لا شك أنه بمجرد الإعلان عن مؤشرات فوز محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين لرئاسة مصر سادت حالة من الهلع والخوف والريبة بين فناني مصر بعد شعورهم بأن الفترة المقبلة ربما تكون ضبابية في ظل حكم الإخوان المسلمين وتوليهم سدة الحكم في مصر.. وبالأخص المطربين والمطربات خاصة بعد حادث التعدي بالقتل علي شابين من محافظة الشرقية كانا يعملان في مجال الموسيقي والغناء ومن هنا تجولنا بين الموسيقيين لنعرف ما يدور بخلدهم.. الفنان علي الحجار كان له رأي واضح في ذلك حيث قال: "أنا سعيد، لأن شفيق خرج واستطعنا الخلاص من كل نظام مبارك"، وتحدّث أيضا عن وعود الإخوان في المرحلة السابقة وأنهم لم يلتزموا بها علي الإطلاق؛ ولكنه يأمل في المرحلة المقبلة أن يلتزموا بكل ما أعلنوه فيما يخص الحكومة وغيرها. تحدّث الحجار أيضا عن الفن الهابط، وأن الإخوان سيقومون بمنع هذا النوع من الفن المبتذل بالتأكيد وأنه سيكون سعيدا بذلك. أما الفنان عمرو مصطفي - المعروف بدعمه للفريق أحمد شفيق- فقد كتب: "قدّر الله وما شاء فعل.. وعلينا الآن احترام القضاء واحترام الرئيس محمد مرسي، وعلينا أن ننتظر نهضة مصر فنحن نريد فقط الخير لمصر ونريد أن نعيش في سلام، ومليون تحية للمقاتل الفريق أحمد شفيق وستظلّ في قلوبنا إلي النهاية، المبادئ لا تتجزّأ ولا يجب الخروج علي الحاكم". المحترم يكسب ومن ناحيته، قال الفنان تامر حسني، أنه غير متخوف من وصول الإخوان المسلمين والسلفيين إلي سدة الحكم في مصر، وأضاف أن ذلك لن يؤثر نهائياً علي مستقبل الفن والغناء في مصر لأن شعب مصر متحضر، وهو لن يسمح لأي شخص بهدم ثقافتنا، سواء كانوا إسلاميين أم غير ذلك. وقال الموسيقار محمد سلطان :"أنا كموسيقار لي تاريخ مشرف لا يعنيني فوز الاخوان أو هزيمتهم، أنا طول عمري فنان محترم، ولا أقدم سوي الفن المحترم ؛ وعلي فكرة لابد من احترام رأي الشعب في اختيار الرئيس، الشعب وحده هو الذي سيتحمل نتيجة اختياره سلبا وإيجابا ولا أستطيع أبدا توقع مستقبل مصر في ظل حكم الإخوان؛ وبالنسبة لمجال الفن حزنت للغاية علي الحكم علي الفنان الكبير عادل إمام، ولم يكن من اللائق أبدا محاسبته علي أفلام قدمها منذ أكثر من عشر سنوات؛ وأعتقد أن الحكم بإدانته كان مجرد رسالة ربما تحمل إرهابا لجموع الفنانين في السنوات القادمة؛ ولم يكن أبدا من اللائق التعامل مع فنان بهذا الحجم بذلك الحكم حتي من الناحية القانونية جريمة تسقط بالتقادم، وعلي الجميع أن يعلم أن مصر هي الرائدة في مجال الفن ولكن علي الجميع أن يتقبل النقد فيما يعرض من أي نوع من الفن ولكن علي أي حال لا أخشي الإخوان، علي فكرة في جمعية المؤلفين والملحنين التي أرأسها لا يتم قيد أي أغنية بها كلمة مبتذلة". وأضاف سلطان :"أنا كفنان وموسيقار ضد أي ابتذال وخروج عن الأخلاق والقيم وأعتقد أن هذا مبدأ يقره الجميع سواء الإخوان أو غيرهم، علي أي حال السياسة لا تشغلني كثيرا فأنا موسيقار مصري يعشق بلده، يريد أن يعيش ويدفن فيها، أعيش وحيدا ورفضت السفر مع أولادي وقررت البقاء في مصر حياً في هذا البلد، وأدعو بالتوفيق فقط لمن سيتولي الحكم في مصر التي تمر بظروف عصيبة لم تشهدها من قبل". بينما الفنانة لوسي قالت إنها لا تشعر بالخوف علي الرقص في عهد الإخوان نظرًا لكونهم لن يستطيعوا أن يمنعوه، مشيرة إلي أن ميدان التحرير موجود وستنزل إليه إذ تعرضت حرية الإبداع لأي قيود، مشددة علي أنها لن تترك بلدها مهما كانت الظروف. وتحدثت لوسي بتلقائية وأوضحت أنها تتمني أن يحقق الرئيس الجديد أماني المصريين وأن يكون العدل هو شعاره ومنهجه في العمل، مؤكدة أنها ترحب بأي شخص يحكم مصر ما دام الشعب اختاره عبر الصناديق والانتخابات النزيهة. شعب ساخر ومن جهة أخري نشر النشطاء علي موقعي التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» العديد من التعليقات والإفيهات المتواكبة مع فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية بعد ترشيحه عن جماعة الإخوان المسلمين، خاصة استفسارهم عن مساحة الفن في عهده. النشطاء نشروا صورة للفنان الكبير عمرو دياب مطلقاً لحيته مثل جماعة الإخوان وقاموا بحذف العديد من كلمات أغنياته ووضعوا بدلاً منها كلمات تتناسب مع الطريقة الإخوانية حيث تحولت أغنية: «أنا أكتر واحد بيحبك» إلي: «أنا أكتر واحد بيصلي»، في الوقت الذي تغيرت فيه أغنية: «من كام سنة وأنا ميال ميال» إلي: «من كام سنة وأنا إخوان إخوان». كما تحولت أغنية «عايز تسيب صورتك ابقي سيبها.. وتعالي علي نفسك وعذبها» إلي «عايز تسيب دقنك ابقي سيبها.. وتعالي علي نفسك وحددها»، كذلك تغيرت أغنية «ماتخافيش.. أنا مش ناسيكي» إلي «ماتخافيش.. أنا مش مسيحي».