دعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية البيت الأبيض للكف عن الترويج بأن روسيا قد تتخلى عن النظام السوري، وأنها ستتعاون مع الولاياتالمتحدة وحلفائها في حل الأزمة السورية. ولفتت الصحيفة الأمريكية – في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت – إلى أنه برغم زيارات العديد من المسئولين الغربيين إلى موسكو في محاولة لكسب الدعم الروسي بشأن سوريا، وبالرغم من اعتراضات زعماء الولاياتالمتحدة وإسرائيل، لم تلق روسيا بالا لكل ذلك وقامت بإرسال صواريخ كروز المتطورة المضادة للسفن للنظام في دمشق. وأوضحت الصحيفة أن هذه الأسلحة تمثل دعما كبيرا لقدرة الرئيس السوري بشار الأسد للتقليل من حدة أي تدخل خارجي قد يشمل غارات جوية وحصار بحري أو إنشاء منطقة حظر طيران، علاوة على ذلك أرسلت روسيا أيضا ما لا يقل عن 12 سفينة حربية نحو قاعدتها البحرية في طرطوس بسوريا، على مدى الأشهر القليلة الماضية لتنبيه الغرب إلى التفكير قبل إجراء أي تدخل. وبالإضافة إلى ذلك، طالب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأن تشارك إيران، الداعم الرئيسي الآخر لنظام الأسد، في المؤتمر الدولي بشأن سوريا والذي تخطط روسيا لاستضافته في يونيو المقبل. وكانت روسيا منذ أيام قليلة واحدة من 12 دولة صوتت ضد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن سوريا حيث لا تملك أي دولة حق النقض (الفيتو) في الجمعية العامة. وبناء على ما سبق ذكره، استنكرت الصحيفة استمرار تمسك الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالأمل بأن مؤتمر يونيو المقبل قد يتمخض عنه نتائج من خلال ضم المعارضة السورية وممثلي النظام معا لطاولة المفاوضات؛ فضلا عن توهمه وزعماء آخرين بأن التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض من شأنها أن تضع حدا لهذه الحرب المستعرة. وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن التقاعس الغربي عن التدخل لحل الأزمة المتفاقمة خلق فراغا في سوريا تملأه القوى المتطرفة من خلال انضمامها لصفوف المعارضة السورية، الأمر الذي أضاف مزيدا من التعقيد لحل الأزمة بحيث جعل من المستحيل التوصل إلى أي اتفاق سلام واتفاق على تشكيل حكومة انتقالية والتي يصر المسئولون الروس على أن تضم الأسد حال تم تشكيلها. ورأت الصحيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتزم منع الإطاحة بالأسد من السلطة خوفا من أن يتردد صدى سقوط الأسد في أنحاء روسيا، مما يظهر جليا في استمرار روسيا في إرسال الدعم العسكري للنظام السوري الذي يؤكد رغبة بوتين في القضاء على جهد الولاياتالمتحدة للتدخل.. والحفاظ على القاعدة الروسية في طرطوس، مما يعكس مدى استخفافه بالولاياتالمتحدة التي يعتبرها ضعيفة وفي حاجة إليه أكثر من حاجته إليها. وأضافت الصحيفة /بالرغم من ذلك أعطى أوباما انطباعا بأنه يتطلع إلى لقاء بوتين على هامش اجتماع مجموعة الثماني في أيرلندا الشمالية المقرر في شهر يونيو المقبل، وخلال اجتماع "جي 20" في روسيا في سبتمبر المقبل؛ كما أعرب السفير الأمريكي لدى موسكو عن أمله فى حضور أوباما لدورة الألعاب الأوليمبية الشتوية العام المقبل في سوتشي، في جنوبروسيا. وناشدت الصحيفة إدارة أوباما التمهل ورؤية الأمور بمنظور آخر.. وقالت / أن بوتين ليس من تتوقعه فهو يحمل كل صفات القادة الاستبدادين – على حد قولها – ، فضلا عن أن بلاده تشهد حاليا أسوأ حملة ضد حقوق الإنسان منذ تفكك الاتحاد السوفيتي. وخلصت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية -ختاما- إلى أن الوقت قد حان للإدارة الأمريكية للتصدى واحتواء سلوك بوتين الفظ.. سعيا للحفاظ على بعض احترام الذات فالنظام الروسي لن يمد يد العون لواشنطن بشأن سوريا وبوتين لن يكون حليفا أبدا للولايات المتحدة.