بعد خلافات وصراعات دامت لأكثر من أربعين عاما استطاع آثاريو مصر الاعلان عن تأسيس اول نقابة للأثاريين، هذا الحلم الذي طال انتظار تحقيقه، فمنذ اواخر السبعينات وبدأ الآثاريون يحلمون بانشاء نقابة تعبر عن الأثاريين وترعي مصالحهم وشئونهم ومضوا علي أول وثيقة لإنشائها بالدم فقد كان احساسا قويا منهم بان يكون لهم نقابة، هو الدافع لفعل ذلك وإيمانهم بمدي أهميتها من أجل تحقيق وضع افضل للعمل الأثري في مصر، ومضت كل هذه السنوات وها هو الحلم الآن يمشي بخطي ثابتة نحو التحقيق، ولكن رغم انهاء مجلس نقابة الأثاريين تحت التأسيس الخطوات النهائية لتقديم ملف إشهار النقابة للجهات الرسمية المختصة وتم عرض ومناقشة مشروع قانون النقابة في صيغته النهائية وتم الاتفاق حول تحديد مقر دائم للنقابة وإعداد جداول المشتغلين الأثاريين بالمجلس الأعلي تمهيدا لعملية الانتخاب بعد إشهار النقابة، إلا أن ًالظروف الحالية التي يمر بها العمل الأثري من اضرابات واعتصامات والتغيير المتكرر لأمين عام المجلس الأعلي للآثار كل هذا يؤدي إلي تعطيل عملية اشهار النقابة وخروجها للنور بل نخشي ذهابها في طريق النسيان مرة آخري. بداية الفكرة وتوضح د. فايزة هيكل نقيبة الأثاريين أن ملف النقابة اكتمل من الناحية القانونية وحدد مقر النقابة الدائم والذي تم تحديده في لقاء مع الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار السابق محمد عبد الفتاح والذي من المرجح أن يكون بنادي العاملين الخاص بالمجلس الأعلي للآثار بالفسطاط وبعد ذلك سيتقدم مجلس النقابة الحالي بمشروع القانون إلي المجلس العسكري للتصديق وإشهار النقابة نظرا لعدم وجود مجلس شعب يوافق علي مشروع القانون في الوقت الحالي ولكن الأحداث الحالية التي يمر بها العمل الأثري من اضطرابات عن العمل واعتصامات وعدم الاستقرار علي أمين عام للمجلس الأعلي للآثار أدي إلي تعطيل عملية إشهار النقابة رغم استمرار عملنا من اجل اعداد جداول المشتغلين في الآثار لبدء عملية انتخاب مجلس إدارة النقابة الجديد بعد عملية اشهار النقابة، فالأثاريون حاليا في أشد الحاجة لنقابة من أجل الدفاع عن حقوقهم وومن خلال النقابة سيكون كل الأثاريين صوتا واحدا يطالب بحقوق مشروعة لتحسين احوالهم ولكن النقابة الآن تقف عاجزة فإلي الآن ليست لها الصفة الشرعية التي تستطيع بها الوقوف بجوار الأثاريين . وعن بداية فكرة انشاء نقابة للأثاريين حتي ظهورها تحت النور حاليا يقول د. أحمد سعيد انطلقت فكرة انشاء نقابة للأثاريين من كلية الآثار جامعة القاهرة منذ عام 1977 وكان ذلك عن طريق اتحاد طلاب كلية الآثار برئاسة علي احمد علي فقد قام هؤلاء الطلاب بكتابة وثيقة تأسيسية وامضائها بالدم وتقديمها لعميدة الكلية آنذاك د. سعاد ماهر من أجل دعمها واتخاذ الاجراءات اللازمة من أجل تحقيق هذا الحلم ولكن لم يلق هذا الموضوع اقبالا لدي د. سعاد ماهر فمات الحلم قبل أن يخرج للنور، وظل موضوع انشاء نقابة للآثريين مجمدا حتي تجدد مرة آخري علي يد د. عبد العزيز صالح في نهاية السبعينات حيث تولي عمادة كلية الآثار ورأي ضرورة مساعدة الطلاب لتحقيق هذا الحلم الرائع والذي سيحقق الكثير للأثاريين في مصر ولذلك أعلن وقتها عن أول اجتماع رسمي لنقابة الأثاريين من أجل وضع القوانين اللازمة واعداد الشكل المناسب لإنشاء النقابة وبدأ الاجتماع بكم هائل من الأثاريين وعلي رأسهم د. شحاته أمين رئيس هيئة الآثار انذاك، ولكن للأسف لم يحقق هذا الاجتماع غير صدام بين طرفين، كلية الآثار من جهة وهيئة الآثار من جهة آخري، حيث حدث خلاف حول قيادة النقابة هل تقودها هيئة الآثار أم كلية الآثار ؟ ويضيف د. سعيد ظل الشد والجذب بين كلية الآثار وهيئة الآثار والصراع حول من يقود النقابة وكل اجتماع يحدث بينهم ينتهي بالفشل وظهر خلال هذه الفترة العديد من الشخصيات التي حاولت بكل صدق دفع عجلة تحقيق هذا الحلم للأمام وكان منهم م . كمال الملاخ والذي قام بالعديد من الأدوار لدعم فكرة إنشاء النقابة وتأسيس قانون مناسب لها وقد كون لجنة لمناقشة ذلك تضم د. زاهي حواس ود. احمد سعيد وم . جمال الملاخ لمناقشة ذلك، وقام كمال الملاخ بتقديم طلبنا لإنشاء نقابة لأعضاء مجلس الشعب لكن لم يغير هذا ساكنا وكان السبب في ذلك انه لا يمكن تقديم فكرة إنشاء نقابة علي مجلس الشعب إلا عن طريق وبدعم الوزير المختص ولكن للأسف فكرة انشاء نقابة للأثاريين لم تكن تجد قبولا لدي كل الوزراء السابقين تخوفا من سلطة النقابة وانها ستكون سيفا علي رقابهم لتحقيق مطالب الأثاريين . في منتصف الثمانينات حدث ثاني أكبر اجتماع من أجل مناقشة فكرة إنشاء النقابة في مسرح السامر بالعجوزة ضمت أكثر من 1500 آثري من مختلف جامعات مصر برئاسة د. عبد الحليم نور الدين ممثلا لكلية الآثار، د . ابراهيم النواوي ممثلا للهيئة، ولكن لم يكن هذا الاجتماع اسعد حظا مما سبقه فقد باء بالفشل نتيجة الصراع الدائم بين الهيئة وكلية الآثار من يكون القائد ومن يكون التابع؟ ويوضح د. أحمد أما التسعينات فشهدت تطورا كبيرا لفكرة انشاء النقابة فنظمت العديد من الاجتماعات لمناقشة قانون النقابة ووضع الأسس العامة لتأسيسها ولكن ظلت كل من كلية الآثار وهيئة الآثار تعمل علي حدا، فشكلت كلية الآثار لجنة لوضع قانون الآثار ومناقشته وعلي الجانب الآخر تقوم الهيئة هي الأخري بعمل اجتماعات تضع فيها أسس النقابة وكان من اكثر الشخصيات اهتماما بهذا الموضوع عبد المعز عبد البديع مدير العلاقات العامة في هيئة الآثار وقتها، ومع تولي د. زاهي حواس كأمين عام للمجلس الأعلي للآثار عام 2002 وهوكان أحد الشخصيات التي اهتمت كثيرا بانشاء نقابة للأثاريين لذلك قرر تشكيل لجنة تضم د. أحمد سعيد، محمد حسين المستشار الإعلامي حاليا بوزارة الآثار، د. فهمي عبد العليم رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية الأسبق، عبد الله العطار رئيس قطاع الآثار الاسلامية والقبطية الأسبق، والمستشار أشرف العشماوي المستشار القانوني لوزارة الآثار، من أجل وضع أسس لانشاء نقابة الأثاريين والقوانين المنظمة لعملهاوظل عمل هذه اللجنة قرابة العام ونصف العام انتهي بوضع قانون للنقابة تم مناقشته مع د. فوزية عبد الستار ود. صوفي أبوطالب، ثم تقديم هذا القانون إلي د.حواس والذي قام بدوره بعرضه علي وزير الثقافة السابق فاروق حسني لعرضه علي مجلس الشعب ولكن لم يحرك حسني ساكنا وظل قانون النقابة في محط النسيان، ويوضح د. سعيد ساعدت ثورة الفيس بوك كثيرا علي تحريك الساكن فمن خلال العديد من المواقع استطاع شباب الأثاريين دفع عجلة فكرة إنشاء النقابة إلي الأمام فظهرت أصوات عالية تطالب بالنقابة، ولكن حدثت مؤخرا انقسامات بين الاصوات المطالبة بانشاء النقابة وبدأت كل مجموعة تعقد اجتماعات وتضع قانونا وتعلن عن انشاء نقابة للأثاريين مما هدد حلم انشاء نقابة للأثاريين للضياع بين اختلاف الأصوات المطالبة بها . يد واحدة من أجل إنشاء النقابة يضيف د. سعيد لذلك عملنا الفترة الماضية في ظل الظروف التي يمر بها العمل الأثري التقريب بين الآراء والأصوات المطالبة بنقابة للأثاريين بل وتوحيدها في صوت واحد لانشاء نقابة وهذا ما حدث في اول فبراير الماضي حيث تجمع حوالي 550 اثريا ممثلين لمحافظات مصر كلها لمناقشة القانون ثم عقد احتفال بالقلعة يوم 2 يوليو بحضور أكثر من 350 آثريا كلها لاعلان انطلاق نقابة الأثاريين وقد تمت مناقشة القانون الخاص بالنقابة المتكون من 79 مادة ووضع لجنة تأسيسية إدارية تتكون من 15 شخصا تعمل مع اللجنة التنظيمية التي قامت بأدوار رائعة لإنجاح هذا العمل والتي يشارك بها عدد من شباب الأثاريين الرائع منهم علي سبيل المثال لا الحصر صلاح الهادي، ابراهيم متولي، د. طارق توفيق، محمود سامي ولا ينسي دور د. محمد عبد المقصود منذ أن كان طالبا باتحاد الطلبة حتي الآن في دعم فكرة إنشاء النقابة من أجل القيام بالخطوات اللازمة لاعلان النقابة رسميا أربعة شروط لاشهارها ويوضح د. أحمد بان الهدف الأساسي للجنة التأسيسة حاليا هوالعمل علي تحقيق أربعة محاور رئيسية من أجل انطلاق النقابة رسميا وهذه المحاور هي أولا وضع قانون للنقابة، وقد قامت اللجنة بجمع القوانين السابقة التي وضعت للنقابة في المحاولات السابقة وتكوين قانون مواكب لتطورات العصر والتغييرات الدستورية والدولة يتكون من 79 مادة نوقشت في الاجتماعات السابقة واضافت لها التعديلات، ثانيا اختيار نقيب للنقابة يعبر بنا المرحلة الحالية ويكون هذا النقيب مؤقتا لحين اعلان النقابة رسميا فتحدث انتخابات نزيهة لاختيار النقيب وقد تجمعت اراء علي اختيار د. فايزة هيكل وأستاذ الأثار المصرية بالجامعة المصرية والأمريكية، اما المحور الرابع فكان ضرورة توفير مقر مناسب للنقابة وهناك العديد من الاقتراحات كمقر للنقابة ولكن الأكثر تأييداً من الغالبية تم اختيار مقر في النادي الاجتماعي للأثاريين بالفسطاط، أخيرا تجهيز الأوراق الرسمية لعرضها علي المجلس العسكري وبالفعل بدأ تجهيزها وسيتم عرضها خلال 15 يوما تقريبا علي المجلس العسكري . أهداف النقابة وفقا لقانون النقابة سينضم للنقابة أولا تحت جدول العاملين، ستضم النقابة العاملين بالاثار في وزارة الآثار وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات المختلفة في مصر، ثانيا جدول غير العاملين وسيشمل كل من حصل علي ليسانس أو دبلومة أو ماجستير أو دكتوراة في الآثار من أي جامعة في العالم معترف بها ولكن غير عاملين بالاثار، بالاضافة إلي ضم كل خريجي الآثار بمجرد انهائهم الدراسة مباشرة. وبعد الاجتماع الأول للجنة التأسيسية للنقابة برئاسة د. فايزة هيكل تم الاتفاق علي ضرورة انشاء قاعدة بيانات تضم كل اعضاء النقابة حتي يكون من السهل بمجرد اعلان النقابة رسميا تجري انتخابات سريعة لمزاولة عملها ، أعلنت د.فايزة هيكل نقيب الأثاريين أنه تم تشكيل لجنة لبحث شكاوي الأثاريين وستقوم النقابة بالعمل علي تخصيص كادر للأثاريين وتثبيت المؤقتين كما ستعمل النقابة علي استعادة الآثار من الخارج بمجرد خروج النقابة للنور. ويوضح د. أحمد سعيد أن الهدف الأساسي الذي نأمل أن تبدأ به النقابة عملها هوالرد علي كل الادعاءات التي تحاول تشويه الحضارة المصرية ونسبتها لليهود من خلال أفلام عالمية ، وأن يكون عملها علي مستوي عالمي وتحسين صورة مصر في الخارج .