عزيزى القارئ…. لا تنظر إلى العنوان بكل هذا القدر من الاستنكار… اقرأ أولا المحتوى ثم باشر بإلقاء ما يحمله صدرك وما تحويه جعبتك من سباب نحو كاتبه… اليوم والأمس وأمس الأول… جلسنا جميعا وكأن هموم الدنيا بأسرها قد زالت من فوق صدورنا وإنقشعت ظلالها من أمام أبصارنا… جلسنا فى هدوء لأول مرة منذ شهور عدة… وبالطبع هذا الهدوء كان مشوبًا بالحذر الشديد… ولكننا على الأقل قد شعرنا به لأول مرة بعد أن كاد أغلبنا يؤكد على أن هذا الهدوء لن يعود إلى حياتنا ولن يكون له مكان مرة أخرى… تابعنا بشغف… ذلك اليوم الفاصل من عمر مصر… تابعنا بكل لهفة… تلك اللحظة الفارقة فى تاريخ الوطن… فاز من فاز… خسر من خسر… إنطلقت الأهازيج والإحتفالات فى جانب… وعمّ الوجوم والسكون فى جانب أخر… وبقيت مصر… وبقى شعبها… لم ولن يتفرقا أو يفترقا. بكل تأكيد لقد إختلف المصريون خلال الثمانية عشر شهرا الماضية كما لم يختلفوا من قبل لألآف السنين… ولكن… أكاد أجزم أن هذا الإختلاف والإنقسام يكاد يختفى الآن بعد مرور أقل من ثمانية وأربعين ساعة… فالذى يعلمه الجميع ويلمسونه بأنفسهم أن المصريون جميعا يملكون رابطا فريدا… يجعلهم دائما وأبدا مُتوحدين مجتمعين متماسكين فى أسوأ المواقف واحلكها ظلمة. دعونا نتفق جميعًا على أن ما تمر به مصر الآن هو الخطوة الأولى فى مشوار الألف ميل… ودعونا نؤكد على أن هذا المشوار والطريق الطويل… لن ينتهى فى ليلة وضحاها… بل إنه سيكون طريقا طويلا وعِرا… مليئا بالحواجز والموانع التى لزاماً علينا جميعا أن نتحد ونتماسك لعبورها. دعونا نُلقى وراء ظهورنا ماضينا الحزين… ونبدأ فى إتخاذ خُطوات الإصلاح السياسى والإقتصادى والعلمى السليمة… دعونا نحلم بأن تكون مصر كما نرى كل دول العالم المتقدمة… وأن نشرع فى البدأ فى تنفيذ مشاهد هذا الحُلم بكل ما أوتينا من قُوة وقُدرة. دعونا ننسى إحتفالات فوز هذا… ودعونا ننسى توابع هزيمة ذاك… دعونا من كل الأسماء والتيارات والإتجاهات… ولنتوحد جميعا تحت راية الوطن… لننظر جميعا فى ذات الاتجاه الذى يقودنا الى الخطوة التالية. يجب دائما وأبدا أن ننظر إلى الخطوة التالية… وأن لا تُلهينا وتقودنا الظروف القائمة إلى أن ننسى هدفنا الأساسى او أن نحيد عنه… النهوض بمصر. لم يكن يوم الأحد… الا فرحة من بعد صمتٍ وترقبٍ طويلين مُرهقين لشعب أدمن الخسارة والندم والحزن على طول خط التاريخ والزمن… ولم يكن يوم الأحد الا صدمة لأنصار مرشح مهزوم ظاهرها الحُزن وباطنها الرضى على محاولة حقيقية دؤوبة لم يكن لها فى الأساس أصل أو سابقة منذ ما يزيد عن سبعة الآف عام مضت. على الجميع أن يبتسم اليوم وغدٍ وبعد غد… فليبتسم وليزهوا كل من فاز وكل من لم يفز… كل من شارك وكل من لم يشارك… كل من شجّع وكل من إنتقد… كل من وافق وكل من خالف… فليبتسم وليسعد الجميع… فقد أصبح لمصر لأول مرة بإرادة شعبها… رئيسا. مُباركٌ عليكِ يا مصر شعبك…. مُباركٌ عليكِ يا مصر رجالك وشبابك ونسائك وشيوخك… مُباركٌ عليكِ يا مصر أولى خُطوات الأمل الحقيقى….مباركٌ عليكِ الرئيس… ونستطيع أن نقولها ملئ أفواهنا وأن نبارك بها لمصر بكل ثقة وبلا تردد اليوم… الرئيس…. مُبارك لمصر للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك http://facebook.com/sherif.asaad1