إنه حقا اسوأ موسم صيف تشهده الساحة الغنائية بوجه عام وسوق الكاسيت والحفلات الغنائية بوجه خاص . بصدق شديد لم نجد بديلا عن هذه الكلمات الصعبة والقاسية لكي نستهل بها موضوعنا هذا خاصة بعد ان وجدنا الكثير من المتابعين والنقاد في كل المجالات الفنية يشاركوننا الرأي في ان هذا الموسم يعد الأسوأ علي الاطلاق ومنذ اعوام بعيدة .. بعيدا عن تلك العبارات التي اعتدنا سماعها من أفواه السادة الفنانين والمنتجين بأنهم واجهوا صعوبات قاسية بإقامة مباريات كأس العالم وامتحانات الثانوية وموجة الحر الشديدة وغير هذا من المبررات الأخري والتي وبصدق لم تقنعني أنا كاتب هذه السطور . فهل من الممكن ان يعقل ان تكون هذه الاسباب مبررا كافيا لحالة الكساد التي شهدها سوق الكاسيت لدرجة اننا لم نشهد هذا العام سوي صدور عشرة البومات فقط لاغير في سباق هذا العام بعد ان كان عدد الالبومات التي تصدر في نفس التوقيت من كل عام تتراوح مابين 60: 70 البوما غنائيا مابين شعبي وشبابي وعاطفي وموسيقي وغير هذا من الوان الموسيقي الاخري وحينما ساءت الامور في الاعوام الثلاثة الماضية اصبح العدد يتراوح مابين 35 : 40 ألبوما . 12 ألبوما فقط عشرة ألبومات فقط في سباق صيف هذا العام والغريب ان ثلثها تقريبا لمطربين معروفين مثل مي سليم وتامر حسني ومصطفي قمر ومحمد فؤاد بينما البقية الباقية لمطربين جدد ومجهولين وبسبب ضعف توزيعات هذه الالبومات وعدم تخطي اي البوم منها حاجز الطبعة الاولي اوالطبعتين علي اكثر تقدير قرر معظم المطربين الكبار الهروب وتأجيل البوماتهم لسباقات اخري لعل وعسي تكون الفرصة بالنسبة لهم افضل . توزيعات ضعيفة وهل كان من الممكن ان يتوقع احد قبل اربعة اوخمسة اعوام فقط من الان انه من الممكن ان يأتي اليوم الذي نجد فيه اصحاب مراكز ومحلات بيع الكاسيت يقولون ان البوم المطرب الكبير فلان الفلاني حقق توزيعات جيدة لمجرد ان البومه حقق توزيعات قدرها 50 او60 الف نسخة فقط ؟!! بصدق شديد انشغلت انا كاتب هذه السطور بهذا الامر كثيرا اثناء الجولة الشاملة التي قمت بها علي منافذ توزيع سوق الكاسيت الكبري سواء بالقاهرة بكل مناطقها اوبعض المدن الساحلية الاخري . فقد فوجئت باجماع غريب من قبل كل الباعة واصحاب هذه المراكز علي ان البوم المطرب الكبير محمد فؤاد (بين ايديك) قام بتحريك المياه الراكده ان جاز التعبير في سوق الكاسيت بعد تحقيقه لتوزيعات جيدة جدا تجاوزت كما يقولون حاجز الخمسين الف نسخة كاسيت والعشرة الاف سي دي !! 50 الف نسخة كاسيت فقط وكما يقولون يكون الالبوم قد حقق توزيعات جيدة ؟!! هذا هو مااستوقفني ووجدتني اتذكر تلك الايام التي كان البوم محمد فؤاد اوغيره من كبار المطربين امثال عمرو دياب وايهاب توفيق وحميد الشاعري وهشام عباس وحكيم ومصطفي قمر وكثيرين غيرهم تتخطي حاجز توزيعات البوماتهم حاجز النصف مليون نسخة علي اقل تقدير .. وكنا نطلق علي الالبوم الذي فشل في تجاوز حاجز ال 200 الف نسخة انه كان البوما فاشلا بكل المقاييس !! اذا ماذا حدث وادي الي ابتهاج الموزعين والباعة بهذا الالبوم اوذاك لمجرد تحقيقه هذا الرقم الضعيف جدا اذا ماتم مقارنته بما كان يتحقق قبل اعوام قليلة من الان ؟ الاجابة حصلنا عليها من افواههم وتتلخص في ان سوق الكاسيت وباتفاق الجميع انتهي تماما منذ انتشار اجهزة الكمبيوتر بكل البيوت وايضا انتشار النت ومواقع تحميل الاغاني ناهيك عن رنات المحمول وغير هذا من الوسائل الاخري التي اصبحت تعوض المنتجين عن تراجع توزيعات الكاسيت ومن ثم فأن قيام اي مطرب بتحقيق هذه النسبة من التوزيعات في الوقت الحالي يعد كما يقولون انجازا بكل المقاييس . حماقي وتامر هذا عن محمد فؤاد فماذا اذا عن بقية ألبومات السباق الاخري هكذا سألناهم فاتفقوا علي ان المنافس الوحيد له اي محمد فؤاد حاليا هو المطرب محمد حماقي والبومه (حاجة مش طبيعية) الذي صدر قبل اسبوع واحد من كتابة هذه السطور حيث نجح كما يقولون في تحقيق توزيعات تخطت حاجز الاربعين الف نسخة كاسيت والسبعة الاف سي دي !! بينما وكما يقولون ايضا تراجع الاقبال بدرجة كبيرة علي تامر حسني والبومه (اخترت صح) حيث فشل منذ اصداره في بداية السباق في تخطي حاجز ال 80 الف نسخة كاسيت والعشرين الف سي دي . وكانت الضربة الموجعة من نصيب مصطفي قمر والبومه (هي) حيث فشل في تخطي حاجز ال 25 الف نسخة كاسيت والخمسة الاف سي دي . ولايختلف الامر كثيرا بالنسبة للمطرب الكبير هاني شاكر والبومه (بعدك ماليش) حيث لم يتخط حاجز ال 15الف نسخة كاسيت و ال 3000 الاف سي دي. وهي تقريبا نفس نسبة التوزيعات التي حققتها مي سليم والبومها (لينا كلام بعدين) هذا علي الرغم من الضجة الكبيرة والدعاية الكبيرة التي صاحبت البوم مي . تليها سومه والبومها (ده حبيبي) بعشرة الاف نسخة كاسيت ونحو 2000 سي دي . سقوط دياب واصالة بينما كان الفشل الذريع من نصيب عمرو دياب الذي فوجئ الجميع بطرح اغنية سينجل له بعنوان (اصلها بتفرق) بثلاثة توزيعات مختلفة كلمات مجدي النجار والحان عمرو دياب وتوزيع عادل حقي وتعد هذه هي المرة الاولي في تاريخ الكاسيت ان يتم طرح البوم متضمنا اغنية واحدة وبالطبع كلما توجه احد للباعة ويفاجأ بهذا يرفضون شراء الالبوم ومن قاموا بشراءه قاموا باعادته اواستبداله باي البوم اخر كما يؤكد الباعة والقائمون علي مراكز البيع . وهو نفس الفشل الذي واجهته اصالة والبومها (قانون كيفك) الذي تضمن مجموعة من الاغنيات باللهجة الخليجية ولم يحقق توزيعات تذكر في السوق المصرية . قمة التوزيعات ورغم مرور نحو خمسة شهور علي اصداره لاتزال قمة المبيعات حتي الان من نصيب نادر ابوالليف والبومه (كينج كونج) والذي حقق توزيعات قدرها 120 الف نسخة كاسيت و30 الف سي دي . ويليه مباشرة وائل جسار والبومه الديني (في حضرة المحبوب) بنحو 100 الف نسخة كاسيت و25 الف سي دي . سوق الحفلات وبالانتقال لسوق الحفلات الغنائية سواء التي اقيمت هذا العام فوجئنا اول مافوجئنا بأن موسم الحفلات الحقيقي لم يبدأ بشكل فعلي أو رسمي الا بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة بمعني اوضح ان مجموعة الحفلات التي اقيمت قبل انتهاء هذه الامتحانات في مطلع شهر يوليو الجاري نقول مطلع يوليو نكاد نحصيها علي اصابع اليدين وجميعها كانت حفلات متوسطة المستوي .. وهو امر لم نعتده في كل المواسم الماضية حيث اعتدنا علي انتعاش سوق الحفلات في مطلع شهر يونية ويظل منتعشا لمدة ثلاثة شهور كاملة حتي قدوم شهر رمضان ومن ثم كان من المفترض ان ينطلق موسم الحفلات الصيفية هذا العام في شهر مايو لقدوم شهر رمضان مبكرا عن موعده في كل الاعوام الماضية الا ان ما حدث كان العكس تماما حيث ابدي منظمو الحفلات تخوفهم من تنظيم اي حفلات طيلة الفترة الماضية وبالتالي بدأ الموسم متأخرا لما بعد الثانوية بل ومباريات كأس العالم التي لم يكن لها هي الاخري نفس مذاق الدورات السابقة والطريف في الامر حقا ان المنظمين لم يكتفوا بتقليص عدد الحفلات الغنائية هذا العام فحسب بينما قاموا ايضا بتخفيض اسعار التذاكر بشكل غير مسبوق لاغراء الجمهور خاصة الشباب بالحضور واستمر اوكازيون تخفيض اسعار تذاكر الحفلات الكبري مما يدل علي ضعف الاقبال علي الحفلات .. ومن ثم كان من الطبيعي ان يتم تخفيض اسعار تذاكر بقية الحفلات الاخري التي قام باحيائها تامر حسني ومحمد حماقي ونانسي عجرم وديانا كرازون واليسا وسيرين عبدالنور ومحمد منير وهيثم شاكر وغيرها من حفلات مشاهير الغناء التي اقيمت خلال الاسابيع التي سبقت قدوم شهر رمضان المعظم بالساحل الشمالي وشرم الشيخ والاسكندرية وغيرها من القري السياحية الاخري .