يبدو أن مرحلة محمد إسماعيل عبدالحافظ وأحمد جلال عبدالقوي وأحمد فاروق فلوكس وأحمد مصطفي الدمرداش ومحمد أحمد ماهر وكريم ومحمد محمود عبدالعزيز ودنيا سمير غانم ومحمد ورامي عادل إمام قد انتهت بعدما أصبح احتراف أبناء الفنانين الفن واقعا وبالتالي بدأ عصر جديد لأبناء فنانين جدد فظهرت بسمة ابنة المنتج محيي زايد وإيمي ابنة سمير غانم ودلال عبدالعزيز وحسن نجل المخرج هاني إسماعيل فمن هم؟ وكيف دخلوا الفن وامتهنوا التمثيل تحديدا؟ وهل كان للوساطة دور في ظهورهم أم هي محاولة لإثبات أن ابن الوز عوام.. ولماذا "الوز" وحده؟ وأين البط والدجاج وبقية الطيور.. أليس لديهم أبناء أيضا قادرون علي العوم؟ في البداية ساد إحساس أكيد انه مفروض بواسطة والده المخرج إسماعيل، حيث لم يضبط مرة متلبساً بالمشاركة في أي عمل بعيداً عن والده(!)، وسرعان ما رد علي هذا بمشاركته في مسلسل "يتربي في عزو" في دور ابن نهال عنبر التي تعود المانيا لتقيم وتعمل في مصر فتصطحب معا أولاده الذين اعتادوا الحياة في المانيا. وكيف كانت بدايتك؟ وماالدور الذي لعبه والدك المخرج هاني إسماعيل في هذه البداية؟ لا أبالغ عندما أقول إنني ولدت في الاستديوهات والبلاتوهات، فقد كنت طفلاً صغيراً مازال يحبو، وقت أن كان والدي يصطحبني معه إلي العمل، وأثناء انشغاله بالتصوير كنت ألهو وأجري في الاستديو، ولا أنكر أنني كنت مبهوراً بما يجري من حولي، والرهبة تملأني حتي جاء الوقت الذي زالت فيه هذه الرهبة، وبدأت اعتاد علي الاجواء المحيطة بي. وكيف كانت أول فرصة حقيقية؟ في "سوق العصر" عندما شاركت في مشهدين، وبالصدفة البحتة كانا مع نهال عنبر أيضاً، حيث كنت ابنها، ووجدت "الحكاية لذيذة" وقررت أن أواصل المشوار، فشاركت الفنان القدير صلاح السعدني في مسلسل "الحساب" ثم حلقات "وحلقت الطيور نحو الشرق" مع فتحي عبدالوهاب، و"الحب بعد المداولة" مع آثارالحكيم واعتبرته دور بطولة لأنني شاركت في حوالي مائة مشهد، حيث جسدت دور الولد المستهتر، الذي يدرس في المرحلة الثانوية، وشاركت أيضاً في المسلسل التاريخي "علي باب مصر". ألا تلاحظ أنها جميعاً من اخراج والدك؟ كانت هذه مرحلة لكنني انتقلت بعدها إلي التعاون مع مخرجين آخرين، مما ينفي تهمة أنني لا أعمل سوي مع والدي أو أنه يفرضني علي هذه الاعمال؟ فقد شاركت في مسلسل الأطفال "عزيز علي القلب" إخراج شيرين قاسم، وأيضاً "يتربي في عزو" إخراج مجدي أبو عميرة، وإن كنت لا أتنصل من والدي والدور الكبير الذي لعبه في حياتي، فأنا أدين له بالفضل، وهو الذي شجعني واتاح لي فرصة دخول هذا المجال. واضح أن والدك مازال يدعمك بشدة في الوقت الذي لم يقتنع بك المخرجون الآخرون، بدليل أنك لم تعمل سوي عملين فقط مع مخرجين غير والدك؟ (بثقة) وما العيب في هذا؟ هل يختاروني في أدوار غير مناسبة؟ أكبر دليل علي أنني لم أهبط علي الناس بالباراشوت أنه قام بتصعيدي تدريجياً، فأعطاني أدواراً ثانوية ثم ثانية ثم البطولة، وهذا طبيعي لأي ممثل ولا أحد يستطيع أن يعترض علي اختيارات المخرج مادامت في مكانها الصحيح، ومادام "الابن" لا يحجر علي فرص أحد، والدور مناسب له. إذا كان هذا صحيحاً فما قولك أنك بددت كل هذه الفرص التي منحها لك والدك، بدليل أنك لم تترك بصمة أو تقيم علاقة مع الناس، بعد كل هذه الادوار التي يتمناها خريج معهد اكاديمي؟ وهل دوري في "يتربي في عزو" لم يترك بصمة و يجعل الناس يثنون علي موهبتي؟ أحدثك عن الأعمال التي عملت فيهامع والدك؟ لا أوافق علي هذا الرأي، وفي أحيان كثيرة يظلم الأب موهبة الابن،عندما يسند إليه أدواراً صغيرة، خشية القيل والقال، إضافة إلي ان بعض أعمال والدي كان يواجهها سوء حظ فتعرض في توقيت سيئ، وإن كانت كلها ناجحة، وفي "يتربي في عزو" اختلفت الظروف تماماً، فالمسلسل بطولة نجم كبير هو يحيي الفخراني له جماهيرية واسعة، والمسلسل عرض في شهر رمضان، وفيه جرعة كوميدية يحبها الناس، وكانت النتيجة أن كل ممثل شارك فيه وصل للناس وعرفوه، ولا ننسي هنا دور المخرج الكبير مجدي أبو عميرة، الذي قدم كعادته عملاً ناجحاً ومتماسكاً. وهل يتدخل والدك في اختياراتك؟ أبداً .. لكنه يتدخل أحياناً لينصحني بألا أقبل أعمالاً تعيدني إلي الوراء، بعدما حققت مستوي مرضياً، فهو يشجعني علي أن اتقدم للامام، أو احتفظ علي الاقل بنفس المساحة التي شغلتها في الاعمال التي شاركت فيها، ويكفي كدليل علي عدم تدخل والدي ان صداقة وطيدة تربطه والمخرج مجدي أبوعميرة، ومع هذا لم يتدخل أو يطلب منه زيادة مساحة دوري مثلاً. لكنه كما علمت كان يخشي أن يؤثر الدور سلباً علي مستقبلك كمرشح لبطولات؟ حدث هذابشكل ما، فقد كان متردداً خشية أن يكون الدور صغيراً، بعدما قمت ببعض بطولات لكن المخرج مجدي أبوعميرة أقنعه بأن المهم هنا التأثير الايجابي الذي سأحققه من وراء الدور ونجح في اقناعه مثلما فعلت أنا أيضاً لأنني أحب "أونكل" يحيي الفخراني (!) وان وجودي إلي جانبه سيضيف لي كثيراً. لكنها المرة الأخيرة التي تعاونت فيها مع المخرج مجدي أبوعميرة، بدليل انه لم يطلبك للعمل معه في مسلسل "قلب ميت" مثلاً؟ بعيداً عن التأويل الواضح في السؤال، كل ما في الامر أنني كنت مشغولاً أثناء التحضير لمسلسل "قلب ميت" بتصوير مسلسل "عزيز علي القلب" إضافة إلي الدراسة، وربما عرف المخرج مجدي أبو عميرة أنني مشغول فلم يرسل في طلبي أو لأنه لم يرني في أي دور وهذا طبيعي ومعتاد. وهل صحيح أنك اعتذرت عن المشاركة في مسرحية "روميو وجولييت" من إنتاج المسرح القومي بحجة أن الدور صغير؟ غير صحيح بدليل أن الدور لم يكن صغيراً، بل العكس هوالصحيح فقد أحببت التجربة، وتمنيت العمل مع أستاذ كبير هوالمخرج سناء شافع وأقف علي خشبة المسرح القومي العريق لكن الدارسة منعتني، وأيضاً تصوير "عزيز علي القلب" ولأنني لا أحب الجمع بين أكثر من عمل في وقت واحد، وكنت مهتماً بالتركيز في الدراسة لأنتهي منها. لو لم تكن ابن المخرج هاني إسماعيل .. هل كنت ستصل إلي ما وصلت إليه وأنت مازلت طالباً؟ لا أنكر ان بالامر شيئاً من الحظ، لكن هناك حالات لاشخاص ليس لديهم أي أقارب في الوسط الفني، ومع ذلك يعملون بفضل الله سبحانه وتعالي عليهم، وكل مافعله والدي أنه وفر علي بعض المعاناة، عندما قدمني للناس في الوسط، لكنه لم يفرضني عليهم ولو جاملوه مرة فلن يفعلوها في المرة الثانية. وما الذي يحدد استمرارك في التمثيل أم انسحابك؟ لن أترك الفن، ولن أنسحب من الساحة لأنه في دمي، ولم أحدد بعد ما إذا كنت سأعمل في مجال تخصصي الإعلامي أم لا.