استنكر المنسق الإعلامي والسياسي للجيش السوري الحُر، لؤي المقداد، موافقة النظام السوري على مبادرة موسكو بوضع ترسانة الأسلحة الكيميائية تحت الرقابة الدولية، واعتبرها بمثابة الفرصة لكسب المزيد من الوقت لارتكاب المزيد من المجازر بحق أبناء الشعب السوري؛ لأنه لم يعد أحد يصدق بشار الأسد، الرئيس السوري، ولم تعد ألاعيبه تنطلي على أي من أفراد الشعب، بحسب وصفه. وأعرب المقداد، في اتصال هاتفي أجراه مع تليفزيون شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية من العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الثلاثاء، عن اعتقاده أن ما يقوم به نظام الأسد حاليًا يأتي لاستشعاره الخطر من وقوف المجتمع الدولي والعالم بأسره ضده، لذا فقد بدأ باختلاق الأكاذيب وعمل بعض التكتيكات الخداعية غير أن أحدًا لا يصدق كل ما يقوم به من ألاعيب وحيل، مطالبًا المجتمع الدولي بعدم تصديق تلك الحيل والألاعيب. وأضاف، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسسط، أن المشكلة لم تعد مشكلة أسلحة كيميائية فحسب، فالوضع بات خطيرًا جدًا؛ فموافقة دمشق على مبادرة موسكو مفادها أنها ستمنح المجتمع الدولي الترسانة الكيميائية أو تضعها تحت تصرفه، ولكن من يدري أنه لا يخبئ المزيد من الأسلحة والتي قد نراه يستخدمها مرة أخرى الأسبوع القادم ويدعي لاحقًا أنه ليس المتسبب في ذلك؛ لأنه ترسانته الكيميائية تحت تصرف المجتمع الدولي. وتابع المقداد: "لا نعرف القرار النهائي لواشنطن حتى الآن ولا نعرف ما إذا كان باراك أوباما، الرئيس الأمريكي، سيتحرك أم لا، غير أن واشنطن وحلفاءها والدول العربية شددت على ضرورة ردع نظام الأسد ووقف المجازر بحق الشعب السوري". وأبدى استياءه من أن الإدارة الأمريكية ووسائل الإعلام أيضًا لا توضح الموقف الحقيقي داخل سوريا وما يعانيه شعبها، أمام الشعب الأمريكي، وتعريفهم أن ما يجري في سوريا ليس حربًا بين شخصين بل هي حرب بين ديكتاتور دموي، على حد قوله، يستخدم كل ما أوتي من أسلحة كيميائية للقتل والفتك وبين شعب أعزل لا يمتلك أي سلاح يدافع به عن نفسه. واعتبر المقداد أن المعركة الدائرة حاليًا في سوريا هي معركة من أجل الحرية والديمقراطية وأن المعارضة بجميع أطيافها تقف مع الحل السلمي والسياسي للأزمة الحالية دون وجود الأسد، غير أن عن وجود حل في وجود "قاتل" أمر مرفوض لايمكنهم القبول به مطلقًا، فهو لم يعد رئيسًا للسوريين بل هو قاتل وسفاك دماء. وطالب الدول الأوروبية بتقديم المزيد من الدعم إلى فصائل المعارضة المعتدلة والتي تقاتل جيش الأسد وتنظيم حزب الله وإيران حتى تتمكن من حماية المدنيين السوريين من بطش الجماعات المتطرفة التي تقاتل ضد نظام الأسد، حتى لا تنتشر تلك الجماعات داخل سوريا.