نتحدث عن الخطاب الاعلامى للحكومة الحالية … فنحن نقف أمام كوارث تعبيرية بكل المقاييس … ليس الغرض من ايضاح قصور الخطاب الاعلامى هو مهاجمة الحكومة على قدر ما هو انذار مبكر لحلقة قد تكون بداية لفقد الثقة بين المواطن المصرى وبين الحكومة و السلطة المنتخبة . شاهدنا كما شاهد الكثيرون اخطاءا لفظية وتعبيرية لعدد من المسئولين البارزين … وعلى رأسهم السيد رئيس الجمهورية … وبكل تأكيد تفرغت التيارات المؤيدة لسيادته للتبرير المعتاد تحت مسمى التلقائية والعفوية ومبرزة تركيز التيارات المنافسة على المنطوق دون التركيز على المضمون … بينما تجاهلت تماما كيفية تفادى مثل هذه السقطات اللغوية و القصور فى التحرك و التصرف و رد الفعل . ان الغرض الاساسى من محاولة ابراز مثل هذه الاخطاء هو ضمانة عدم تكرارها وخاصة انها تأتى من شخصيات عامة تمثل الكيان المصرى فى كل المجالات … وبكل تأكيد ليس من المقبول او من المنطقى ان يكون خطاب الأعلام الرسمى متمثلا فى وزير الإعلام المصرى شخصيا مع احد القنوات الفضائية العربية يحمل ما شاهده الجمهور من "عدم كياسة" فى مفرد لغوى لا يصح النطق به على الاطلاق ، وبكل تأكيد أيضا لا يصح ان يتناسى السيد رئيس الجمهورية القواعد العامة التى يحددها موقعه "كرئيس لدولة فى حجم مصر" و يأتى على فعل ننهى عنه ابناءنا و نشمئز من مجرد حدوثه فى الشارع … ان المشكلة الحقيقية التى يجب ان نلتفت اليها تتلخص فى عدم وجود الخبرة السياسية اللفظية اللازمة للتعامل مع الاتجاهات المختلفة … فكما كان مقبولا بعض الشيئ أن يتحدث الرئيس فى أول خطاب رسمى للشعب بعد فوزه بمقعد الرئاسة عن "التك تك" فليس من المقبول ان يستمر الخطاب الشعبى الصادر عنه على نهج "المنجى" . ليست المشكلة فى التدقيق على هذا اللفظ … ولكن المشكلة فى الخطاب نفسه … لا يجب ان يقوم "المبرراتية" بالتقليل والتسفيه من نقد الخطاب بينما فى ذات الوقت لا يجد المسؤول الاكبر فى مصر من يوجهه نحو أختيار كلماته بعناية اكثر دقة … فبمنتهى البساطة كان الخطاب سيمر بردا وسلاما على الجميع اذا تم استبدال المنجى بالقمح … او الطماطم "السلعة الرئيسية للغذاء" … وليس الفاكهة الترفيهية التى لا يعلم عنها السواد الاعظم من شعب مصر شيئا الا انها " خضراء و فيها بذرة". يجب على التيار المؤيد للحكومة فى مصر ان يعى ويستوعب نظرة فئات الشعب الى الخطاب الشعبى فى مصر … ويجب ان يكون على دراية بأن الشعب بكل طوائفه ينتظر بفارغ الصبر ان يستمع الى حديث اول رئيس شرعى منتخب بالفعل … ويجب عليه ايضا ان يدرك حجم الاحباط الذى يواجه الشعب حين يستمع الى مفردات لغوية "شاذة" عن الخطاب الشعبى و لا تمثل الفئة الاكبر فى الشارع المصرى و ترسم فى مخيلة الناس على اختلاف انتمائاتهم احد امرين … اما قصورا شديدا فى ثقافة الخطاب الشعبى … واما بعدا تاما عن متطلبات الشعب الاساسية . الكلمة لها وزن وقيمة … لقد جاء الرئيس الى هذا المنصب بكلمة فى ورقة مكونة من ثلاثة حروف "نعم" … فلا تستهينوا بالكلمات … اختيار الكلمات بعناية هو الوسيلة الصحيحة للتقدم .. لان التقدم منبعه الثقة فى المسؤول و متابعة عمله … أما حين تستمع الى مسؤول مخاطبا اعلامية قائلا لها "انت سخنة" … فقول على الدنيا "يا رحمن يا رحيم" … وتجد نفسك بتلقائية شديدة تقول فى قرارة نفسك … "يا اخى اسكت وما تفتحش بقك تانى" … والى من توجه امنيتك ؟؟ الى وزير اعلام مصر … الرجل الذى من المفترض ان يتكون احدى متطلبات وظيفته الاساسية " نشر الكلمات" . نحن نوجه نصيحة الى القائمين على شئون الدولة فى مصر … علموا المسؤولين كيفية التحدث وانتقاء الكلمات بدلا من التفرغ الى التبرير … والى الاخوة المؤيدين الى التيار الذى ينتمى اليه الرئيس … افعلوا شيئا نافعا … وانشروا ثقافة الحوار وادارته بين شبابكم بدلا من ترديد كلمات لا طائل منها … الحوار علم … والخطاب علم … و الحديث علم … ونحن نريد ان نبدأ بداية صحيحة فى هذا الوطن بالعلم …ليس هذا تصغيرا و لا تقليلا من شأن احد … ولكنها نصيحة عسى ان تفيد الكثيرين … لا تختصروا النقد الذى يدور بين حين وأخر على انه معركة …بل هو اشارة الى قصور وجب عليكم التعلم منه … نتمنى ان تكون كلمات تلك المقال نافعة للعديدين … وان لا ينحصر الحديث بين المنجى و السخنة للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك http://facebook.com/sherif.asaad1