حديث عن عودة نسبية للهدوء بعد نهب وسلب رافق الانقلاب شجب مجلس الامن الدولي الاثنين الانقلاب العسكري الذي وقع مالي في الثاني والعشرين من هذا الشهر، ودعا الجنود المتمردين الى العودة الى معسكراتهم وثكناتهم. واوضح بيان صدر عن مجلس الامن، بعضويته الكاملة، ان "المجلس يعبر عن قلقه الشديد لانعدام الامن والتدهور السريع للوضع الانساني في منطقة الساحل". واضاف البيان ان مجلس الامن الدولي "يدين باقوى العبارات استيلاء عناصر من القوات المسلحة المالية على السلطة التي تتولاها حكومة منتخبة ديموقراطيا، ويدين الافعال التي ارتكبها الجنود المتمردون، ويطالبهم بانهاء العنف والعودة الى ثكناتهم". وطالب مجلس الامن في بيانه "عودة العمل بالمؤسسات الدستورية واجراء الانتخابات كما هو مقرر". وكان جنود وضباط متمردون استولوا على السلطة في العاصمة باماكو الخميس، بعد معارك طويلة، وحلوا المؤسسات واعلنوا منع التجول. وبرر الانقلابيون عملهم باخفاق الحكومة في انهاء تمرد الطوارق والجماعات الاسلامية في شمالي البلاد. فتح المجال الجوي واعلن المجلس العسكري الذي يقود الانقلاب، في بيان بثه التلفزيون، فتح المجال الجوي مجددا لكن امام حركة النقل المدني فقط ابتداء من الساعة الثامنة من صباح الاثنين وحتى الواحدة فجر الثلاثاء. وقال مصدر في وزارة النقل ان اوامر صدرت بالسماح بدخول المواد الغذائية الاساسية والوقود عبر الحدود البرية. وقد علق الاتحاد الاوروبي والبنك الدولي والبنك الافريقي للتنمية المساعدات الى مالي، كما علق الاتحاد الافريقي عضوية مالي فيه. وتدرس الولاياتالمتحدة من جانبها تعليق كافة مساعداتها الى مالي باستثناء الانسانية. وكانت مظاهر الحياة قد بدأت تعود الى طبيعتها في باماكو، وعاودت محطات البنزين والاسواق نشاطها في العاصمة، بعد ان امر المجلس العسكري الذي اطاح بالرئيس أمادو توماني توري الاربعاء الماضي الجنود بالعودة الى ثكناتهم. وعاد شرطة المرور الى التقاطعات المزدحمة كما عاد العمال الى مواقع البناء لاول مرة منذ ايام. وفي سوق المدينة قامت شاحنات بتفريغ حمولات ضخمة من البطاطا والبصل والطماطم . وجابت ايضا مواكب الزفاف شوارع العاصمة التي كانت مليئة خلال الايام الماضية بالجنود الذين يقومون بخطف السيارات واطلاق النار في الهواء. اعمال نهب وكان مالي قد شهدت في اعقاب الانقلاب حالة من النفلات الامني واعمال السب والنهب. وقال زعيم الإنقلاب العسكري لبى بي سي انه ليس لديه نية للبقاء فى السلطة، مشيرا الى إنه سيتنحى بعدما يتأكد من قدرة الجيش على تأمين البلاد. ونجم الانقلاب عن تنامي مشاعر الاحباط في صفوف الجنود من ذوي الرتب البسيطة بسبب عدم توافر العتاد اللازم للتصدي للمتمردين الذين يقودهم الطوارق الذين يقاتلون من اجل استقلال المنطقة الشمالية الصحراوية الواسعة. مصدر الخبر: بي بي سي