ما إن أعلنت مؤسسة المصري اليوم استقالة رئيس تحريرها السابق الكاتب الصحفي "مجدي الجلاد"، في مارس الماضي، إلا وانطلقت التكهنات والأقاويل حول وجهة الجلاد القادمة، حتي أعلن " الجلاد" أنه بصدد رئاسة صحيفة يومية جديدة اسمها "الوطن"، يمتلكها مجموعة من المساهمين، ولها نمط ملكية مختلف، وسيتبع إصدار الصحيفة موقع إلكتروني وإصدارات أخري. بدأت حكاية "الوطن" في صفقة بين الكاتب الصحفي مجدي الجلاد ورجل الأعمال المهندس محمد الأمين مالك قنوات ال«سي بي سي» قرر الأول أن يستقيل من منصبه كرئيس تحرير لصحيفة المصري اليوم وذلك من أجل أن يرأس تحرير صحيفة الوطن الجديدة التي سيصدرها الأمين منتصف شهر مايو المقبل من أجل استكمال سيطرته علي وسائل الإعلام التي كان قد بدأها بعد ثورة 25 يناير . الجريدة يملكها رجل الأعمال المهندس محمد الأمين مالك قنوات ال"سي بي سي"، وفي تفاصيل الصفقة التي لم تكن غريبة بسبب أن الجلاد كان يقدم برنامجا أسبوعيا علي شاشة قناة CBC التي يملكها الأمين فقد تقرر أن يتم انشاء صحيفة جديدة تحت اسم الوطن ويتم الاستعانة فيها بخبرات صحفية شابة وبكتاب أعمدة كبار يجري حاليا الاتفاق معهم و برأس مال يبلغ 100 مليون جنيه و هو الأمر الذي سوف يجعلها في شهور تصبح الصحيفة الأولي في مصر حسب توقعات خبراء وخصوصا أن حملة دعاية كبري للصحيفة الجديدة ستبدأ خلال ايام علي شاشات القنوات التي يمتلكها الأمين وذلك علي أن يتقاضي مجدي الجلاد أضخم راتب شهري يتقاضاه صحفي في تاريخ الصحافة المصرية وصحيفة الوطن من المقرر أن تصدرها شركة فيوتشر الإعلامية التي يملكها أيضا رجل الأعمال محمد الأمين. ميردوخ المصري جدير بالذكر أن رجل الأعمال المهندس محمد الأمين في طريقه إلي السيطرة شبه الكاملة علي الإعلام المصري حيث كان قد بدأ في تكوين إمبراطورية اعلامية غير مسبوقة في مصر عندما أصبح يمتلك في ظرف شهور عبر شركته فيوتشر كلا من قنوات مودرن وشبكة قنوات النهار وشبكة قنوات سي بي سي وليصل بذلك عدد القنوات التي يسيطر عليها إلي 14 قناة من أهم القنوات المصرية. وكان الجلاد قد أشار من قبل أنه سيستعين ب10 أو 12 محررا من المصري اليوم، وذلك وفقا للاتفاق بينه وبين صلاح دياب لعمل تجربة صحفية جديدة وصفها في البداية بأنها"بتاعة الناس". وتوضيحا لنمط الملكية في الجريدة الجديدة قال: نمط الملكية في جريدة الوطن مختلفة، أولا لأن بها بروتوكول موقع قانوني بين كل الصحفيين والملاك، ثانيا تعد أول صحيفة تضع شرط الضمير في العقود فلا يمكن تغيير أي سياسة إلا بموافقة جميع الأطراف، ثالثا تكوينها مفاجأة فهي صحيفة يومية وموقع إلكتروني وإصدارات أخري، وسوف تصدر في أول مايو المقبل . بين تجربتين وخلال حواره مع الإعلامي عمرو الليثي قال الجلاد : استقلت من المصري اليوم منذ شهور وخلال عملي في هذه الجريدة التي أعتز بها قضيت 8 سنوات أعطيت فيها الكثير إلي أن أصبحت الجريدة رقم واحد في فترة قصيرة ولم يكن هناك عقد عمل مكتوب بيني وبين الجريدة ورغم هذا أنا مستعد أكون خدامها وأمسح بلاطها، لكن رؤيتي لنمو مؤسسة المصري اليوم كانت السبب في استقالتي، ثم حدث اختلاف في وجهات النظر والتي قادت إلي خلاف عنيف بين إدارتي التمويل والتحرير، والمشكلة الحقيقية في المصري اليوم أنني دائما كنت أري أن الصحفيين في الجريدة يستحقون أوضاعا أفضل مما هم عليه في الوضع الحالي، فالخلافات ليست سياسية بقدر ماكانت مهنية. وشدد الجلاد علي أهمية أن يعتز الصحفيون بمهنتهم ويرفضوا اي تدخل من الاخرين فيها مشيرا إلي نصيحة اسامة انورعكاشة - رحمه الله - له عندما سأله عن سر عدم قيام اي مخرج بتغيير مايكتبه فرد عليه قائلا انا الذي رفضت ذلك منذ البداية فاعتاد الكل علي عدم التدخل في عملي وقال إن القوانين والتشريعات لن تحقق ما يصبو إليه الصحفيون من استقلالية وحرية ومهنية في أعمالهم وإنما يمكن أن يتحقق ذلك من خلال إصرار كل صحفي علي عدم تدخل الاخرين في عمله المهني، وأعرب الجلاد عن فخره واعتزازه بتجربته مع المصري اليوم التي استمرت ثمانية أعوام مشيرا إلي انه ترك الجريدة وهي في قمة نجاحاتها من حيث التوزيع ويأمل ان تستمر كذلك من منطلق شعوره أنها مثل أي ابن من أبنائه.