رضينا أم أبينا فهناك كيان عمره قارب ال(64عاما) اسمه "إسرائيل" هذا الكيان له ثقافته وفنونه ومن اهم هذه الفنون "الموسيقي" خاصة الشعبية منها وهي التي تلقي اهتماما واسعا من الجمهور في الدولة العبرية، والموسيقي الشعبية الإسرائيلية هي صورة من الانغام والالحان والايقاعات التي تعكس صورة الشعب الإسرائيلي، وهي فن تأثر إلي حد كبير بالتقاليد والأصول التي عُرفت في الصلوات الدينية والأساليب الغنائية لشعب إسرائيل علي مدي اجيال. وهي تلقي رواجا كبيرا، لاسيما عبر الوسائل الاعلامية التي خصصت مساحات واسعة لها، كالقناة التليفزيونية "24" وراديو "91 إف إم"، اللتان شكلتا منبرا مهما لهذه الموسيقي، وهاتين القناتين تعدان قناة التواصل الدائم بين المطربين والمنتجين الإسرائيليين وانجازاتهم الجديدة التي تترك بصمتها في الفن الشعبي الموسيقي، وبين المجتمع الإسرائيلي. وبدراسة تفاصيل ومقامات الموسيقي الشعبية الإسرائيلية سنجد أنها هي موسيقي عبرية محلية تحوي معالم الحضارات المحيطة (اليونانية، التركية وحضارات الدول الناطقة باللغة العربية في المنطقة)، وهي متأثرة الي حد بعيد بعدد من أنواع الموسيقات العالمية ذات المعالم المشتركة. وتتميز بايقاعاتها الراقصة التي تلهب حماس الجمهور الإسرائيلي في الاعراس والحفلات المميزة. أما بالنسبة للآلات الموسيقية التي تعد أكثر انسجاما مع الموسيقي الإسرائيلية الشعبية هي: "الدربكة، الكمان الشرقي، العود، الأورج، الجيتار، الطبل وغيرها من آلات الايقاع المختلفة. وهناك نجوم كثيرة لمعت في سماء الموسيقي الشعبية الإسرائيلية وعلي رأسها: الفنان الشاب "آيال جولان" والفنانة "ساريت حداد".. و"آيال جولان" ولد عام 1971 في قرية "مارمورك" لعائلة يهودية، واحترف الغناء منذ أكثر من 15 عاما، عندما كان لايزال لاعب كرة قدم في الدوري "الف"، (وهو الدوري الثالث من حيث الاهمية في كرة القدم الإسرائيلية). وهو من أكثر المطربين شهرة ونجاحا في إسرائيل، حيث حققت ألبوماته النجاح الباهر ونسخت عنها الملايين، وحصد العديد من الجوائز لعل أهمها: لقب " مطرب العام" الإسرائيلي لأكثر من أربع مرات، كما احتلت أغانيه المراتب المتقدمة حيث نالت ثلاثًا منها لقب "أغنية العام" إضافة إلي حصوله علي لقب "مطرب العقد". أما "ساريت حداد" فقد ولدت عام 1978 في شمال إسرائيل لعائلة يهودية، وهي الصغري بين ثمانية اخوة واخوات. بدأت ساريت رحلتها الفنية عندما كانت تبلغ من العمر 8 سنوات، وتعد اليوم الأكثر تألقًا ونجاحًا في دولتها الأم، لديها العشرات من الألبومات الغنائية التي بيعت باعداد مليونية في إسرائيل والعالم . حصدت حداد عشرات المرات منا لقب " مطربة العام" في إسرائيل. سياحة المهرجانات ومن ناحية أخري نجد أن مهرجانات الموسيقي تحتل مرتبة مهمة جدا في الخريطة الثقافية للكيان الإسرائيلي فرغم موجة الإلغاءات التي اجتاحت مشهد الحفلات والمهرجانات خلال الصيف الماضي، إلا أن المشهد الموسيقي في إسرائيل يمر بمرحلة من الازدهار، إذ تكفي نظرة واحدة إلي قائمة المهرجانات التي تقام في إسرائيل سنويا، للعثور علي مهرجان يكمن في كل زاوية ولكل أنواع الموسيقي الجاز والروك، والموسيقي الكلاسيكية، والموسيقي الغنائية، وموسيقي الأفراح اليهودية الأوروبية. كانت المهرجانات في إسرائيل شيئا نادر الوجود خلال الخمسينات، باستثناء مهرجان "عين غيف" الذي مازال يقام كل عام منذ عام 1966 في "كيبوتس عين غيف" الواقع علي الضفة الشرقية من بحيرة طبريا في منطقة الجليل خلال أيام عيد الفصح اليهودي السبعة. وكان هذا المهرجان العريق يتضمن في سنواته الأولي رقص الباليه والموسيقي الفولكلورية والغناء الكلاسيكي وحفلات الموسيقي الكلاسيكية التي أحيتها الفرقة الفلهارمونية الإسرائيلية. ولكن في السنوات الأخيرة بات المهرجان يركز علي الموسيقي العبرية والفرق الغنائية الشعبية، حيث يحتضن في كل عام 70 حفلة تضم معظم الفرق الغنائية الإسرائيلية للهواة والمقدر عددها بنحو 300 فرقة. وحققت سياحة المهرجانات في إسرائيل قفزة نوعية عام 1961، حين تم إطلاق "مهرجان إسرائيل" الذي يعتبر إلي الآن أهم حدث ثقافي في إسرائيل، حيث يتم من خلاله إحياء عشرات الحفلات علي أيدي فنانين إسرائيليين وأجانب، وذلك علي مدي ثلاثة أسابيع خلال شهري مايو ويونية من كل عام. ويقام هذا المهرجان الكبير في مدينة القدسالمحتلة، ويتميز بنطاق هائل من التنوع، حيث ضم في سنة 2010 الماضية بين حفلاته التي بلغت (50) حفلة، عرضا للنسخة الليثوانية من مسرحية "حلم ليلة صيف" لشيكسبير؛ وكذلك عروضا راقصة قدمتها فرقة "فيرتيجو" للرقص وفرقة "نويفو تانجو" الأرجنتينية؛ حفلة موسيقية بقيادة عازف الفيولين الشهير "يتسحاق بيرلمان"، شارك في إحيائها عازفون صغار السن؛ بالإضافة إلي عروض موسيقية يتم إحياؤها في شوارع العاصمة. سلم يعقوب ومن أقدم المهرجانات الإسرائيلية "مهرجان سلم يعقوب للموسيقي الشعبية" الذي أسس عام 1978، ليكتسب الشهرة والاعتراف الدولي ويستقطب المواهب الجديدة من مختلف أرجاء العالم بالإضافة إلي ما يقرب من 5000 من هواة الموسيقي الشعبية الإسرائيليين. ويقام المهرجان مرتين كل عام. وقد وسع مجال اهتمامه حيث أصبح برنامجه الممتد علي ثلاثة أيام في كل مرة يقام فيها يشمل حفلات موسيقي الروك والبلوز وموسيقي البلقان الغجرية الروسية المختلطة. وفي الطرف الآخر من البلاد، وعلي ساحل البحر الأحمر، وتحديدا في مدينة "إيلات" الواقعة في الطرف الجنوبي لإسرائيل وعلي مسافة قريبة من كل من مصر والأردن والعربية السعودية، يقام "مهرجان جاز البحر الأحمر"، الذي يعتبر من أشهر المغامرات الموسيقية لدي هواة الموسيقي عبر البحار. كما يعتبر المهرجان بؤرة استقطاب للمواهب الدولية. ويستمر المهرجان 4 ليال، تقام في كل منها 9 حفلات موسيقية، ومن أشهر المشاركين فيه علي مر تاريخيه المغني العالمي تشيك كوريا وفرقة "مينجوس" وفرقة "تاور أوف باور" والمغنية والمؤلفة "ريكي لي جونز"، وفرقة "مانهاتن ترانسفر". ومن أهم مهرجانات الموسيقي الكلاسيكية مهرجان "أبو غوش للموسيقي الغنائية الكنسية والعلمانية" الذي يقام في قرية أبو غوش التي تبعد مسافة عشر دقائق من المدينة المقدسة المحتلة "القدس". وقد انطلق المهرجان سنة 1957 واستمر حتي عام 1971، حيث توقف ليعاد إطلاقه في العام1992. ويتم في المهرجان أداء أرقي الأعمال الغنائية من تأليف عمالقة الموسيقي الكلاسيكية مثل: "باخ وشوبرت وموتسارت وبرامز"، ويتم إحياء حفلات المهرجان في كنيستين قديمتين، كما في ساحة مزروعة بأشجار الزيتون. وقد جرت عادة الزوار علي الذهاب قبل الحفل أو بعده إلي أحد مطاعم قرية أبوغوش المشهورة في أنحاء المنطقة كلها بطبقي الحمص والكنافة. وخلال السنوات العشر الماضية مرت المهرجانات الموسيقية الإسرائيلية بتحول نحو ما يعرف ب"الجيل الجديد" أو ال«New Age»، ويعتبر أكبر مهرجان للجيل الجديد في إسرائيل مهرجان "بومباميلا" الذي انطلق عام 1999، والذي يقام أيام عيد الفصح اليهودي السبعة علي شاطئ "نيتسانيم" الواقع بين مدينتي أشدود وأشكلون.