أشاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بانسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني من تركيا و وصفه بأنه "نهاية حقبة مظلمة" و أن "تركيا تدخل مرحلة جديدة" ، لكنه حذر من أي تخريب محتمل لعملية السلام التاريخية. وكان حزب العمال الكردستاني -الذي يسعى لإقامة حكم ذاتي في جنوب شرق تركيا الذي تسكنه أغلبية كردية- قد أمر مقاتلية يوم الخميس بالبدء في الانسحاب من تركيا إلى قاعدته الرئيسية في الجبال في شمال العراق بموجب خطة سلام أعدت بعناية. ومن المقرر أن يبدأ مقاتلو الحزب الانسحاب في الثامن من مايو بعد أشهر من المفاوضات بين ضباط بالمخابرات التركية وزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان المسجون في سجن على جزيرة قرب اسطنبول لانهاء أعمال عدائية وقعت بعد أعنف قتال في عشر سنوات اندلع في يونيو 2011. و يستعد نحو ألفي مقاتل من حزب العمال الكردستاني للانسحاب في مجموعات صغيرة في عملية ستستغرق شهورا ستراقبها المخابرات التركية من جانب والحكومة الإقليمية الكردية في شمال العراق من الجانب الآخر. والانسحاب خطوة مهمة في عملية تقدم أفضل فرصة في أكثر من عشر سنوات لانهاء صراع لوث سجل تركيا لحقوق الإنسان وعرقل النمو الاقتصادي. لكن القوميين الأتراك هاجموا بشدة المفاوضات مع أوجلان الذي يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة لإدانته بالخيانة قائلين إن ذلك يعني الاستسلام لمطالب "الإرهابيين"، بينما تساءل آخرون عما وعدت به الحكومة أوجلان مقابل انسحاب حزب العمال الكردستاني. و من المتوقع الآن أن تجري حكومة أردوغان بعض الإصلاحات السياسية التي طالب بها الأكراد من بينها تعديلات دستورية تتعلق بالمواطنة وتعديلات في قوانين محاربة الإرهاب وتوسيع الحقوق السياسية والثقافية للأكراد. وشرع اردوغان منذ وصوله للسلطة بأغلبية ساحقة قبل عشر سنوات بإجراء تغييرات كبيرة بالنسبة لأكراد تركيا الذين يقدر عددهم بحوالي 14 مليونا وخصوصا السماح بمساحة أكبر للغة الكردية التي كانت محظورة بشكل كامل قبل 20 عاما. لكن حكومته اتخذت أيضا إجراءات صارمة ضد النشاط السياسي الكردي وسجنت آلافا من المسؤولين المنتخبين والصحفيين والأكاديميين والنشطاء وآخرين من المعارضة الكردية الرئيسية من خلال محاكمات استغرقت سنوات.