قامت قوات الأممالمتحدة العاملة بالكونغو ، بإعلان حالة الاستنفار القصوى على خليفة تجدد أعمال القتال في إقليم شرق الكونغو الديمقراطية هذا الأسبوع. كما أمر قائد قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام في شرق الكونغو " مارتن كوبلر " بتوفير الأمن لمناطق المدنيين ومخيمات النازحين فى الإقليم بعد قيام القوات الحكومية بالاشتباك مع قوات حركة "23 مارس" المتمردة في مدينة جوما شمالي إقليم كيفو الاستراتيجي شرق الكونغو التي تقدمت إليه مفارز من مقاتلي حركة 23 مارس بعد غروب شمس يوم الثاني والعشرين من شهر أغسطس الجاري. وعن " وكالة أنباء الشرق الأوسط " فتفيد التقارير الميدانية بأن قتالا شرسا يدور الآن فى منطقة كيباتي (15 كيلومترا شالي مدينة جوما) استخدمت فيها مدافع المورتر والرشاشات الثقيلة من جانب القوات المتمردة المهاجمة والقوات الحكومية الكونغولية المتصدية لها. ويقول شهود عيان إن القوات الحكومية نجحت فى عرقلة زحف قوات التمرد صوب المدينة المذكورة، ويقول محللون إن مقاتلي حركة "23 مارس" المتمردة ربما أرادت استعادة السيطرة على مدينة جوما التي سبق لها السيطرة عليها فعليا لوقت قصير فى نوفمبر 2012 وقد دحرتها القوات الحكومية فيما بعد وأجبرتها على الانسحاب منها، ويرى المراقبون أن قوات التمرد تسعى من وراء هذا الهجوم المضاد ربما إلى تحسين وضعيتها التفاوضية فى أية محادثات سلام قادمة. وقد صدر عن الصليب الأحمر الدولي بيان جاء فيه إنه مع سيادة حالة عدم التيقن من نتائج المبادرات الدبلوماسية والعسكرية والسياسية لتسوية الوضع في شرق الكونغو فإن نهاية المخاطر المحدقة بالأوضاع الإنسانية وأوضاع الأمن فى الإقليم تبدو بعيدة المنال ومثار قلق للمجتمع الدولة. وأكد الصليب الأحمر الدولي أن بقاء الأسلحة فى أيدي جماعات غير مسيطر عليها شرق الكونغو يؤدى إلى استمرار الهجمات التي تستهدف مناطق سكن المدنيين وارتكاب انتهاكات بشعة ضدهم تستوجب توجيه جهود أكبر لحماية المدنيين وتوفير مياه الشرب الآمنة لهم والأغذية والأدوية وسائر احتياجاتهم البشرية الأساسية. وكانت أعمال القتال بين القوات الحكومية ومقاتلي حركات التمرد المسلح فى إقليمي شمال وجنوب كيفو بشرق الكونغو قد تواصلت بشكل متقطع خلال يوليو الماضى وأدت إلى زعزعة أوضاع الاستقرار النسبي التي كان شرق الكونغو قد بدأ يتلمسها خلال شهري يونيو الماضي ومطلع يوليو. وقد أمر الصليب الأحمر الدولى بتعزيز تواجد عناصره وطواقمه الطبية فى شرق الكونغو، وفى هذا الصدد صرحت اليساندرا مينيجون رئيسة عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى جمهورية الكونغو بأن جهودا إغاثية إضافية ستوجه إلى المناطق السكنية الأكثر نكبة فى شرق الكونغو وأن مستشفيات ميدانية إضافية ونقاطا طبية تتم إقامتها حاليا لمواجهة الموقف. كما أوضحت، فى مؤتمر صحفي، أنه تم الدفع بطاقمي جراحة يتبعان الصليب الأحمر إلى مستشفى جوما المركزي وتعزيز أطقم الجراحة والعناية الفائقة في مشافى مناطق بوكيفو بجنوب كيفو نظرا للإصابات الخطرة التى يتعرض لها الأهالي جراء أعمال القتال، وقالت إنه خلال شهر يوليو الماضي تم استقبال 66 حالة إصابة لمدنيين وعسكريين وأن أكثر من 250 عملية جراحية عاجلة قد أجريت لمصابين إنقاذا لحياتهم. وتقدم وكالات الإغاثة الأممية 23 ألف وجبة غذائية يوميا إلى النازحين من مناطق الاشتباكات فى جنوب كيفو فضلا عن تزويد 5200 من النازحين بالأدوات الزراعية لتمكينهم من إنتاج الغذاء فى المناطق الآمنية فى شرق الكونغو. وامتدت خدمات الصليب الأحمر الدولى إلى نزلاء اكثر من 30 سجنا فى شرق الكونغو يشكل معظمهم اسرى عمليات القتال بين القوات الحكومية و المسلحين المتمردين، ويقدم الصليب الأحمر لهم خدمات اغاثة علاجية و3100 وجبة غذائية يومية، كذلك نجح الصليب الأحمر الدولى بمعاونة السلطات الكنغولية فى اعادة 460 طفلا شاردا جراء عمليات القتال إلى ذويعم وانقذت حياتهم بعد ان تقطعت بهم السبل تحت وطأة النيران التى تعرضت لها قراهم مما أدى إلى فرارهم فى الأحراش والغابات القريبة بعيدا عن ذويهم. وكشفت مصادر الصليب الأحمر إلى ان كثيرا من هؤلاء الاطفال ينتهى بهم الامر عادة إلى السقوط فى ايدى المجموعات المسلحة المتمردة ويتم تجنيدهم قسرا وإجبارهم على حمل السلاح برغم حداثة اعمارهم، وأنه تم رصد 12 حالة وفاة لأطفال حديثي السن بطلقات نارية خلال مشاركتهم في أعمال قتال لا طاقة لهم بها وهو ما يعد انتهاكا لطفولتهم ترتكبه عصابات الحرب المسلحة فى شرق الكونغو.