عالم الموسيقي التصويرية احتل الصدارة في الأفلام الجديدة التي كانت تضج صاخبة بالغناء والرقص والكوميديا والرومانسية، فقد كانت أفلام العيد عبارة عن كوكتيل لطيف محبب لجمهور العيد الباحث عن التجديد والفرحة والبهجة، وقد كان عامل الموسيقي التصويرية في أفلام العيد له أكبر الأثر في إيصال رسالة الفيلم ومضمونه إلي الجمهور بالإضافة إلي قيام الموسيقي التصويرية بلعب دور مهم في التعبير عن الأحاسيس والوجدان خاصة في الأفلام التي احتوت علي قدر كبير من الرومانسية كما حدث في فيلم «بيبو وبشير»، ونحن هنا نجد أنفسنا أمام باقة من أفلام العيد وهي «يا أنا ياهو، أنا بضيع يا وديع، بيبو وبشير، شارع الهرم وتك تك بوم» ولنبدأ بالفيلم الغنائي الاستعراضي الكوميدي «شارع الهرم» الذي رفع شعار الغناء والرقص والكوميديا والاستعراض وهذه هي التوليفة المعروفة للسبكي الذي يحب أن يقدمها في أفلام العيد، والفيلم من بطولة نجوم محبوبة مثل سعد الصغير، دينا، أحمد بدير، مها أحمد، آيتن عامر، المطرب الشعبي محمود الليثي والمطرب الشعبي طارق الشيخ. من الواضح أن الفيلم يحتوي علي نجمين آخرين للأغنية الشعبية بالإضافة لسعد الصغير وقد ازدحم الفيلم بالأغاني الشعبية الكثيرة، لكنها حققت نجاحا هائلا وكانت محببة للجمهور، وكانت كلها من ألحان محمد عبدالمنعم وكلمات ملاك عادل ومنها «إديني قطة، استني استني استني، ميه ميه» وقد اختلطت موسيقات الأغاني بالموسيقي التصويرية في مزيج وانسجام هائل خلق تناغماً مميزاً يرضي الشريحة العريضة من الجمهور الذي يفضل نوعية الأفلام «اللايت كوميدي» والاستعراضية والغنائية التي تميز بها السبكي رغم أن الأمر لا يخلو من وجود بعض الشوائب حيث قام الملحن حسن إش إش بتقديم شكوي ضد صناع الفيلم في «جمعية المؤلفين والملحنين» يتهم فيها الملحن محمد عبدالمنعم والمؤلف ملاك عادل بسرقة ألحان أغنية «لأ لأ الراجل عمال يعاكسني بأي حق» التي غناها محمود الليثي مع آيتن عامر، والتي أكد حسن إش إش أنها مأخوذة من أغنيته الشهيرة في الثمانينات «إيه الأساتوك ده» للمطرب حمدي باتشان من كلمات أمل الطائر، حيث إن اللحن منقول من اللحن الأصلي لأكثر من أربع موازير مما جعل لجنة التظلمات بالجمعية تعتبر ذلك تعديا علي حقوق الملكية الفكرية والخاصة بحماية الممتلكات والاستيلاء علي حقوق الغير وكذلك التعدي علي حق المؤلف لتغيير كلمات الأغنية، بالإضافة لعرض الفيلم دون ذكر اسم حسن إش إش أو أمل الطائر صاحبي الكلمات والألحان الأصلية ودون الحصول علي تنازل أو تصريح باستغلال اللحن ما سبب لكل منهما أضراراً نفسية ومدية وأدبية بالغة، وهنا قررت الجمعية تحريك دعوي قضائية ضد شركة الإنتاج والقائمين علي العمل، بل وتقدمت بشكوي لنقيب المهن الموسيقية إيمان البحر درويش ومسعد فودة نقيب السينمائيين. بالانتقال بعد ذلك لفيلم «تك تك بوم» بطولة محمد سعد ودرة، ولعبت الموسيقي التصورية دورا مهما في توضيح مجريات أحداث الفيلم الكوميدية، بالإضافة لأغنية «آه لو كنت رئيس» التي قام بغنائها محمد سعد بنفسه وهي من نوعية الغناء الشعبي من كلمات إسلام خليل وألحان هاني فاروق وتوزيع أشرف البرنس، وقد زادت الموسيقي التصويرية للفيلم من الإيقاع الراقص له وذلك من خلال الرقصات التي قدمتها درة وقدمها محمد سعد. أما بالنسبة لفيلم «بيبو وبشير» بطولة منه شلبي وآسر ياسين وهاني عادل، ومن تأليف كريم فهمي وشام ماجد وإخراج مريم أبو عوف، والذي تدور أحداثه في إطار كوميدي رومانسي، فإن الموسيقي التصويرية للفنان هاني عادل والمشارك في بطولة الفيلم لعبت دوراً مهماً في إضفاء مزيد من الدفء والتناغم علي أجواء الرومانسية للفيلم مما جعلنا نشعر أننا أمام أحد الأفلام الرومانسية الأمريكية، خاصة ان الموسيقي مست الوجدان وأنعشت الأذن بمنتهي الرقة. وعن فيلم «أنا بضيع يا وديع» بطولة نجمي حملة ميلودي «أيمن قنديل» في دور تهامي باشا وأمجد عابد في دور «وديع» ومن إخراج شريف عابدين، وكانت أغنية الفيلم هي «يا بن الترابتيت» للمطرب محمود الحسيني، والتي رقصت علي تلك الأغنية اللبنانية «لاميتا فرنجية» بطلة الفيلم في وصلة من الرقص الشرقي، وقد كانت الموسيقي التصويرية للفيلم يغلب عليها الطابع الكوميدي الملائم لطبيعة الأحداث الكوميدية التي يدور فيها الفيلم. أما عن آخر أفلام العيد وهو «يا أنا يا هو» بطولة نضال الشافعي وريم البارودي، ونيرمين ماهر، وإنتاج شركة بانوراما فيلم والذي تدور أحداثه في إطار تشويق وإثارة وذلك إلي جانب الطابع الكوميدي والرومانسي الذي يغلب علي أحداثه، وقد تم تقديم ثلاث أغنيات في الفيلم وهي «كلمة هاأقولها ومش ندمان» وهي من نوعية أغاني الراب، وأغنية «مليون وش» وأغنية «الحب هو السر» وهما أغنيتان من النوعية الرومانسية وجميع أغاني الفيلم من ألحان وتوزيع محمد طناحي ومن كلمات الشاعر أشرف سليمان، والفيلم تأليف أحمد حجازي وإخراج تامر بسيوني، هذا بالإضافة للأغنية الدعائية للفيلم وهي تحمل اسم «يا أنا يا هو» من غناء «لؤي»، وقد كانت الموسيقي التصويرية بمثابة الحصان الرابح في الفيلم حيث أكدت علي الرسالة الخاصة بالفيلم والتي تنادي بمحاربة فساد رجال الأعمال عن طريق صحفي يدعي «عصام» هذا إلي جانب تركيز الموسيقي علي الجوانب الرومانسية لقصص الحب الموجودة في الفيلم. وبهذا تكون الموسيقي التصويرية شديدة التأثير بالإيجاب في أفلام العيد سواء من الناحية الدرامية والخاصة برواية الفيلم أو من الناحية الترفيهية والتسلية، لكن في النهاية فإنها كانت تدور مع الرواية والأبطال في مزيج متجانس خلق أحاسيس مؤثرة في نفوس الجماهير والدليل علي ذلك تحقيق العديد من تلك الأفلام النجاح العالي والوصول لأعلي إيرادات حتي وان فقدت المضمون أو الرسالة.