أنه أول رئيس مصري ىُصلي، وأسأله ولا حتي الرئيس المؤمن أنور السادات كان ىُصلي؟!..أما رأيت الرؤساء الأربعة قبل خامسهم وهم برداء الإحرام يصلون؟ .. أم أنكم قد عزمتم الأمر لإطلاق أغاني اخترناك وأهازيج مديح السلطان من جديد من أطهر بقعة سال علي أرضها دماء شبابنا ؟! وشاركه مشاعر الولاء والانتماء كاهن شبرا الشهير فبادر بالقول فرحاً " إن الرئيس محمد مرسي لم تأتِ به الصناديق الانتخابية، لكن أتت به السماء معتبرًا أن ذلك تنفيذ لمشيئة ربنا".. ياناس ياهوووه حرام ما تفعلونه بنا!