كانت جماعة «أنصار الدين» كانت قد هددت فى وقت سابق بأنها سوف تستهدف «جوامع» مدينة تمبكتو شمال مالي، وقامت بالفعل بتنفيذ تهديدها، حيث حطمت باب جامع يعود إلى القرن الخامس عشر، بعدما كانوا دمروا الأسبوع الماضي ستة أضرحة لأولياء مسلمين، وذلك رداً على قرار منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) إدراج المدينة في لائحة التراث العالمي المعرض للخطر. ونددت منظمة التعاون الإسلامي، ومقرها جدة، بتدمير «مواقع تاريخية في تمبكتو شكلت جزءاً من التراث الاسلامي الغني، لذا يجب ألا يدمرها متعصبون أو يعرضوها لخطر». ودعت إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية هذه المواقع والحفاظ عليها، فيما تمسك كل من وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي ونظيره في الحكومة الانتقالية لمالي الأمين سو بضرورة إيجاد حل ديبلوماسي للأزمة يصون الوحدة الوطنية وسيادة مالي. وأفاد شاهد بأن «الإسلاميين كسروا باباً مقدساً لا يفتح في جامع سيدي يحيى» جنوب تمبكتو الخاضعة لسيطرتهم منذ ثلاثة أشهر. وقال مرشد سياحي: «حملوا فؤوساً وهتفوا الله اكبر، ثم كسروا الباب. أنه أمر خطير». ويعتبر جامع سيدي يحيى أحد أكبر جوامع تمبكتو إلى جانب جينغاريبر وسنكوري، وكلها تحف معمارية مدرجة منذ عام 1988 على لائحة التراث العالمي ل «يونيسكو». وأكد خبير مالي أن هناك أولياء مدفونين في جامعي جينغاريبر وسيدي يحيى. ودانت جمعية رجال الدين في مالي «جريمة تمبكتو»، ودعت المغرب الى «تدخل عاجل» من الدول الإسلامية والمجتمع الدولي لحماية تراث مالي. أما الجزائر فاعتبرت الأضرحة تكريماً من سكان المنطقة لأولياء وعلماء ساهموا في ازدهار الاسلام في المنطقة ونشر قيم التسامح والروحانية». وفيما تقول «انصار الدين» التي دمرّ مسلحوها حتى الآن 8 أضرحة على الأقل من أصل 16 ضريحاً، إنها «تتصرف باسم الله، وأن أضرحة الصوفيين في تمبكتو تظهر درجة تقديس تتنافى مع الإسلام»، توعدت فاتو بنسودا مدعية المحكمة الجنائية الدولية في دكار بملاحقة المسؤولين عن تدمير الأضرحة «لأن تدمير التراث الديني قد يعتبر جريمة حرب بموجب المادة الثامنة من معاهدة روما التي لحظت إنشاء المحكمة الجنائية الدولية».