ناشدت "هيئة العلماة والدعاة بألمانيا"، الحكومات والشعوب العربية والأوربية سرعة التحرك الدبلوماسي الفوري من أجل وقف حمامات الدم في ليبيا، مع استمرار ما وصفت بأنها "مجازر دموية" يرتكبها النظام الليبي ضد المحتجين، ودعت إلى محاكمة "الطاغية" معمر القذافي، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. واستنكرت الهيئة في بيان أرسلت إلى "المصريون" على نسخة منه، صمت المجتمع العربي والدولي و"سكونه المطبق" إزاء "المجازر الدموية" التي يرتكبها النظام الليبي منذ الأسبوع الماضي ضد الشعب الليبي في العديد من المدن حيث سقط مئات القتلى في قصف الطيران الحربي وبنيران قوات الأمن و"مرتزقة أفارقة" استعان بهم القذافي، وسط تهديدات بمواصلة القتال وعمليات القمع ضد الشعب الليبي حتى النهاية. وقالت الهيئة إنها "تابعت في ذهول ودهش، وحزن وقلق، المجزرة الوحشية التي تُرتكب في حق الشعب الليبي الأعزل الذي خرج يطالب بالحرية والعدالة والتغيير، فتعرض للقتل على يد مرتزقة استأجرهم الزعيم الليبي، فسقط مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وقام هذا الطاغية بقصف شعبه بالطائرات الحربية والمدفعية وكأنه يقاوم جيشا محتلا، كما قام بقطع كل وسائل الاتصالات السلكية واللاسلكية والانترنت، والفضائيات التي تنقل الحقيقة للعالم". وحثت الجيش وقوات الأمن الليبيين على الالتحام بالمحتجين الذين يطالبون بإسقاط القذافي والانضمام إلى صفوف الشعب وحمايته، وصيانة دمائه، وحذرت من سفك الدماء (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم). واعتبر الدكتور خالد حنفي رئيس "هيئة العلماء والدعاة" بألمانيا أن من سقط قتيلا في هذه الأحداث هو من "الشهداء" الذين هم "أحياء عند ربهم يرزقون"، ودعا الشعب الليبي إلى أن يثبت ويصبر ويحرص على سلمية احتجاجاته وحفظ مؤسسات بلده، معربًا عن ثقته في الله بأن ينصر هذه الثورة ويحقق للشعب ما يريد. وحيا الدبلوماسيين الليبيين "الشرفاء" الذين استقالوا من مناصبهم، اعتراضا على "وحشية النظام الليبي مع الشعب"، ودعا كافة السفراء والدبلوماسيين الليبيين إلى أن يحذو حذوهم، وأن ينصفوا شعوبهم في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة. كما ناشد العلماء والدعاة في كل مكان أن يقوموا بدورهم في دعم الشعب الليبي، دعما روحيا بالقنوت في الصلوات والصيام والدعاء لنصرة المظلومين، ودعما ثقافيا بالمشاركة في الاعتصامات والاحتجاجات الفاضحة لهذا النظام وجرائمه، ودعما قانونيا باللجوء إلى الجهات القانونية الدولية لإيقاف هذه الجرائم ومحاكمة المسئولين عنها. وكانت منظمة "التضامن لحقوق الإنسان" في سويسرا أعلنت نها بدأت بجمع الأدلة لرفع دعوى قضائية أمام محكمة الجنايات الدولية ضد الزعيم الليبي معمّر القذافي بتهمة ارتكابه لجرائم ضد الإنسانية، كما بدأت لرفع دعوى قضائية أمام الادعاء العام السويسري لتجميد أموال 70 شخصية ليبية بما فيها القذافي وعائلته. في الوقت الذي دعت فيه نافي بيلاي مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان الثلاثاء إلى فتح تحقيق دولي في عمليات القمع التي يرتكبها النظام الليبي ضد المتظاهرين المطالبين بإسقاط الزعيم معمر القذافي، معتبرة أن ما يجري هناك منذ الأسبوع الماضي يرقى إلى حد جرائم ضد الإنسانية. وطالبت وقف فوري لانتهاك حقوق الإنسان ونددت باستخدام الأسلحة الآلية والقناصة والطائرات الحربية ضد مدنيين، وأشارت إلى أن "الهجمات المنتشرة والمنهجية ضد المدنيين قد ترقى إلى حد جرائم ضد الإنسانية"، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".