رجحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الانتخابات التشريعية في باكستان،التي بدأت اليوم /السبت/ من الممكن أن تؤثر بالسلب على العلاقات الأمريكية -الباكستانية. ولفتت الصحيفة الأمريكية -في مقالها الإفتتاحي الذي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم /السبت/- إلى أن هذه الانتخابات،والتي تعد بمثابة لحظة فارقة في تاريخ البلاد،لنقل السلطة للمرة الأولى من حكومة منتخبة ديمقراطيا إلى أخرى، يبدو من المرجح أنها ستتسبب في صعود مجموعة أقوى من القادة المدنيين الأكثر قدرة على معالجة المشاكل الإقتصادية العميقة في البلاد وكبح جماح القوة المفرطة للجيش. وتابعت الصحيفة قولها "إلا أن هذا التفاؤل لا ينطبق على العلاقات الأمريكية- الباكستانية،والتي يبدو أنها ستشهد المزيد من التعقيد،لاسيما وأن المرشحين الأوفر حظا هما نواز شريف ونجم رياضة الكروكيت السابق عمران خان،يعد كلا منهما أكثر مرونة في التعامل مع حركة طالبان الباكستانية وأكثر صرامة في التعامل مع الولاياتالمتحدة ،من الجيش الباكستاني أو الحكومة المدنية الحالية". ووعد شريف بالتفاوض مع الجهاديين، بينما أكد خان أنه سيضع حدا للحرب الأمريكية ضدهم،وسيعمل على إسقاط طائرات أمريكية بدون طيار. ورأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أنه على الإدارة الأمريكية أن تأمل في أن يصبح المرشح الباكستاني شريف رئيسا للوزراء ليفى بوعوده بانعاش اقتصاد البلد، ومعالجة النقص الحاد في الطاقة الذي تسبب في شلل كافة أوجه الصناعة الباكستانية ، فضلا عن بناء بنية تحتية جديدة، بما في ذلك وجود القطار السريع في جميع أنحاء البلاد. وأوضحت الصحيفة أن علاقة شريف بإدارة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ،خلال فترة ولايته السابقة كرئيس للوزراء،والتي انتهت بانقلاب عسكري عام 1999،كانت علاقة تعاونية نسبيا على الرغم من أنه ترأس أول تجربة نووية في البلاد، مشيرة إلى أنه في حال كانت أولوياته هي اقتصادية حقا،فإنه سيكون لديه الحافز للحفاظ على المساعدات الأمريكيةلباكستان، والتي تقدر بنحو مليار دولار سنويا . واعتبرت أنه من غير المرجح أن يمتلك زعيم مدني القدرة على تغيير السلوك الباكستاني المقلق في أفغانستان، والذي انطوى على تعاون هادئ مع بعض قادة طالبان،وعرقلة محاولات الولاياتالمتحدة والحكومة الأفغانية للتفاوض بشأن السلام. واختتمت الصحيفة قائلة "إن ترسيخ قواعد الديمقراطية في باكستان من شأنه أن يصب في ميزان مصلحة الولاياتالمتحدة على المدى البعيد،ولكن في الوقت الراهن من المرجح أن يتمخض عنها بعض المشاكل على المدى القريب".