أنشئ المجمع العلمي المصري في القاهرة بتاريخ 20 أغسطس عام 1798 بقرار من "نابليون بونابرت"، وخصص له مبني أثري وقتها من معالم القاهرة، في دار أحد بكوات المماليك في القاهرة، هو منزل"إبراهيم كتخدا" الملقب بمنزل "السناري" ثم تم نقل مقر المجمع الي الإسكندرية في العام 1859م، وأطلق عليه اسم "المجمع العلمي المصري" ثم عاد للقاهرة عام 1880م، وكانت أهداف المجمع العمل علي تقدم مصر العلمي ونشر العلم والمعرفة في مصر، وبحث ودراسة ونشر أحداث مصر التاريخية ومرافقها الصناعية، وكان به أربع شعب هي : الرياضيات، والفيزياء، والاقتصاد السياسي، والأدب والفنون الجميلة، وفي عام 1918م أجريت تعديلات علي الشعب وأصبحت: الآداب، والفنون الجميلة، وعلم الآثار، والعلوم الفلسفية، و السياسة، والفيزياء، والرياضيات، والطب، والزراعة، والتاريخ الطبيعي، فقد تم حرق مكتبته التي تحتوي علي 40.000 كتاب، وبها أصول مجلته السنوية، لقد حرق اعرق مؤسسة علمية في مصر، والشرق الأوسط، فقد مر علي إنشائه أكثر من مائتي عام، وكان هدف"نابليون" من إنشاء هذا المجمع هو دراسة مصر دراسة تفصيلية، تلك الدراسة التي أنتجت كتاب"وصف مصر"، وتوقف نشاط المعهد في عام 1801م بمغادرة الحملة الفرنسية. منزل السناري مقر المجمع العلمي هو منزل "إبراهيم كتخدا" المعروف ب"السناري"، نسبة الي قرية "سنار" في صعيد مصر، والتي جاء منها ليصبح من أعيان القاهرة، بسبب علاقته من الأمير"مراد بك" الحاكم الفعلي لمصر، وقد انتهي"السناري" من بناء منزله في العام 1794م، قبل وصول الحملة الفرنسية بسنوات قليلة، والمنزل عبارة عن فناء مكشوف من مساحة مستطيلة يتوسطها فسقية، في الضلع الشرقي منه عدد من الحواصل وغرف الخدم والمنافع، وفي الضلع الجنوبي من الفناء "التختبوش"، وهو عبارة عن مساحة مستطيلة مغطاة بسقف خشبي به زخارف ملونة، يرتكز علي عمود رخامي، وفي الضلع الغربي لدهليز المدخل باب معقود يؤدي إلي ديوان عبارة عن حجرة ذات رواقين غطي كل منهما بقبوين متقاطعين، وفي الركن الجنوبي الغربي من الفناء سلم صاعد ينتهي بمسطبة عن يمينها باب يؤدي إلي حجرة مستطيلة في ضلعها الجنوبي الغربي شباكان، بالإضافة إلي باب يوصل للقاعات الأخري، والي يسار البسطة مقعد مغطي بسقف خشبي. ترميم منزل السناري قام "برنار موريه" الخبير الفرنسي المختص بترميم الآثار بترميم مبني "السناري"،وقد مر المنزل حين ترميمه بعدة مراحل بدأت بمشروع لخفض منسوب المياه الجوفية، ارتبط بالشبكة الرئيسية للصرف الصحي بالقاهرة، حيث تم خفض مستوي الشارع المجاور للمنزل؛ لإعادته إلي نفس المستوي الذي كان عليه في القرن الماضي، وهو ما أعاد ظهور المدخل الرئيسي كاملا لأول مرة، كما تم ترميم قاعات المنزل والمشربيات والدواليب الحائطية، وتمت هذه الأعمال بواسطة فريق عمل مصري فرنسي، وتمت إعادة المنزل إلي حالته الأصلية وفقًا لوثيقة وقفه التي تصفه وقت إنشائه وكذلك رسومات الحملة الفرنسية له. بين الترميم والحريق مبني "السناري" هو السجل التاريخي لتاريخ مصر الحديث، منذ الخروج من عصر المماليك، والدخول في زمن الاستعمار الحديث بالحملة الفرنسية، والشاهد علي محاولات النهضة في عصر "محمد علي"، الي أن تم حرقه يوم السبت 17ديسمبر 2011م، ففي العام 1856م أعاد"محمد سعيد باشا" والي مصر تأسيس المجمع العلمي مرة أخري، وضم فيه "الجمعية المصرية العلمية"، و"الجمعية الأدبية المصرية"، كما قرر ضم العديد من أعضاء المجمع القديم مثل"جومار" مهندس الحملة الفرنسية، الذي كان عضواً في لجنة"بونابرت" للفنون، و"مارييت"، و"كوليج"، و"محمود الفلكي" العالم الفلكي، و"ماسبيرو" المتخصص في التاريخ المصري القديم، و"علي مشرفة" عالم الرياضيات، و"أحمد زكي باشا"، وعاد المجمع العلمي الي القاهرة بعد أن كان مقره الإسكندرية في العام 1880م، وتضم مكتبته التي تم حرقها أربعين ألف كتاب من النوادر، أهمها "أطلس عن فنون الهند القديمة"، و"أطلس باسم مصر الدنيا والعليا" مخطوطة تعود للعام 1752، و"أطلس ألماني عن مصر وأثيوبيا" يعود للعام 1842، و"أطلس ليسوس"، وهو ليس له نظير في العالم وكان يمتلكه الأمير "محمد علي" ولي عهد مصر الأسبق، واهم الكتب كتاب"وصف مصر" إعداد علماء الحملة الفرنسية. حريق وصف مصر «وصف مصر» عبارة عن 20 مجلدًا بعنوان" وصف مصر" وبه البحوث التي تمت في مصر خلال الحملة الفرنسية" تمت كتابتها وتجميعها إبان الحملة الفرنسية علي مصر حيث اصطحب نابليون بونابرت معه فريقا من العلماء من كافة التخصصات ليسجلوا ملاحظاتهم، وبعد عودة الفريق إلي فرنسا قام وزير الداخلية الفرنسية آنذاك "جان أنطوان شبتال" في 18 فبراير 1802م بتنظيم تشكيل لجنة بين أعضاء فريق العلماء والملاحظين فتشكلت لجنة من ثمان أعضاء قامت بجمع ونشر كافة المواد العلمية الخاصة بالحملة والتي كانت عبارة عن 10 مجلدات للوحات، منها 74 لوحة بالألوان، وأطلس خرائط، 9مجلدات للدراسات، وتسجل تلك المجلدات، سواء لجودة طباعتها، أو لجمال رسومها، حيث تصل أكبرها إلي 1 م * 81سم، كأحد الأعمال التاريخية، في الفترة من 1809 حتي 1828م، اشترك في إعداده ما يقرب من 160 العلماء المدنيين والعلماء، ومعظم أفرادها من معهد فرنسا، وترجمها من اللغة الفرنسية الي اللغة العربية"زهير الشايب"(19321982م)، وفي العام 1979م، وحصل علي جائزة الدولة التشجيعية عن تلك الترجمة، والتي كان قد ترجم منها 9 أجزاء، ونشر أربع أجزاء منها علي نفقته الخاصة، وتوفي قبل أن يتم ترجمة بقية الأجزاء، وقامت ابنته د." مني زهير الشايب" مدرس الحضارة المصرية القديمة بآثار القاهرة بترجمة بقية الأجزاء.