حالة من الحزن يعيشها الفنان الليبي حميد الشاعري الذي يشاهد مع العالم ما يحدث في بلاده التي ينتمي لها من مجازر وجرائم ومحاولات لإبادته في سبيل بقاء شخص واحد وهو «القذافي». حميد أعرب عن ذهوله من موقف العالم الصامت تجاه الكارثة الليبية مؤكدا علي الثقة في الشعب المصري ورافضًا اتهامات القذافي له بالتآمر علي الشعب الليبي. كيف تري تطور الأوضاع في ليبيا؟ - ما يحدث حاليًا هو مجازر وجرائم لا يمكن لأحد أن يتخيلها وبالفعل الصور والفيديوهات التي تنقلها القنوات الفضائية عن وحشية النظام وجرائم معمر القذافي صحيحة لأني أعرف هذا الرجل المتوحش فهو يعشق الدم ولديه من الحماقة والغطرسة ما يجعله يقتل ويذبح الشعب الليبي الأعزل بشكل يفوق ما حدث، وبصراحة ما أعرفه عنه وعن ديكتاتوريته يصيبني بالاكتئاب لأن الشعب الليبي لا يستحق ما يحدث له من هذا الديكتاتور. وكيف وجدت خطابات القذافي المتتالية؟ - كعادته لا يسمع سوي نفسه ولا يفكر سوي في مصلحته فما هي إلا استفزازات لنا جميعًا واعترافات بجرائمه وتجبره، هذا بجانب محاولاته لخداع العالم الذي يري مجازره ويشاهد دمويته فخطابه ساذج ويجعل من يسمعه يصاب بهستيريا من الضحك والسخرية من هذه الطريقة التي يحكم بها هذا الرجل الشعب الليبي الطيب الحر. ولكني واثق أن الشعب الليبي سوف ينجح بثورته لأنه اجتاز مسافة طويلة واقترب من النجاح كما اقترب القذافي من مواجهة مصيره في القتل والسحل وأنا أثق أنه لن يهنأ أبدًا جراء ما فعله بالشعب الليبي العظيم. وكيف تري محاولاته لتوريط المصريين فيما يحدث في ليبيا من مجازر؟ - نحن نحترم الشعب المصري وبيننا وبين المصريين قرابة ودم لا يمكن للقذافي أو غيره أن ينجح في الإيقاع بيننا وهي محاولة ساذجة منه لأن يحدث فتنة بين الشعب الليبي والمصريين حتي يتخلي المصريون عن الليبيين ولكنه لم ينجح في ذلك والدليل هو حماية الشعب الليبي للمصريين بالرغم من الوضع الكارثي الذي يعيشه الليبيون ومساعدتهم للعبور لمصر وإبعاد المصريين عن الخطر وهذه شهادات المصريين بأنفسهم. لذلك أناشد المصريين بألا يتأثروا بخطاب القذافي ومحاولاته الفاشلة والساذجة للإيقاع بين الشعبين الشقيقين. هل كنت تتوقع هذه الطريقة التي تعامل بها القذافي مع شعبه؟ - أنا أعرف إنه ديكتاتور ولكنه أثبت للعالم كله أنه سفاح وأشعر بالعار عندما أفكر للحظة أنه ينتمي لليبيا ولكني اتبرأ منه ولن أسامحه مثلما لن يسامحه الشعب والعالم أجمع فهو رجل متوحش يقتل شعبه بالأسلحة الحية ويشتري لهم المرتزقة ليبيدهم، ولكني أقول له لن تستطيع أن تبيد هذا الشعب الحر الذي انتفض وقرر أن يزيلك أنت ونظامك الفاشل، وأتعجب من إصراره علي وصف معارضيه بالعملاء، وفي الحقيقة هو العميل الذي يريد أن يخدع العالم ويخدع الشعب الليبي ولم يكفه ما قام بسرقته ونهبه حتي الآن لذلك عليه أن يرحل ويوقف حمام الدم الذي يسيل من الشهداء العظماء من الشعب الليبي الأعزل. ولكن لماذا لم يتمرد الشعب الليبي علي القذافي منذ فترة رفضا لوحشيته التي لم يتوقعها العالم ولكن يعرفها الليبيون جيدًا؟ - الشعب الليبي يعيش في قبائل لها عادات وتقاليد يفهم في الأصول، وديكتاتورية القذافي لن يتخيلها أحد فهو يقمع ويعدم كل من يعترض علي سياسته. ولكن جاءت اللحظة التي فاض الكيل بالجميع من ظلمه. فوجوده في ليبيا إساءة لكل ليبي لذلك أريد التأكيد أن القذافي لا يمثل ليبيا وليس رمزًا لها. فرموز ليبيا هم عمر المختار وسليمان الباروني كما أننا شعب ثوار شرفاء ومنذ تولي القذافي قيادة ليبيا تراجع الشعب الليبي وتوقف الإعمار والتطور لذلك يستحق الشعب قائدًا أفضل وأشرف من القذافي. وهل تتواصل مع أهلك في ليبيا؟ - طبعا طوال اليوم أحرص علي مهاتفتهم والاطمئنان عليهم ولكن للأسف الخطر يحاصرهم في كل مكان لأن هذا الرجل لا يعرف شيئًا عن الإنسانية ولا يفرق بين رجل وامرأة أو حتي طفل فهو فقد عقله. وينكل بكل من يعارضه وليس لديه أزمة في أن يبيد الشعب الليبي ليعيش هو. ولكني أعده أن نهايته اقتربت جدًا علي يد الشعب الليبي الحر لأننا نرضي بالثورة أو الشهادة وليس لهما بديل. البعض انتقد غيابك الفني عن الأزمة التي يعيشها الشعب الليبي هل تكتفي بالإمدادات الطبية التي قمت بها؟ - لا أخفي عليك حالتي النفسية سيئة جدًا ولم أعش في حياتي أزمة تماثل ما أعيشه اليوم ولكني أحاول التماسك وأدعم المقاومة واتصل بالثوار وأدعوهم لمواصلة الجهاد ضد هذا الطاغية. ومع ذلك أنا أحاول التماسك وأقوم حاليًا بعمل أوبريت من تأليف الدكتور مدحت العدل بعنوان ثورة «تونس ومصر وليبيا» لأني فخور بالشعوب العربية الحرة والشعب الليبي بالرغم من أن الكارثة أكبر لديه ولكني واثق من نصره. وكيف تري موقف المجتمع الدولي حيال الأزمة الليبية؟ - أريد أن أعرب عن خجلي من موقف العالم وتخاذله وأبعث برسالة من خلالكم للمجتمع الدولي وأقول له الشعب الليبي ليس في حاجة لكم لأنكم لم تنصروه وأتهمكم بأنكم مشاركون أساسيون للسفاح القذافي في قتل الشعب الليبي. ولكن بوجه خاص أناشد الجيش المصري ليمنع القذافي وأبناءه من دخول مصر لأنهم يحاولون إقناع قبائل مرسي مطروح ليدفع لهم دولارات من أجل السفر معه لليبيا لضرب وقتل الشعب الليبي بعد أن فشل الأفارقة المرتزقة في إبادتنا.