ذكرت جماعة الإخوان المسلمين -في بيان لها نشرته على صفحتها الرسمية- أن الناس شاهدوا عمليات القتل و الاعتداءات والاعتقالات لآلاف الشرفاء من رجالات هذا الوطن وعلمائه ورموزه الفكرية والعلمية والسياسية وشبابه الناهض، قالت أن التاريخ سيقف طويلا أمام دعوات" الانتقام والإقصاء والتشويه والاستعداء". مشيرة إلى أن سلطة القوة والانقلاب -بحسب البيان- قد "حولت الضحايا جناة والجناة ضحايا" وأحالت إلى جهازها القضائي بشقيه العسكري والمدني مهمة إدانة الضحايا وتبرئة الجناة، موضحة أن هذا يعد تجاوزا لأبسط قواعد العدالة التي هي مقوم أساسي من مقومات بقاء الأمم واستقرار الدول. وانتقدت الجماعة في بيانها رئيس الوزراء، حازم الببلاوي، وقالت أنه استقال في وقت سابق من حكومة الدكتور عصام شرف بسبب وقوع بعض القتلى على يد الجيش، بينما يرى الآن أن "سقوط آلاف القتلى في فض الاعتصام السلمي وحشية مبررة، مستدلا بما فعلته أمريكا في الحرب العالمية الثانية وفي فيتنام". كما أدانت الجماعة "التعد الفظ على كل الحقوق الإنسانية الطبيعية للمصريين، ومن تسخير فاضح لكل مؤسسات الدولة لتصفية كل من ينتسب للتيار الإسلامي أو من يحرص على الدفاع عن حرية الوطن وكرامة الإنسان"، مشيرة إلى أن جهاز الأمن الوطني أصبح مجرد "ميليشيا لنظام الانقلاب" مهمته إرهاب المخالفين والمعارضين، بحسب البيان، مضيفة أن "وزير الداخلية حرجا في أن يعلن عن التواصل الذي يتم بينه وبين كبير البلطجية المحكوم عليه في قضايا بلطجة ويقضي عقوبته في السجن التابع للوزير". واعتبرت الجماعة مؤسسات الدولة بإمكانياتها المختلفة "مجرد هيئات تابعة لنظام الانقلاب"، بحسب البيان، مضيفة أن "البلطجة واستخدام الخارجين على القانون أصبحت سلاحا من أسلحة نظام الانقلاب في معركة الشرعية التي يفترض أن تكون سلمية دستورية قانونية"، بحسب البيان، موضحة أن "كل معارض لهذا التدمير الفوضوي لمعنى الدولة ومقوماتها أصبح خارجا على النظام مستحقا للاستئصال". وقالت أن كل ما سبق أدى إلى رفض شعبي غير مسبوق، وأضافت "إن هذا وكثيرا غيره مما يرصده بقلق وحسرة العقلاء الحريصون على هذا الوطن إنما هو هدم لمقومات الدولة، وردة أثيمة إلى عصر القبيلة والعصابة التي تجاوزها العالم المتحضر، وهو انزلاق خطير يخشى أن يؤدي إلى تفكيك الدولة". فثي السياق ذلك أشارا لجماعة في بيانها إلى أن "كل حريص على هذا الوطن يخشى أن تكون تلك النهاية التي تنتظر هذا النظام مقدمة لما قد يؤول إليه حال الوطن من تأخر وتراجع، بل من تدمير لبنيته الاجتماعية التي تميز بها على مدار التاريخ، حين يفقد المواطن الشريف ثقته في نيل حقوقه وتحقيق أمنه من خلال مؤسسات الدولة الطبيعية التي أفسدها الانقلاب الغاشم، فيلجأ إلى تحصيل حقوقه بطرق غير مشروعة، فتكون فوضى". وختمت الجماعة بيانها قائلة "إننا نرفع أصواتنا وننادي السائرين في طريق الدمار: فأين تذهبون؟ أليس فيكم رجل رشيد؟ ألا تفيقون قبل فوات الأوان؟ ألا تراجعون أنفسكم وتثوبون إلى رشدكم وتحفظون هذا الوطن الذي أعطاكم الكثير؟ ألا تعودون إلى شعبكم معتذرين عما اقترفتم من كبائر وكوارث، وتردون إليه إرادته الحرة، وتعودون إلى ثكناتكم حيث مهمتكم الصحيحة في حراسة الأمة وحماية حدودها؟ ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين؟".