تشن، أحد دعاة الديمقراطية المخضرمين في الصين قضت محكمة صينية بالسجن تسع سنوات على الكاتب الصيني تشن وي بعد إدانته بتهمة" التأليب لتقويض سلطة الدولة". كان تشن قد نشر عدة مقالات على شبكة المعلومات الدولية " الإنترنت" تدعو إلى حرية التعبير وإصلاح نظام الحكم على القائم على الحزب الواحد في الصين. وكان تشن أيضا من بين مئات المنشقين الذين اعتقلوا في وقت سابق من العام الحالي بعد توجيههم دعوات عبر الانترنت للتظاهر في الصين بإلهام من الانتفاضات الشعبية في الشرق الأوسط. وتقول التقارير إن الكاتب الصيني أنكر التهمة أمام المحكمة قائلا إن الديمقراطية سوف تسود البلاد. ويصر تشن دائما على أن كل ما يفعله هو التعبير عن آرائه الذي يراه حقا يكفله الدستور الصيني. وقالت زوجته لبي بي سي إن المحاكمة لم تكن سوى " عرض مسرحي" وأن الحكم صدر على زوجها قبل أن تبدأ المحاكمة. وشملت عريضة الاتهام ضد الكاتب الصيني سلسلة مقالات كان قد كتبها لمواقع أجنبية على الإنترنت تتناول موضوعات تنتقد النظام السياسي في الصين وتشيد بنمو المجتمع المدني. " رجل وطني" وقد جرت محاكمة تشن في مدينة سوينينغ خلف أبواب مغلقة واستمرت ساعتين فقط. وإضافة إلى حكم السجن، حرم تشن من ممارسة حقوقه السياسية لمدة عامين آخرين. ويعتقد بأن الحكم أحد أقسى الأحكام الصادرة بحق المشاركين فيما يعرف بثورة الياسمين ، التي توصف بأنها محاولة لتقليد انتفاضة الربيع العربي ، في الصين. وصرح تشنغ جيان وي، محامي تشن، لوكالة رويترز للأنباء بأنه بعد صدور الحكم أبلغ تشن المحكمة بأن "الديكتاتورية سوف تسقط، والديمقراطية سوف تسود". وقالت وانغ شياو يان، زوجة تشن، لبي بي سي إنها غير سعيدة بالحكم. واضافت "أعتقد أن محاكمة اليوم مجرد عرض مسرحي. والحكم مقرر سلفا. هم لايسمحون للناس بالكلام. لا توجد حرية تعبير". وأكدت وانغ أنه أسيئ ترجمة مقالات زوجها بحيث شوه معناها وأنه لم يأت شيئا من شأنه التحريض على تقويض سلطة الدولة. ووصفت الزوجة زوجها بأنه"رجل وطني للغاية. انتقد الحزب الشيوعي لكنه في ذلك عدد حقائق وهذا ليس تقويضا". وقالت وانغ التي حضرت المحاكمة، إن زوجها قرر ألا يستأنف الحكم وأنها تحترم قراره. وتابعت "الحكم، في أي استئناف، سوف يتقرر سلفا ولذا فلا جدوى من الاستئناف. فهو يريد أن يقضى الحكم بسرعة ويعود لبيته بسرعة". واضافت "بنتنا لم تبلغ حتى العاشرة. ويجب أن أشرح لها بالتدريج سبب وجود أبيها في السجن". حضور كبير للشرطة وقال مراقبو حقوق الإنسان الذين حضروا المحاكمة إنه كان هناك حضور كبير للشرطة ، وإنه جرى استجواب اثنين من الناشطين ثم استبعدوا من الحضور. وقالت جماعة حقوق الإنسان في الصين إن السيدة وانغ وأفراد آخرين من عائلة تشن عانوا مضايقات من جانب الشرطة خلال عملية اعتقاله . وأكدوا أنه لم يسمح لتشن بأن يلتقي بمحاميه إلا مرتين فقط منذ اعتقاله. وقالت الجماعة إنه جرى إبلاغ محامي الدفاع بأن يوجزوا مرافعاتهم أمام المحكمة. واعتبرت الجماعة ذلك الطلب دليلا على أنه أريد إنهاء المحاكمة سريعا. يذكر أن تشن أحد دعاة الديمقراطية القدامى . وكان قد اعتقل عقابا على دوره في احتجاج الطلبة التي سحق في ميدان تيان آن مين عام 1989. وتشن هو أحد الموقعين على ميثاق للإصلاح الديمقراطي شارك في كتابته ليو شياو بو الحائز على جائزة نوبل للسلام. ويقضى ليو حكما بالسجن أحد عشر عاما عقابا له على دوره في كتابة الميثاق ، وهو حكم لقى انتقادات كثيرة من جانب حكومات وجماعات حقوق الإنسان في العالم.