هو صانع النجوم أو "كابو" كما يطلق عليه في الوسط الغنائي وهي كلمة إيطالية تعني كابتن ويتم تداولها في ليبيا هو رائد الموسيقي الحديثة أو ما يسمي بموسيقي الجيل في العقدين الأخيرين من القرن العشرين وإليه ينسب الانقلاب والتغير في الشكل الموسيقي الحادث علي الساحة منذ سنين عدة.. هو الفنان الليبي "حميد الشاعري".. الذي تردد اسمه في الآونة الأخيرة كثيرا خاصة مع اندلاع الثورة في ليبيا.. و«القاهرة» التقته لتكون هذه السطور.. هل تتوقع حدوث فتنة في ليبيا؟ - نعم ولذلك أحذر من حدوث تلك الفتنة في ليبيا، وأدعو الشعب إلي التسامح والمحبة، وتحقيق المصالحة الوطنية، أخشي من حدوث فتنة بين الليبيين، وخاصة بعد الاقتتال الذي حدث مؤخرا في مدينة بني وليد، وما يتردد من سيطرة أنصار القذافي هناك علي المدينة، فرغم ما تشهده ليبيا مؤخرا إلا أنني أثق تماما بقدرة الشعب الليبي علي درء هذه الفتنة، وحرصه علي تحقيق المصالحة الوطنية، فضلا عن السعي إلي تحقيق العدل والانتقال إلي وطن ديمقراطي للجميع. كيف يمكن وقف هذه الفتنة؟ - أدعو الشعب الليبي إلي التسامح والمحبة فيما بينهم، ونسيان عهد القذافي بما فيه من ظلم ومساوئ تعرض لها كل الشعب، لابد أن يفتح الجميع صفحة جديدة لبناء ليبيا المستقبل. وأوجه نداء إلي رجال ليبيا الأوفياء وأدعوهم إلي الزواج بأرامل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تحرير البلاد من الطاغية القذافي، خاصة أن عددهن كبير جدا، فإن هذا الأمر قد يحقق بعض العدالة، والحياة السعيدة للكثير من الأسر. هل تري أن الشعوب العربية ساندت ليبيا بما فيه الكفاية؟ - هناك مواقف لا تنسي للشعوب العربية، فهناك السعودية التي قدمت الكثير من المساعدات للشعب الليبي، والتي لم تكن ظاهرة علي الإعلام، وأيضا هناك قطر ودورها الكبير، وتونس ومصر اللتان استقبلتا الكثير من اللاجئين الليبيين واحتضنتهم داخل أراضيهما. كما أن الجامعة العربية أدت دورها علي أكمل وجه، فقد أعطت للقذافي مدة شهر حتي يتراجع عن موقفه ولكنه لم يغيره، فقامت الجامعة برفع مذكرة إلي الناتو لإنقاذ بالمدنيين الليبيين. ولا أنسي كلمة عمرو موسي وهو يقول إن جامعة الدول العربية لن تسكت عن المجازر التي تحدث داخل الأراضي الليبية من المعمر القذافي. مبارك الأفضل صرحت من قبل أن "مبارك" أفضل من "القذافي".. لماذا؟ طبعا، هناك فرق كبير جدا بين النظام المصري والنظام في ليبيا، حيث إن النظام المصري كان فيه حرية شكلية ظاهرية، حتي في التعامل مع المصريين أثناء الثورة كان مختلفا، حيث إن مبارك لم يجلب مرتزقة لضرب شعبه ولم يطلع علي الإعلام ويشبه الشعبه بالجرذان، كما أن النظام الليبي لم يكن به أي حرية ولم يكن أحد يستطيع أن يتكلم عن أي شيء حتي في بيته، فقد جند القذافي 50% من الشعب للعمل في المخابرات للتجسس علي الباقين. هل تقابلت مع القذافي من قبل؟ من حسن حظي أنني لم أقابله أثناء فترة حكمه، لأني لو قابلته كنت سأنتقده في وجهه، لكن في الفترة الأخيرة منذ بداية عام 2007 دعاني سيف الإسلام نجله في عيد ميلاده وتحدثنا عن أحوال ليبيا وانتقدت أشياء كثيرة، والذي فاجئني أنه أيضا انتقد الأوضاع في ليبيا وقال إننا ليس لدينا حراك سياسي ولا قانون وليست لدينا إمكانيات للمنافسة مع أي بلد من البلدان، وكلامي مع سيف الإسلام زاد عندي الأمل والتفاؤل في التغيير، وبدأنا في بداية عام 2011 عمل خطة لليبيا الغد بهدف التطوير والتحديث في كل الألوان سواء كانت ثقافة أو فنونا أو مؤسسات أو خدمات. ولكن موقف سيف الإسلام المعلن وقت الثورة عكس هذا الرأي؟ فعلا أنا صدمت جدا فيه، وكلامه في الإعلام كان مختلفا تماما، وكنا ننتظر منه خطابا يعبر عن الحقيقة ويتحدث فيه عما يحدث في ليبيا، لكن جاء مخيبا للآمال، حيث إننا كنا نعتقد أنه الأمل لأنه ظهر متفهما بعض الشيء، ولكننا فوجئنا بموقفه وأنه كان يخدعنا لكي يحمي والده ويستولي علي الحكم 40 سنة أخري مقبلة. ومن المحتمل أنه خائف علي نفسه من بطش أبيه. بفعل فاعل ما حكاية حريق منزلك في الفترة الأخيرة؟ كنت أجلس في البيت وأعمل في الاستوديو الخاص بي وسمعت أصوات انفجارات ورأيت النيران تشتعل في منزلي، ولولا ستر ربنا لكان حدث لي مكروه لكن الحمد لله. هل تعتقد أن هذا الحريق كان بفعل فاعل؟ - أري أنه توجد أياد خفية وراء هذا الحريق، ولكني لا أجزم بذلك، لكن كل الشواهد تؤكد أنه بفعل فاعل، وأيضا في الفترة الأخيرة كانوا يشتمونني في ليبيا وفي الإعلام الليبي، ولكني سأظل فيما أقدمه وسأظل حرا وسأموت حرا وأنا لست أفضل ممن كانوا يموتون كل يوم في ليبيا للدفاع عن حريتها. لماذا أقدمت علي فكرة عمل «قناة ليبيا» في ظل هذه الأجواء الجارية داخل الأراضي الليبية؟ - أري أن وقت الثورة كان هو أنسب وقت لظهور قناة ليبية تعبر عن الليبيين الحقيقيين لبث الحقائق التي تدور داخل الأراضي الليبية دون أي مجاملات، وكانت هذه الفكرة لأخي مجدي الشاعر وليست فكرتي بمفردي، والقناة تقدم مجموعة من الشخصيات الإعلامية البارعة والمتخصصين في تقديم البرامج وكلهم شخصيات ليبية حرة. احتفلت منذ أيام بالعيد الرابع لإذاعة "رحاب إف إم" التي تبث عبر الإنترنت.. فما حكاية هذه الإذاعة؟ - احتفلت مع شقيقي مجدي الشاعري بالعيد الرابع للإذاعة وحضر الحفل عدد كبير من النجوم منهم محمد فؤاد وحكيم ورامي صبري ومدحت صالح وطلعت زكريا وحسام حسني وراندا حافظ والمنتج محمد حامد. إذاعة "رحاب إف إم" قد تم افتتاحها منذ عام 2008 من داخل مدينة "الرحاب" حيث يسكن مجدي، والإذاعة أساسا فكرته، يعمل بها عدد من الوجوه الشابة متطوعين، فالمحطة ليس لديها تمويل من أي جهة حتي الآن، ويعمل بها 31 فردا، وتبث 14 برنامجا، يستهدف الجمهور من سن 12 إلي 35 سنة. في مديح القذافي ما حقيقة "الأوبريت" الذي كلفك به الراحل معمر القذافي؟ نعم هو بالفعل كلفني بعمل أوبريت لما سيحدث لليبيا في المستقبل، وكان هذا في شهر نوفمبر الماضي، ولكني فوجئت أن كلمات الأوبريت تغيرت لكي تمدح في معمر القذافي، فرفضت أن أنفذه واعتذرت عن المشاركة فيه. ومن حسن حظي أنني لم أنفذه. وكان قد عرض علي أكثر من مرة الغناء للقذافي، ولكني كنت أرفض لأني كنت غير مؤمن بما يقدم لليبيا، ولكن هذا ما كان يحدث، وكان يحاربني بطرق كثيرة جدا وإن لم تكن ظاهرة للناس، ومنها تعطيل مسيرتي الفنية لسنوات كثيرة، ولكنني كنت مصرا علي موقفي كل الإصرار وعندي إيمان بأن الله وحده هو من يعطي. أثناء فترة مرضك عندما سافرت إلي ليبيا، قالوا إنك تم علاجك علي حساب النظام الليبي؟ إطلاقا.. لم يحدث ذلك، كل ما في الأمر أن وزير الصحة عرض علي أن أسافر إلي ألمانيا للعلاج ولكني رفضت، وقلت «هناك من هو أحق مني بذلك» وطلبت أن أعود إلي ليبيا لكي أموت وسط أهلي، ولم يكلمني أو يحدثني القذافي طوال حياتي. كيف تري دورك كفنان تجاه ليبيا في الفترة المقبلة؟ حاليا أنا أجهز لمدينة فنون للنهوض بالفن الليبي الزاخر بالتراث العظيم، وسأسعي كي تنافس الأغنية الليبية بقوة الأغنية الخليجية، كما أسعي إلي بناء استوديوهات واكتشاف المواهب الدفينة في الشعب الليبي، وأتمني أن أظهر الفن الليبي الحقيقي من خلال هذه المدينة.