منذ العام 2004 وجميع الفرق المشاركة في رالي المكسيك تواجه تحدٍ كبير مع الطبيعة، وهو الأمر الذي يضفي جمالية على روزنامة بطولة العالم للراليات حيث لكل رالٍ نكهته الخاصة ولائحة تحدياته التي يفرضها على المشاركين. فبعد رالي مونتي كارلو بطرقاته المخادعة ورالي السويد ذا المراحل المكسوة بالثلوج، تنتقل بطولة العالم للراليات لتحط رحالها في المكسيك، الجولة الثالثة من البطولة، التي تتميز مراحلها بأنها تقام جميعها في مناطق جبلية عالية ترتفع عن سطح البحر ب 1,800م على الأقل لتصل في بعض المراحل إلى 2,800م. يأخذ فريق سيتروين توتال أبوظبي العالمي للراليات هذا التحدي نحو قمم المكسيك الشاهقة على متن ال دي اس3 دبليو آر سي لخوض غمار رالي غواناخواتو من 6 إلى 9 مارس الجاري. ولمواجهة هذا التحدي، كان لابد لمهندسي سيتروين من وضع الحلول المناسبة التي تتماشى مع قوانين الفيزياء "لقد قمنا ببعض التعديلات على المحرك ليتناسب تماماً مع أجواء رالي المكسيك" قال ديديه كليمنت، رئيس مهندسي عمليات سيتروين دي اس 3 دبليو آر سي وأضاف: "تم تعديل برمجة المحرك للتقليل من نسبة خسارة القوة الحصانية في أعالي الجبال، ولولا ذلك فإننا سنواجه حتماً خسارة حوالي 10 بالمئة من القوة القصوى للمحرك عند كل 1000 متر." "إنها معادلة دقيقة، إذ نريد أن نفقد أقل قدر من الطاقة دون التضحية بفعالية واستجابة المحرك. فالمحرك بحاجة إلى هواء نقي لكي يعمل بكفاءة عالية. ولكن المشكلة في مراحل رالي المكسيك أن نسبة الاوكسجين قليلة بالتوازي مع الهواء الساخن الذي تشتهر به المكسيك، ولهذا قمنا بإعادة برمجة حاسوب المحرك ليتناسب مع معضلة رالي المكسيك!" ومن جهته، فقد أعرب الشيخ خالد بن فيصل القاسمي، رئيس مجلس إدارة أبوظبي للسباقات، عن ثقته بفريق سيتروين توتال أبوظبي العالمي للراليات قائلاً: "رالي المكسيك مختلف عن الراليين الماضيين، فهو رالٍ ذا مراحل رملية تقام في معظمها في أعالي القمم الجبلية، الأمر الذي يشكل تحدياً كبيراً للمشاركين والسيارات على حد سواء. إلا أن خبرة فريق سيتروين الفائز ببطولة العالم للراليات 8 مرات ستكون ورقة رابحة في معادلة رالي المكسيك" وأضاف القاسمي قائلاً: "ليس لدي أدنى شك بقدرات مهندسي سيتروين أو بالطاقم الفني، أنا على ثقة بأنهم سيبذلون أفضل ما عندهم لتجهيز السيارات. أما بالنسبة لكريس ميك ومادس أوستبيرغ، فقد أثبتا بأنهما من سائقي النخبة بعد نتائج راليي مونتي كارلو والسويد، سيكون رالي المكسيك جديد عليهما ولكنني واثق بأنهما سيكونان في صلب المنافسة على منصة التتويج." مادس أوستبيرغ وكريس ميك على أتم الاستعداد لخوض غمار رالي المكسيك "لا نزال في طور التعلم" قال النرويجي أوستبيرغ وأضاف: "إلا أن كل ميل أقطعه خلف عجلة قيادة السيتروين دي اس 3 دبليو آر سي تجعلني سعيد أكثر." شارك مادس أوستبيرغ في رالي المكسيك ثلاث مرات وكانت أفضل نتيجة حققها المركز الرابع عام 2012 وهو يأمل أن يحقق نتيجة أفضل في رالي هذا الموسم "صحيح أن رالي المكسيك هذا العام سيكون الرالي الأول لي على طرقات رملية مع سيتروين دي اس 3 دبليو آر سي، إلا أنني مقتنع تماماً بأننا سنكون في صلب المنافسة والصعود على منصة التتويج سيكون أمر رائع." من ناحيته، فقد أعرب الأيرلندي الشمالي كريس ميك عن راحته التامة حيال مشاركته في رالي المكسيك حيث قال: "هناك الكثير لتعلمه إلا أنني اتمتع بخبرة جيدة في القيادة على مثل هذا النوع من الطرقات الرملية وعلى متن سيارة تم تعديل قوتها، الأمر بحاجة إلى أسلوب خاص في قيادة السيارة وأعتقد بأنني أمتلك ذلك الأسلوب.هدفي إنهاء الرالي بأكبر قدر من النقاط وأعتقد بأن المراكز الخمسة الأولى ستكون جيدة بالنسبة لي." ينطلق رالي المكسيك مساء يوم الخميس مع مرحلة استعراضية، وقد تم تعديل المراحل لتكون أقصر من العام الماضي حيث تبلغ في مجملها 1,038 كلم، أربع مراحل منها تعتبر من بين أطول المراحل في بطولة هذا العام إذ تصل إلى 43 و56 كلم.