من جديد… بدأ النعيق الإعلامى كما هو معتاد فى مثل هذه الفترات… وكأن موسم التزواج فى هذه الفصيلة يبدأ مع بداية كل فترة تحتاج إلى هدوء و حكمة و تروى…فتجد "الذكر" فى شاشات التلفاز يصدر صوت النعيق المتعارف عليه فى هذه المواسم… لترد "الأنثى" الإعلامية بالمثل… بالطبع ليس المقصود من هذه الجملة شخص محدد – مع أننى على ثقة ويقين أن عقولكم جميعا قد إتجهت إلى رجل واحد و ومخلوقة واحدة – الا أننى أؤكد أن حديثى موجه الى المنظومة الإعلامية بالكامل اللهم الا قليلا… لقد كان الاعلام فى مصر سببا رئيسيا قويا فى تدهور الأوضاع فى العديد من المواقف… وشريكا أساسيا لزيادة رقعة الصدع بين الكثير من الفرق فى مصر خلال الفترة الماضية… وبكل تأكيد… يكفى أن يتفضل القارئ العزيز بمراجعة أداء الأعلام المصرى الحكومى خلال الثمانية عشر شهرا الماضية…للوقوف على مدى الفشل والتبعية المتدنية التى وصل اليها هذا الجهاز العظيم… التليفزيون المصرى… الذى يكفى فقط أن يُذكر أسمه لكى تبدأ معدة الكثيرين فى التقلب و تبدأ نفوسهم فى الإمتعاض… و يوشك السواد الأعظم على إفراغ ما فى جوفه لمجرد ذكر رموزه. وللأسف… وأقولها وأكررها…للأسف الشديد… هذا ما وصلت اليه أغلب قنوات الإعلام المصرى الخاصة أيضا… لم تعد الأمور تسير بمنطق العقل والمنطق وما وجب أن يكون وما يجب أن تؤول اليه الأمور… ولكن وصلت الأمور فى الغالبية العظمى من ساعات البث الإعلامى إلى هجوم شخصى بلا هدف واضح طوال الوقت… منتهية بلا حل… و بلا إقتراحات منطقية… وبلا جدوى يمكن من خلالها أن يقول المشاهد أنه قد حصّل أى قيمة مضافة سوى الغضب والإحتقان و تغيير الرأى الى الأسوأ…!!! فى الماضى القريب وقبل الثورة بشهور عديدة… قاطعت كل برامج "التوك شو" تماما… لأننى كنت أستمع من خلالها إلى ما لا يقنعنى… ولا أجد وسيلة للرد أو للإستنكار… كنت مِثلى مثل أغلب المصريين… أجلس لأستمع الى المصيبة و الى الكارثة والى المشكلة… ونبكى وننتحب سويا… ونلطم الخدود والأصداغ الى أن تلتهب… وفى النهاية… ندخل الى الفراش لننام وفى صدورنا إزداد الغل والغضب والمقت… من كل شيئ… من أى شيئ… من كل الناس… ولا نجد أى متنفس لنا…لأننا لم نعلم حتى أصل المشكلة أو طريقة علاجها… أما اليوم… فنحن لن نكِل… ولن نمِل… عن مهاجمة هذه الطائفة المفسدة… التى أفسدت علينا حياتنا طوال سنوات عدة… و التى كان لها الفضل الكبير فى ما آلت اليه الأمور فى مصر… لن يكون للصمت مكان بعد اليوم… فقد إرتفعت المنابر من جديد… و حُررت الألسنة المكبّلة… وأُطلقت الأيادى مُمسكة بأقلامها… وذاب الخوف و الرهبة من النفوس… وعادت ماكينات العقول للعمل مرة أخرى رغم الصَدئ الذى قُذفت به عبر عقود طويلة… لن نجلس أمام بعض السُفهاء مُدعى الثقافة و المعرفة… ليقرروا لنا ما يجب أن يكون… وهم موجهون كالأغنام بأوامر قوادهم. لم يعد المصرى الجالس أمام الشاشات المضيئة هو ذلك المصرى اليائس الذى سيستمع الى كل ما تجود به ألسنتكم من فساد و توجيه مقصودين… أولى خطوات الإصلاح فى مصر وأهمها يجب أن تكون خطوة تطهير الإعلام المصرى… فإعلامنا بطريقته الحالية هو احد أكبر المشاكل التى ستواجه مصر فى الفترة المقبلة… وتسبب لها المشاكل والعراقيل… لأن إعلاميينا والحمد لله… يتعاملون مع الإعلام من منطلق… إعلام على ما تفرج… للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك http://facebook.com/sherif.asaad1