قالت وكالة رويترز أن بعض قوات الجيش غادرت ميدان التحرير، يوم السبت، بعد ساعات من هجوم واسع على الميدان تم خلاله، بحسب ما نشرته الوكالة، طرد معتصمين ونزع وحرق خيامهم، وضرب واعتقال أعداد منهم. وقبل انسحاب قوات الجيش من ميدان التحرير جرى نشر مركبات الجيش وجنود في الطرق المؤدية إلى الميدان. ووقع الهجوم على الميدان بعد يوم من اشتباكات بين آلاف المحتجين وقوات الجيش في شارعي قصر العيني، ومجلس الشعب القريبين من الميدان، تلاه فض قوات الشرطة العسكرية اعتصام مئات النشطاء في شارع "المجلس" الذي يوجد فيه مقرا مجلس الوزراء ومجلس الشعب. وأسفرت الاشتباكات التي حدثت أثناء وعقب فض اعتصام المحتجين في شارع مجلس الشعب عن سقوط تسعة قتلى واصابة أكثر من 300 اخرين بحسب وزارة الصحة. وقال أشرف الرفاعي مساعد كبير الأطباء الشرعيين في مشرحة زينهم لرويترز "المشرحة استقبلت ثماني جثث. جميع حالات الوفاة ناتجة عن طلقات حية وطلقات خرطوش". ولنحو ثلاثة أسابيع حال الاعتصام في شارع مجلس الشعب دون وصول رئيس الوزراء السابق عصام شرف ورئيس الوزراء الحالي كمال الجنزوري إلى مبنى مجلس الوزراء. وبحسب "رويترز" فقد فر المحتجين صباح السبت إلى الشوارع الجانبية بعيدًا عن قوات ترتدي زي قوات مكافحة الشغب التي أمسكت بالبعض منهم وكالت لهم الضرب حتى أن البعض منهم سقط على الارض. وقال شهود أن هجمات كر وفر دارت بين المحتجين وقوات الجيش في ميدان التحرير والشوارع التي تؤدي اليه قبل انسحاب قوات الجيش. واظهرت تغطية تلفزيونية جنودا ينزعون خيام المحتجين ويضرمون فيها النار. وتسبب الاشتباكات التي استخدم الجانبان فيها قنابل المولوتوف الى جانب الحجارة في حدوث سلسلة من الحرائق، واحترق بالكامل مبنى المجمع العلمي المجاور لمبنى مجلس الشعب، وأيضًا مبنى حكومي آخر في مجمع مباني البرلمان. وتسبب فض اعتصامي مجلس الشعب، وميدان التحرير بالقوة في إغضاب سياسيين قالوا أن فض الاعتصامين كان وحشيا وغير مبرر. وتساءل الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل للرئاسة في حسابه على تويتر "حتى إذا كان الاعتصام مخالفًا للقانون هل يتم فضه بهمجية ووحشية هى فى ذاتها مخالفة أعظم لكل القوانين الانسانية.. ليس هكذا تدار الاوطان." وقال أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط ذات التوجه الإسلامي والذي لم يحقق نتائج كبيرة في الانتخابات ل"رويترز" أنه قدم استقالته من المجلس الاستشاري الذي شكله المجلس الأعلى للقوات المسلحة قبل نحو أسبوعين لمعاونته بالرأي في تسيير الفترة الانتقالية. وأضاف "لا يصح أن نجلس بجانب مجلس عسكري ينتهك حقوق المصريين." وعلق المجلس الاستشاري اجتماعاته الى أن تتوقف أعمال العنف. كما طلب من المجلس العسكري الإفراج عن جميع المعتقلين ودعا إلى محاكمة المسؤولين عن الأحداث وتعويض الضحايا. وانتقد ساسة اسلاميون أساليب الجيش، وقالت جماعة الإخوان المسلمين في بيان أن على المجلس العسكري التقدم "باعتذار واضح وسريع... عن الجريمة التي تم ارتكابها." كما قال القس فلوباتير جميل من الكنيسة القبطية الارثوذكسية التي تمثل أغلب المسيحيين المصريين بينما يتأهب للمشاركة في جنازة الشيخ عماد عفت مدير مكتب مفتي مصر الذي قتل خلال فض اعتصام مجلس الشعب "أشارك بصفتي مواطنًا وأرى أن الدم المصري يهدر دون تفرقة بين مسلم ومسيحي." وأضاف لوكالة "رويترز": "أطالب المجلس العسكري بالتخلي فورا عن السلطة وتكفيه هذه الإهانات المتكررة للشعب..