أحدث الاستطلاعات تشير إلى أن نسبة كبيرة من الناخبين في الداخل لم تحسم خيارها حتى الآن انتقدت قيادات بارزة في الجالية المصرية في بريطانيا بشدة إصرار اللجنة العليا للانتخابات على التعجيل بإعلان نتائج تصويت المغتربين المصريين في الانتخابات الرئاسية قبل انتهاء التصويت في داخل مصر. ووصفت هذه القيادات قرار اللجنة بأنه "خاطئ سياسيا وقد تكون له عواقب قانونية"، و" يهدد مصداقية الانتخابات". وحسب القواعد التي وضعتها لجنة الانتخابات لتنظيم عملية تصويت المصريين في الخارج ، فإنه من المقرر أن تبدأ كل لجنة انتخابية في الخارج فرز الأصوات عقب إغلاق صناديق الاقتراع في الساعة الثامنة مساء الخميس بتوقيت كل بلد، على أن تعلن النتيجة فور الانتهاء من الفرز. ومن المقرر حضور ممثلي المرشحين عملية الفرز والإعلان عن النتيجة في كل دولة. لا تعليمات جديدة وأرسلت اللجنة إلى السفارات والقنصليات المصرية كافة في الخارج تعليمات تقول إنه " يقوم كل رئيس لجنة فرعية بإعلان نتيجة اللجنة فى حضور وكلاء المرشحين وممثلين عن منظمات المجتمع المدنى ووسائل الإعلام المصرح لهم من لجنة الانتخابات الرئاسية ويسلم صورة من كشف فرز الأصوات لمندوبى المرشحين، بعد أن يوقع بالاستلام على النموذج المعد لذلك". وكان تصويت المصريين في الخارج قد بدأ يوم الحادي عشر من الشهر الحالي ويستمر حتى نهاية الخميس السابع عشر. ومن المقرر أن تجرى الجولة الأولى من الانتخابات في مصر يومي 23 و24 من الشهر الحالي. وأكدت السفارة المصرية في لندن أنها لم تتلق تعليمات جديدة حتى الآن بشأن عملية الفرز وإعلان النتيجة ، وأنها سوف تبدأ بعد الساعة الثامنة مساء الخميس في فرز الأصوات وإعلان النتيجة فورا. ويصف عمر اسماعيل، رئيس اتحاد المصريين في بريطانيا ، التعجيل بإعلان نتائج بأنه "مهزلة وخطأ سياسي كبير". وأوضح لبي بي سي أن هذه النتائج سوف تؤثر بالتأكيد على أراء الناخبين في مصر و" تهدد مصداقية أول انتخابات رئاسية متعددة تشهدها مصر". تشكيك سياسي ويشير اسماعيل إلى أن الدول الديمقراطية تتيح لمواطنيها في الخارج التصويت لكنها لا تعلن نتائجها إلا ضمن النتائج العامة للتصويت. واستغرب الدكتور شنودة شلبي، نائب رئيس اتحاد المصريين في بريطانيا، قرار اللجنة. وعبر عن اعتقاده بأنه ليس من الصواب إعلان نتائج التصويت في الخارج "لأنه سوف يؤثر على الأرجح على آراء الناخبين في الداخل وقد يفتح الباب للتشكيك السياسي والقانوني". وأشار إلى أنه" في ظل الالتباس والتشتت والانقسام بشأن المرشحين واتجاهاتهم لا يجب الإقدام على أي خطوة تزيد التشويش في مصر" وحسب آخر استطلاعي رأي أجراهما مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء ومركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فإن نسبة الناخبين الذين لم يحسموا خيارهم تتراوح بين 15.3 في المائة و39 في المائة. وأجري هذان الاستطلاعان في الفترة بين 5 و8 من الشهر الحالي. وقالت الجمعية البريطانية المصرية إنه لا يصح إطلاقا إعلان نتائج جزئية عن الانتخابات قبل الانتهاء تماما من عملية التصويت في الداخل والخارج" وعبر الدكتور مجدى إسحق ، نائب رئيس الجمعية لبي بي سي عن " الصدمة القوية" من قرار اللجنة إعلان نتائج التصويت في الخارج أولا. "تهريج لا مثيل له" ووصف الخطوة بأنها " تهريج سياسي لا مثيل له في العالم". ، مشيرا إلى خشيته من أن يؤثر ذلك على آراء الناخبين في داخل مصر. البيت المصري في لندن قدم المساعدة للناخبين لتفادي أي خطأ يبطل الصوت وأضاف " الأرقام تقول إن الناخبين المصريين في الخارج أقلية بسيطة للغاية ولا يجب أن يؤثر رأي هذه الأقلية على أصوات الأغلبية داخل مصر". وحسب الأرقام، فإن أعداد الناخبين في الخارج المسجلين في كشوف التصويت يزيد قليلا عن نصف مليون مصري، أغلبهم في الدول العربية. وحذر اسحق بشدة من إن "الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم في مصر قد يقولون إن الناخبين في الخارج أكثر دراية وثقافة ووعيا ، فلنسر وراءهم وننتخب من انتخبوه". وأضاف اسحق" لسنا أول دولة في العالم تمكن مواطنيها في الخارج من التصويت في انتخابات وطنية ولكن الدول الأخرى لا تعلن نتائج أصوات مواطنيها في الخارج إلا مع النتائج العامة والنهائية للتصويت". من جانبه ، يصف عمر اسماعيل ، رئيس اتحاد المصريين في بريطانيا ، إعلان نتائج تصويت المصريين في الخارج بأنه "مهزلة وخطأ سياسي كبير". وأوضح أن هذه النتائج سوف تؤثر بالتأكيد على أراء الناخبين في مصر. ويشير اسماعيل إلى أن الدول الديمقراطية تتيح لمواطنيها في الخارج التصويت لكنها لا تعلن نتائجها إلا ضمن النتائج العامة للتصويت. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى إن أيا من المرشحين الثلاثة عشر لن يحقق نسبة 50 في المائة من أصوات الناخبين. نزاهة التصويت ويقول مصطفى رجب، مدير البيت المصري في لندن، إن الإعلان عن نتيجة تصويت المصريين في الخارج ربما يساعد هؤلاء على حسم اختيارهم. غير أنه يمثل، حسب اعتقاده ، " تأثيرا على آراء الناخبين" . وتساءل " ما الذي يضمن ألا يطعن أحد قضائيا لاحقا في نتائج الانتخابات قائلا إن إعلان نتائج التصويت في الخارج أثر في نزاهة التصويت". ورغم أن ضآلة عدد الناخبين في الخارج مقارنة بأعداد الناخبين المسجلين داخل مصر، فإن رجب يتوقع أن يسهم إعلان التصويت في الخارج في توجيه آراء الناخبين في الداخل. ويضيف" الناخبون الذين لا يعرفون برامج المرشحين في مصر ينتظرون مثل هذه الخطوة". ورفض أحد المستشارين الأعضاء في لجنة الانتخابات الرد على استفسارات بي بي سي بشأن أسباب إصرار اللجنة على إعلان نتائج تصويت الناخبين المصريين في الخارج قبل انتهاء عملية التصويت في الداخل. Digg Digg مصدر الخبر: بي بي سي