كيف تقيم تجربتك في العرض المسرحي "فيه إيه يا مصر"؟ - هذا العمل يعتبر من أهم وأخطر الأعمال التي تناولت محاولة إشعال الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين مع شديد احترامي لكل الأعمال التي تناولت تلك القضية من قبل إلا أنها كانت تفتقد إلي العمق وكانت تتناول الموضوع بسطحية لكنها لم تعالج القضية ولم تطرح لها حلولا لكننا في المسرحية نطرح القضية من العمق ونحاول وضع حلول لها وذلك من خلال الاستشهاد بمواقف سابقة من السيرة النبوية الشريفة وتعاليم السيد المسيح ونعرض المسألة من خلال القرآن والسنة والإنجيل أيضا، ونؤكد علي أن محاولات إشعال الفتنة الطائفية بعيدة عما تقره كل الديانات وجميع الكتب السماوية وإنما هي قوي سواء من الداخل أو الخارج هدفها زعزعة الاستقرار والإخاء والأمن بين كل طوائف الشعب المصري بكل ما يحمله هذا البلد من ثقل حضاري وجغرافي وتاريخي. وهل أنت راض عن الاستقبال الجماهيري للعرض؟ - كل من شاهد هذا العمل من مسيحيين أو من مسلمين أو شخصيات عامة ونقاد وإعلاميين أشادوا به كثيرا، لكن للأسف مازال الإقبال الجماهيري ضعيفا وهو أمر لا يخص مدي جودة العرض أو ذوق الجماهير وإنما يخص مسألة الدعاية والتسويق فهذا العرض من إنتاج وزارة الثقافة ويجب عليها أن تعمل علي أن يراه أكبر عدد من الجمهور ويجب تسويقه في المدارس والجامعات والنقابات والمؤسسات العمالية إلي جانب أنه من المفترض أن يقوم العرض بجولة في كل محافظات مصر حتي يتسني للجميع مشاهدته كما يجب أن يتم تصويره وإذاعته حتي يتسني للملايين مشاهدته في كل الوطن العربي. بصفتك أحد أبناء مسرح الدولة ما الذي ينقص المسرح ليستطيع اجتذاب الجمهور؟ - ينقصه ما نطرحه في هذا العرض وهو تحقيق المتعة البصرية والفكرية فليس معني أننا نطرح قضية مهمة وخطيرة أن نناقشها بصورة قاتمة وأن يفتقد العمل المتعة السمعية والبصرية فيجب أن يحتوي العرض علي جميع عناصر العرض المسرحي الجيد المشرف التي تستطيع أن تجتذب المشاهد وهذا ما نحاول تقديمه في عرض "فيه إيه يا مصر" فالعرض يحتوي علي كل عناصر الفرجة المسرحية مثل الغناء والإنشاد والديكور والكوميديا إلي جانب عمق القضية التي نطرحها. تاريخ الفنان بدايتك السينمائية القوية كانت تؤهلك لاحتلال مكانة سينمائية متميزة بين أبناء جيلك لكنك فاجأت الجميع بالانسحاب والتحول إلي التليفزيون.. فما سر هذا التحول؟ - السبب الرئيسي هو أنني لم أكن مدركا في ذلك الوقت أن السينما هي تاريخ الفنان وذاكرة الأمة علي الرغم من أنني قدمت أربعة أفلام مهمة جدا مثل "العار" و"لا تسألني من أنا" و"السادة المرتشون" لكن حجم أدواري بها لم يكن يرضيني، وفي نفس الوقت حصلت علي بطولات كبيرة في التليفزيون ووجدت أدوارا أستطيع معها إخراج جميع طاقاتي الفنية فاتجهت للتليفزيون بكل ثقلي وعندما قررت العودة للسينما كانت هوجة أفلام المقاولات قد بدأت تغزوها فأصبحت بين خيارين أن أستمر في تقديم أدوار متميزة في التليفزيون أو أعود للسينما من خلال أفلام لن تعيش طويلا، ففضلت البقاء في التليفزيون وفي وقت من الأوقات قررت أن أمسك العصا من المنتصف وقدمت عدة أفلام لكنها لم تحقق النجاح المأمول مثل "المعلمة سماح" و"رجل ضد القانون" و"التعويذة" وكانت آخر مشاركة سينمائية لي من خلال فيلم «ناصر 56» عندما جسدت دور المشير عامر، لكنني أدركت في النهاية أنني يجب أن أكون مع العمل الجيد أينما وجد سواء كان سينما أو مسرحا أو تليفزيونا. الفتي الطيب ظللت محصورا لفترة في أدوار الفتي الطيب الرومانسي ثم تحولت إلي أدوار الشر في أكثر من عمل درامي فهل كان هذا التحول مقصودا من جانبك أم أنه فرض عليك؟ - بالتأكيد، ففي بداياتي حصرني المنتجون والمخرجون في دور الفتي الطيب الشهم وهذه الأدوار في الحقيقة ساعدتني في خلق جسر من الحب بيني وبين الجمهور خاصة أننا شعب عاطفي ونميل إلي مثل تلك النوعية من الأدوار لكنها تظل إطارا محدودا وضيقا لإبداعات أي فنان لذلك فقد تمردت علي هذه النوعية من الأدوار وقدمت عددا من أدوار الشر في مسلسلات عديدة منها "السجين" و"دقات الساعة" و"شاطئ الخريف" كذلك قدمت دورا صعيديا في "سوق الرجالة" وقدمت فلاحا في "نار ورماد" لأن التنويع مهم جدا لأي ممثل. هناك مقولة يرددها البعض عن أن جيلكم الفني تاه بين جيلين، فهل توافق علي تلك المقولة ؟ أوافق تماما فجيلي من أسوأ الأجيال حظا رغم أنه جيل متميز وموهوب وواع لكنه للأسف نشأ وترعرع في ظل مناخ فني وسياسي بالغ الصعوبة علي المستويين المحلي والعالمي ومع ذلك يحاول بأقصي ما لديه بذل الجهد حتي يكون علي الخريطة ويكون مميزا إلي جانب أن الجيل الذي سبقنا ظل يقدم أدوار طلبة الجامعة حتي سن الخمسين والجيل الذي تلانا كان جيل الكوميديا والأفلام السريعة لذلك فقد ضعنا بينهما بالفعل . لك تجربة مهمة في الإنتاج للتليفزيون كيف بدأت ولماذا لم تستمر؟ - كونت شركة إنتاج مع زميلي السيناريست مصطفي إبراهيم، ليس بغرض أن نعمل في تلك الأعمال فقد كنا متواجدين بشكل قوي في الدراما، ولكننا رأينا أن نقدم أعمالا فنية مختلفة عن السائد وقدمنا أكثر من عمل متميز منها مسلسل "الفسطاط" بطولة نيرمين الفقي وعلا غانم وأحمد خليل ولقاء سويدان وظهرت فيه كضيف شرف ولم يكن من تأليف مصطفي إبراهيم ثم قدمنا معا مجموعة سهرات منفصلة متصلة كان بها عدد من النجوم والنجمات وكانت من إخراج ثلاثة مخرجين ثم وجدنا أن المناخ الفني قد تغير ودخل منتجون ليس لهم علاقة بالإنتاج وأصبحت المسألة إما غسيل أموال أو تقديم مسلسل لحشوه بالإعلانات وممثلين يحصلون علي ملايين الجنيهات فوجدنا أنفسنا بعيدين كل البعد عن هذا فقررنا التوقف حتي تنتظم المسألة فنعود للإنتاج من جديد . ثورة يناير إلي أي مدي أثرت ثورة 25 يناير في شكل الأعمال الفنية التي عرضت خلال الفترة الماضية؟ - لم يظهر بعد تأثير الثورة ونحتاج لمزيد من الوقت عندما تنضج التجربة وتكتمل ليتم تقييمها بما يليق بها وفي نفس الوقت أحب أن أؤكد أن الفنانين المحترمين قبل الثورة سيظلون كما هم بعدها والفنانون التافهون سيظلون كما هم لأنهم لا يستطيعون أن يقدموا سوي التفاهة وأنا أراهن علي الجمهور أن يلفظ تلك النوعية من الأعمال . من المرشح المحتمل لرئاسة مصر من وجهة نظر ك ؟ - هناك العديد من الأسماء الجيدة، لكنني يعنيني الوطني المخلص العاشق لمصلحة هذا البلد وأن يكون واحدا من الشعب المصري وقبل ذلك كله نرجو أن تتم سرعة انتخاب المجالس النيابية ووضع دستور يرسم صورة رئيس لا يتم منحه كل الصلاحيات ولا يتم تأليهه وأن يكون الشعب هو الحاكم. ألم تفكر يوما في الترشح لمنصب سياسي أو شغل منصب إداري في موقع ما؟ - عرض علي أكثر من مرة أن أشغل منصب مدير المسرح الحديث أو رئيسا لهيئة المسرح خاصة أنني عضو بالمسرح الحديث علي درجة فنان قدير لكنني كنت أعتذر دائما لأنني لم أكن أتوقع تحقيق الرؤي التي كنت أنشدها في ظل وجود النظام السابق، لكنني أعتقد أنني يمكن أن أفكر جديا في الأمر بعد تغير المناخ وتغير النظام في مصر . مؤسسة الإغاثة ما الذي أضافه إليك عملك كسفير لمؤسسة الإغاثة الإسلامية وما الذي أخذه منك؟ - شرف لي أن أكون سفيرا لمؤسسة الإغاثة الإسلامية عبر العالم وهي من كبري المؤسسات الخيرية ولها فروع في أكثرمن 44 دولة ومقرها الرئيسي بإنجلترا وقد سافرت معهم للعديد من المناطق المنكوبة مثل دارفور وغزة والعراق وهي تقوم بإغاثة أي منكوب بصرف النظر عن جنسه أو دينه أو لونه وقد أضاف العمل لي أكثر مما أضفت له فيكفي أنني شعرت بقيمتي وقدرتي علي مد يد العون للمحتاجين وهي مسألة لا يشعر بها إلا من لديه القدرة علي العطاء.