توعدت طالبان الباكستانية، طبقًا لرسالة منسوبة إلى زعيمها، بشن هجمات انتحارية خلال الانتخابات العامة المقررة يوم السبت في مسعى لتعطيلها، وحدد حكيم الله محسود، زعيم طالبان الباكستانية في رسالة للمتحدث باسم الجماعة، الخطوط العريضة لهجمات تتضمن تفجيرات انتحارية في أقاليم البلاد الأربعة، وقال محسود في الرسالة التي تحمل تاريخ الأول من مايو "لا نقبل نظام الكفرة الذي يسمى بالديمقراطية". ومنذ أبريل، قتلت حركة طالبان الباكستانية المرتبطة بتنظيم القاعدة أكثر من 100 شخص في هجمات على مرشحين ومؤتمرات انتخابية؛ خاصة تلك التي أقامتها أحزاب ذات توجه علماني في مسعى لتقويض الانتخابات التي يرون أنها تتنافى مع الإسلام، وحالت الهجمات دون تنظيم مرشحين من الأحزاب الرئيسية الثلاثة في الائتلاف الحاكم مؤتمرات انتخابية كبيرة، واعتمدوا على الدعاية الانتخابية من منزل إلى منزل أو عقد اجتماعات صغيرة في المنازل، أو على نواصي الشوارع. لكن المتشددين لم يهاجموا حزب المعارضة الرئيسي الذي يقوده رئيس الوزراء السابق نواز شريف، الذي حصل على تأييد جماعات متهمة بمساندة المتشددين، ويعتبر شريف المرشح المفضل لتولي رئاسة الوزراء، ويقول إن على باكستان أن تعيد النظر في دعمها للحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على المتشددين الإسلاميين كما يلمح إلى أنه سيؤيد التفاوض مع طالبان. كما لم تهاجم طالبان حزب لاعب الكريكيت السابق عمران خان، الذي يدافع عن إسقاط الطائرات الأمريكية بلا طيار وسحب الجيش الباكستاني من مناطق البشتون على الحدود الأفغانية، والتي تذخر بالمتشددين. وقال الجيش الباكستاني، اليوم، إنه سيدفع بعشرات الآلاف من الجنود إلى مراكز الاقتراع والفرز لمنع طالبان من تعطيل الانتخابات، والانتخابات القادمة التي أصبحت بالفعل أكثر الانتخابات الباكستانية عنفًا هي الأولى التي تنهي فيها حكومة مدنية فترتها في السلطة، وتسلم المسؤولية إلى حكومة أخرى، وينحى باللائمة على حركة طالبان في الكثير من التفجيرات الانتحارية في أنحاء باكستان. وقال الميجر جنرال عاصم باجوا، المتحدث باسم الجيش الباكستاني، إنه تم نشر 300 ألف من أفراد الأمن من بينهم 32 ألفًا من الجيش في البنجاب، أكثر أقاليم باكستان ازدحامًا بالسكان، وقال "بالقطع لديهم - المخابرات الباكستانية - تقارير ومن الواضح أن لديهم خطة للرد على ذلك"، مشيرًا إلى تلقي أجهزة الأمن تهديدات من طالبان بالقيام بأعمال عنف. كما سيتم نشر 96 ألف فرد أمن آخرين في شمال غرب باكستان حيث تعمل طالبان من معاقلها، واستغل حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية الذي يتزعمه شريف انتشار الإحباط على نطاق واسع من الحكومة المنتهية ولايتها بقيادة حزب الشعب الباكستاني، وحكم الجيش الباكستاني البلاد لأكثر من نصف سنوات استقلالها قبل 66 عامًا، إما من خلال انقلابات عسكرية أو من خلف الستار.