الجريدة (خاص) : كتب عمرو حسين فى 30 مايو 2006 وقعت مشادة عنيفة داخل مجلس الشعب المصرى بين أحمد عز أحد رموز الحزب الوطنى الديمقراطى (المحلول) و طلعت السادات أحد النواب المعارضين (وقتها) و قيل أن الأمر وصل لرفع السادات حذاؤه لعز و تم التحقيق فى الواقعة و حُفظ التحقيق فى النهاية. بعد هذه الواقعة بشهور و بالتحديد يوم الاثنين 30 أكتوبر 2006 حكمت محكمة عسكرية فى القاهرة على طلعت السادات بسنة في السجن بتهمة ترويج شائعات كاذبة واهانة القوات المسلحة المصرية. وكانت التهمة قد وجهت اليه بعد رفع الحصانة البرلمانية عنه، بسبب ما جاء على لسانه فى أحد البرامج التلفزيونية من اتهامات لهيئات وأفراد فى القوات المسلحة بالتورط فى عملية اغتيال الرئيس المصرى الراحل أنور السادات (عمه). و قتها دافع السادات عن نفسه قائلاً ""انني واثق من براءتي، ولم أوجه اهانة الى القوات المسلحة، بل ان السلطات تريد التخلص مني". طلعت السادات هو أحد الأعضاء المؤسسين لحزب الأحرار و كان أحد المتنازعين على رئاسة حزب الأحرار بعد وفاة رئيس الحزب مصطفي كامل مراد (أحد الضباط الأحرار) فى 1998. أى أنه كان يقود جبهة معارضة حتى داخل الحزب الذى انتمى إليه ! كما عُرف عنه أنه من أشد المعارضين للحزب الوطنى، و كان من أواخر موافقه المعارضة بعد انتخابات مجلس الشعب المزورة الأخيرة اتهم السادات الحزب الوطنى بتحويل العمل السياسى فى مصر لسيرك يتحكمون فيه. أظن من كل ما سبق نستطيع أن نكون فكرة عن فكر الرجل المعارض لنظام مبارك و حزبه. و الآن فلننسَ كل ما فات و تعالوا نستعرض مواقف الرجل بعد الثورة (مش بيقولوا الرجال مواقف؟) يوم الأربعاء 30 مارس تلقى النائب العام أول بلاغ من نوعه، حبث تقدم طلعت السادات ببلاغ ضد نفسه وضد أشقائه بالكسب غيلر المشروع! وأكد السادات في بلاغه أنه كان ضمن ثوار 25 يناير ويريد إبراء ذمته أمام الجميع، وطلب إحالة البلاغ المقدم ضد أشقائه إلى جهاز الكسب غير المشروع لتضخم ثرواتهم! بعدها عاد طلعت السادات و أكد أنه سيطالب باعادة التحقيق فى حادث المنصة ( و كان قد أنكر تصريحاته هذه من قبل عند محاكمته). كما قام بفعل عجيب آخر و هو تهنئة عبود الزمر (أحد قتلة السادات) بالافراج عنه. هنأه بحجة أنه لا علاقة له باغتيال السادات. مع أن عبود الزمر نفسه لم ينكر التهمة بل أقرها و اعترف بها و لم يبد أى ندم عليها فى حوارات تليفزيونية كثيرة! بعد ذلك فوجئ الجميع و منهم العبد لله يوم 4 أبريل الجارى باختيار الحزب الوطنى (أو فلوله) طلعت السادات رئيساً له! الاختيار عجيب لا ريب إذ أنها قد تكون من النوادر أن يختار أحد الأحزاب رئيساً من خارج الحزب، بل و معارضاً للحزب طوال تاريخه. و اذا كان الاختيار عجيب فقبول طلعت السادات كان أعجب ! من عجائب تصريحاته بعد الثورة مثلاً أنه حين طلب الجميع بدولة مدنية صرح هو أن الحكم العسكرى أفضل لمصر الآن! و اتهم مبارك بالمشاركة فى اغتيال السادات و فى حديث آخر أثنى على تاريخ مبارك!! و حين طالب الجميع بحل الحزب الوطنى تولى هو رئاسته بل و دافع عن الحزب أمام المحكمة الادارية العليا. و أخيراً و بعد صدور قرار المحكمة بحل الحزب الوطنى أبدى معظم قيادات الحزب أنفسهم شعوراً عاماً بالارتياح لأن هذا الحكم كان ما ينتظره الشارع المصرى و يتماشى مع مطالب ثورة يناير، إلا أن طلعت السادات كان له رأى مخالف كالعادة و وصف الحكم بأنه "سياسى" لم يستند إلى نصوص القانون. كما كانت الثورة كاشفةً لنا عن فساد شخصيات كثيرة انتسبت للنظام السابق فقد كشفت لنا لثورة عن وجوه كثير من المتلونين الذين يسعَون وراء المناصب و يركبون أى موجه. يجب أن نفتح أعيننا جيداً فللمعارضة السابقة فلول كما كان للحزب المحلول بالضبط. لكننا فى حالة الحزب نعرفهم بالاسم، أما فلول المعارضين فهم من مؤيدى الثورة. يجب علينا أن ننظر بتمعن لتاريخ و مواقف هؤلاء لتتضح لنا صورهم الحقيقية ... طلعت السادات قال فى مرافعته أمام هيئة المحكمة فى قضية حل الحزب الوطنى بالحرف: "إن الحزب الوطنى هو صاحب انتصار حرب أكتوبر 73 وثورة 25 يناير"! طب كل اللى فات ده كوم انما الحزب الوطنى صاحب ثورة يناير؟؟ و مستغرب قوى انه خسر القضية؟ أنا شايف أنه بمرافعته التاريخية دى كان من أهم أسباب حل الحزب !