برغم موهبته التي ظهرت واضحة في أعماله القليلة التي قدمها إلا أنه فضّل الاختفاء بعد الهجوم الكبير الذي تعرّض له بعد مسلسل «حضرة المتهم أبي» حيث فضّل الابتعاد عن الساحة الفنية في انتظار فرصة أخري يثبت بها مواهبه وقدرته الفنية التي لم تظهر في المسلسل رغم طول مساحة الدور الذي قدمه مع الفنان الكبير نور الشريف الذي يعد العمل معه فرصة لا تُعوض لأي فنان شاب يبدأ مشواره الفني ومع الفنان الشاب أحمد جلال عبد القوي كان الحوار: لو لم يكن والدك الكاتب الكبير هل كنت تحلم بدورك في «حضرة المتهم أبي» ؟ وهل والدك دعمك من خلال أعماله؟ - بالطبع فالغريزة والطبيعة البشرية أن يساندني أبي في أول المشوار وكان يرشحني للدور عندما كنت أدرس بالمعهد بقسم التمثيل والإخراج ثم يري المخرج أدائي فيه ويقرر بعدها إما بالقبول أو الرفض وكان والدي دائما يقف علي الحياد سواء قبلني المخرج أم لا، وعلي سبيل المثال في مسلسل «حضرة المتهم أبي» كنت مرشحا لدور آخر تماما ولكن كانت نظرة المخرجة «رباب حسين» والفنان «نور الشريف» اختارا لي دور أحمد. همز ولمز البعض يأخذ انطباعا بأنك مغرور؟ - للأسف فالفن في مصر مغاير تماما للفن في أنحاء العالم حيث ان بعض الناس لا يقدّرون الظروف أو المعاناة التي يمر بها الفنان ويعتبروا مجرد انشغالك بشيء أو انك لاتحب ان تفرض نفسك في جلسة يتصادف وجود منتجين فيها لكي لا يعتقدوا انني أريد أن أعمل معه هذا علي سبيل المثال وبمجرد استئذانك وانصرافك تسمع وتري الهمز واللمز علي غرورك الذي انا بعيد عنه كل البعد . خريف السادة هل هناك عمل تنتظره يجمعك مع والدك من جديد ؟ - بالفعل هناك عمل روائي اسمه «خريف السادة» وهو أول عمل روائي كبير للوالد جاري تحويله ليتضمن ثلاثة اجزاء مما جعل المخرج الكبير «سامي محمد علي» يتحمس له ولكن لم يستقر حتي الآن علي نجم المسلسل بالاضافة الي انني أقوم بدور «الشماشرجي»» الذي يقوم باحياء الأفراح وأعتبره دورا جديدا بالنسبة لي، ويشير المسلسل أيضا علي سبب فردي ويعتبر من أسباب قيام الثورة . هل ندمت الان علي تركك لكلية الشرطة ؟ - للأسف أنا أحب الفن ولكنني وجدت في الوسط الكذب والنفاق والمجاملات غير المبررة وهناك من يحرص علي إيذائك بدون أسباب مع انني تربيت داخل هذه البلاتوهات ولكنني رفضت ان أكون مثل هذه الأنواع فأنا أعشق الفن ومستعد لفعل أي شيء من أجله ولكن مع أناس يحترمونه ويقدرونه، وليس مع أناس ترسم الخطط لكي يظهروا علي الساحة ومسايسة الأمور وأجيد التعامل مع الناس لكي لا يغضب مني أحد وحتي لو كان هذا علي حساب النفس، ولكنني لا أجيد التعامل بهذا المنطق وأنا تربيت علي الكرامة وللعلم مع كل ذلك لم أندم علي تركي لكلية الشرطة ولكن ندمي الحقيقي هو إخلاصي لأصدقاء من الوسط الفني كنت اعتبرهم كذلك فهم لايستحقون مساعدتي لهم الكثيرة وهم أول ناس يتخلوا عني وقت محنتي فاسقطهم من حياتي وحساباتي . ابتعاد وعودة هل كان هذا هو السر وراء ابتعادك عن الساحة الفنية ؟ نعم فقد تعرضت لهجوم شرس من النقاد وغير مبرر علي أدائي وشنوا هجوما لم أتوقعه وعلقوا نجاحي لأن أبي هو الذي قدمني مع العلم أثناء عرض مسلسل «حضرة المتهم أبي» في نصفه الثاني تلقيت عروض احتكار ورفضتها نظرا لإيماني بأنني أريد أن أصنع نجوميتي علي طريقتي وليست كما يحلو للمنتجين ولم أخف من البعد للأنني كنت مازلت صغيرا لا أفهم طبائع البشر . المرسي والبحار إذا كان والدك كما تقول لايساعدك كثيرا فلماذا كان دورك في مسلسل «المرسي والبحار» صغيرا؟ - دوري كان في هذا المسلسل 5 حلقات في بداياتي ثم بعد ذلك مسلسل «الليل و آخره» وصنفت في هذا المسلسل أنني من أحسن الوجوه الشابة، وسأقص عليك حينما كان برنامج «البيت بيتك» يعرض علي التليفزيون المصري كان الدكتور «يحيي الفخراني» ضيفا علي البرنامج اتصل بي لأشاركه البرنامج برغم ظهوري في خمس حلقات فقط لا غير. وأنا من مدرسة «أحمد زكي» مدرسة الواقعية حيث إنني أصدق وأتعايش مع الشخصية بواقعية لدرجة أثناء عرض مسلسل «حضرة المتهم أبي» كان الجمهور يستوقفني ويقولون لي «منك لله لماذا تفعل بأباك كل هذا !!!» لماذا تقول إن فيلم «حسن ومرقص» كسرني؟ لأنه أهانني برغم مشاركتي مع عمالقة الفن «عمر الشريف» و «عادل إمام» حذفوا مني ثمانية مشاهد ليصبحوا خمسة مشاهد فقط ولم أستطع ولم أجرؤ أن أرفض وحتي الآن لو طلب مني الفنان الكبير عادل امام المشاركة في فيلم لن أستطيع الرفض ولكنني لم أحضر العرض الخاص للفيلم وسافرت الي سيناء للعمل هناك مع أصدقاء لي وقررت الابتعاد عن التمثيل حتي الدراسة في الأكاديمية أوقفتها وظللت مايقرب من عام ونصف في عزلة عن كل البشر. ألم تتدخل أسرتك في العدول عن رأيك هذا؟ - رفض والدي ان يتحدث إلي لرفضه من البداية لإصراري علي موقفي لدرجة أنني طوال وجودي في سيناء تركت تليفوني المحمول وكانت والدتي تطمئن علي هي وشقيقاتي من هاتف شريكي الذي كان مقيما معي بسيناء. هل ستعود للفن من خلال المسرح ؟ - جاءني اتصال تليفوني من أعز صديق وأكفأ مخرج بالنسبة لي فأنا اعتبره كذلك وهو المخرج «سامح بسيوني» فهو لديه دور لعرض مسرحي يلائمني وقابلته واخبرني بكل التفاصيل بأنه إنتاج خاص وفكرة العمل جريئة جدا وقد قرأت النص وأعجبت به وأخبرني في النهاية أن العرض ليس بمقابل مادي سوي نسب العمل للفنان فرحبت بالعمل لأن فريق العمل ممتاز وهذا العمل سيغير مسار حياتي من خلال كوميديا استعراضية من غناء وتمثيل ورقص . هل راودك حلم البطولة المطلقة مع حلم الارتباط؟ - لا أعترف بشيء اسمه البطولة المطلقة وانما أحب الأعمال المتميزة التي تترك تأثيرا علي المشاهد سواء كان الدور صغيرا أم كبيرا، والارتباط فكرة مؤجلة حاليا حتي أتفرغ لعملي وحتي لا أظلم الإنسانة التي ترتبط بي . وأخيرا قبل دخولك لعالم الفن وتركك لكلية الشرطة ماذا كانت نصيحة والدك لك؟ - كل الذي تعلمته من والدي استشعرته من خلال أعماله وهو دائما أن أضع الله أمام عيني وكلما قربت من الله وقف بجانبك ولا تنسي الله يوما حتي لا ينساك.