تقيم مؤسسة "المرأة والذاكرة" (WMF) احتفالية تزامنا مع الإطلاق الرسمي للموقع الإلكتروني لمشروع "أرشيف أصوات النساء"، والذي يقوم على البحث في أدوار النساء في التاريخ الثقافي والفكري وتوثيق مساهماتهن، بهدف إلقاء الضوء على دور النساء كناشطات وقائدات ومشاركات في الحركات السياسية الهادفة للتغيير في مصر. تقول ديانا مجدي – منسقة برنامج التاريخ الشفوي بمؤسسة المرأة والذاكرة: إن البحث في قصص وتاريخ النساء، قد يؤدي إلى إعادة التفكير في تاريخنا، وفي الكثير من الإفتراضات الخاصة بالماضي والحاضر. كما أن توثيق قصص حياة النساء المصريات من الممكن أن يساند محاولات النساء في أن يجعلن حياتهن أفضل حالاً، كما يساندهن أيضاً في الصراع للحصول على حقوقهن.
وتشير ديانا إلى أن الكشف عن صوت المرأة في التاريخ الشفهي قد أدى إلى تغيير الطريقة التي ننظر بها، ليس فقط إلى تاريخ المرأة، ولكن للتاريخ بشكل عام، فالبحث في التاريخ الشفهي يمد المنظمات النسائية في كثير من البلدان العربية بمعلومات وتأملات مهمة وضرورية.
وعلى الرغم من إنتعاش فكرة الإهتمام بالتاريخ الشفهي حديثاً في أنحاء كثيرة من العالم، إلا أنه لا توجد إلا مشاريع قليلة حول التاريخ الشفهي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما دفع مؤسسة المرأة والذاكرة للسعي إلى سد هذه الفجوة لمد الجمهور العام، الطلبة، الباحثات والباحثيين بالموارد اللازمة عبر إنشاء مكتبة التاريخ الشفاهي.
ومن الجدير بالذكر، أن إحتفالية إطلاق الموقع الإلكتروني تأتي بالتوازي مع الذكرى العشرين لإنشاء مؤسسة المرأة والذاكرة، والتي تشكلت عام 1995، من مجموعة من الباحثات والباحثين المهمومين بتغيير الصور النمطية للنساء فى الثقافة السائدة، بهدف إنتاج معرفة ثقافية بديلة حول النساء العربيات، وإتاحتها كمادة يمكن توظيفها في زيادة الوعي ودعم النساء، إرتكازا على منظور النوع الإجتماعي (الجندر)؛ حيث تمثل الصور والأفكار الثقافية السائدة حجر عثرة أمام تحسين أوضاع النساء وحصولهن على حقوقهن.
وتتطلع "المرأة والذاكرة" إلى مجتمع تتحقق فيه مبادئ العدالة وتكافؤ الفرص للنساء والرجال، مجتمع حيوي قادر على إنتاج معرفة بديلة لإعادة تشكيل علاقات القوى فى مختلف البنى الاجتماعية، بما يدعم بناء وصيانة الكرامة الإنسانية فى مواجهة كافة أشكال التمييز.
وفي نفس النطاق، تُشير ديانا إلى أنه من الملاحظ أن الشباب، الباحثين والباحثات يواجهوا صعوبة في الحصول على المعلومات والأبحاث المتخصصة حول التاريخ الثقافي، والنساء فى المنطقة العربية، ما دفع مؤسسة المرأة والذاكرة إلى تصميم الموقع الإلكتروني الخاص بالمؤسسة بشكل جديد، ليصبح أصبح أسهل وأوضح ولكي يستطيع المستخدم الوصول إلى أي قسم يريده من خلال نقره واحدة على الصفحة الرئيسية.
وتضيف ديانا إلى أنه أصبح من السهل الآن تحميل إصدارات مؤسسة المرأة والذاكرة، كما أصبح مركز التوثيق مقسم إلى عدة أقسام ليصبح كل قسم ذو خصوصية ويسهل على المستخدم البحث في قضية معينة او موضوع معين.
ويحتوي الموقع الإلكتروني www.wmf.org.eg على المكتبة الإلكترونية والتي تُمثل بوابة إلى معارف النساء والنوع الاجتماعي، وعدد من الموضوعات والمجالات ذات الصلة بها. تسهل المكتبة الإلكترونية الوصول إلى كل الموارد الإلكترونية مجاناً، بما في ذلك أوراق الشخصيات النسائية العامة التي تمتلكها بالمؤسسة.