بدأت اليوم، الأربعاء، في تمام الساعة التاسعة أعمال اليوم الثاني والأخير من عملية الإستفتاء على مشروع الدستور الجديد، والذي أعدته لجنة الخمسين برئاسة السيد عمرو موسى، حيث فتحت لجان الإقتراع على مستوى كافة محافظات الجمهورية أبوابها لإستقبال الناخبين الراغبين في الإدلاء برأيهم في مشروع الدستور. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن اليوم الأول للإستفتاء، أمس، الثلاثاء، كان قد شهد إقبالا كثيفا وغير مسبوق من قبل الناخبين على التوجه لمقار لجان الإقتراع والإدلاء برأيهم في الإستفتاء، كما حرصت أعداد من المواطنين اليوم، الأربعاء، على التواجد أمام مقار اللجان الإنتخابية منذ الصباح الباكر، حيث شهدت العديد من تلك اللجان اصطفافا لطوابير المواطنين ممن لهم حق التصويت في الإستفتاء على الدستور. وقد حضر إلى مقار لجان الاقتراع قبل الساعة التاسعة صباحا، القضاة رؤساء اللجان الفرعية، وقاموا بالتأكد أولا من سلامة أختام أبواب ونوافذ مقار اللجان التي كانت قد أغلقت في نهاية اليوم الأول للاقتراع بالشمع الأحمر وتم مهرها بالأختام المعدة لذلك خصيصا، حرصا على صناديق الاقتراع المحملة بأصوات الناخبين بالأمس، الثلاثاء، والتي تم تركها بمقار تلك اللجان في ظل حراسة مشددة من رجال القوات المسلحة والشرطة. كما قام القضاة بعد التأكد من سلامة مقار اللجان، بإجراء معاينة لصناديق الاقتراع والأقفال البلاستيكية المرقمة التي أغلقت بها تلك الصناديق، والتأكد من عدم العبث أو التلاعب بها، ومراجعة أرقام وأكواد تلك الأقفال ومضاهاتها بالأرقام المثبتة بمحاضر الإجراءات التي أعدها القضاة بالأمس وقاموا بالتوقيع إلى جوارها وختمها. وتجري عملية الاستفتاء في كافة المحافظات المصرية وعددها 27 محافظة، اعتبارا من التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء، تحت إشراف قضائي كامل من خلال 13 ألفا و 867 قاضيا من القضاء والنيابة العامة ومختلف الهيئات القضائية. ومن المقرر في ختام عملية الاقتراع مساء اليوم، أن تبدأ اللجان الانتخابية الفرعية في إجراء عمليات فرز بطاقات التصويت، فيما ستقوم اللجان المستمرة في العمل بإجراء حصر بأعداد وأسماء من تواجدوا قبل الساعة التاسعة مساء في جمعية الانتخاب بكل لجنة حتى تمكينهم من الإدلاء بأصواتهم، ثم البدء بأعمال الفرز عقب انتهاء التصويت بها. وسوف تقوم كل لجنة فرعية بإعلان نتائج الفرز من جانبها وإبلاغها للجنة العامة التي تتبعها، والتي ستقوم بدورها بحصر وجمع نتائج اللجان الفرعية التابعة لها، وإبلاغها للجنة العليا للانتخابات. يبلغ تعداد المواطنين المدعوين للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء "من لهم حق التصويت" 52 مليونا و 742 ألفا و 139 ناخبا، يتوزعون على 30 ألفا و 317 لجنة انتخابية فرعية بداخل 11 ألفا و 38 مركزا انتخابيا، وتشرف على تلك اللجان 352 لجنة انتخابية عامة على مستوى الجمهورية، حيث تجري عملية الاستفتاء وسط تأمين وحراسة من رجال القوات المسلحة والشرطة ، في ضوء تعليمات بمواجهة أية محاولات للخروج عن القانون، بكل قوة وحسم، حتى تسير عملية الاستفتاء في مناخ يتسم بالحرية والديمقراطية والطمأنينة والأمن لسائر المواطنين المشاركين في عملية الإستفتاء. ويدلي كل ناخب بصوته في الاستفتاء أمام ذات اللجنة المقيد بها في كشوف الناخبين، ولا يجوز له الإدلاء بصوته في أي لجنة سواها، عدا المواطنين الوافدين والذين يتواجدون في محافظات غير محافظاتهم المقيدين بها انتخابيا وفقا لمحال إقامتهم الثابتة ببطاقة الرقم القومي، حيث حددت اللجنة العليا للانتخابات 134 لجنة انتخابية على مستوى الجمهورية لتصويت الوافدين، مع وجود "شبكة نظم معلومات مغلقة" تربط تلك اللجان "لجان الوافدين" ببعضها البعض إلكترونيا، على نحو يمنع من تكرار التصويت في عملية الاستفتاء. وتجرى عملية الإستفتاء وسط متابعة من أكثر من 17 ألف مراقب من منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، علاوة على المتابعة من جانب وسائل الإعلام المصرية والدولية، حيث أكدت اللجنة العليا للإنتخابات على القضاة وأعضاء الهيئات رؤساء لجان الاقتراع الفرعية والعامة، على السماح لمندوبي جميع منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية ومندوبي وسائل الإعلام المصرح لهم بمتابعة عملية الإستفتاء، سواء داخل اللجان أو من خارجها، في الحدود التي لا تعطل سير الإستفتاء أو يؤثر على الناخبين، وأحقيتهم أيضا في حضور عمليات فرز الأصوات وفقا لذات الضوابط. وحظرت اللجنة العليا للانتخابات إجراء أية دعاية بأية وسيلة أو حث للمواطنين على الإدلاء بآرائهم على نحو معين، على مسافة مائتي متر من مقار لجان الإقتراع.