يعد الاستسقاء المخي من أخطر أمراض المخ والأعصاب التي تصيب الأطفال. ويقصد به سائل المخ الشوكي الذي يدور حول القشرة المخية من الداخل، حيث يتم إفرازه داخل التجاويف الأربعة الموجودة في المخ، ووظيفة هذا السائل نقل المواد المغذية من وإلى الخلايا المخية، كما أنه يقوم بدور حماية لها من أي ردود أو حركات مفاجئة لصاحبها أثناء حياتنا العادية، وهذا السائل قد يحدث له احتباس داخل تجاويف المخ. مما يؤدي إلى كبر حجمها فينعكس على الخلايا المخية التي تصاب بما يشبه العطل، فيسبب زيادة ضغط المخ، وهذا يؤدي إلى الاستسقاء، وقد تكون جمجمة الطفل مغلقة ً فيؤدي إلى ارتفاع ضغط الدماغ والتشنجات والغيبوبة أو الوفاة. ويقول استشاري المخ والأعصاب الدكتور بسيم يعقوب أن نسبة حدوث هذا المرض عند الأطفال تقدر من 1 إلى 1.5 في المائة. ونسب الإصابة بالاستسقاء المخي بالنسبة للعيوب الخلقية للدماغ تبلغ 60 في المائة، وهي كبيرة جداً، وهناك نسبة 40 في المائة للإصابة بعد الولادة، فقد تحدث الإصابة بسبب الولادة المتعسرة أو بسبب التهابات الدماغ أو بسبب وجود أورام في المخ وغير ذلك من الأمراض. وحول أنواع مرض الاستسقاء يقول استشاري طب الأطفال والمتخصص في علاج الأمراض العصبية عند الأطفال حديثي الولادة، الدكتور سلامه الشيخ، أنه يوجد نوع خلقي من الاستسقاء الدماغي، وأنواع أثناء الولادة مصاحبة لوجود نزيف وبعد الولادة في حالة حدوث إلتهاب وهناك أسباب أخرى متعددة، مثل عامل الوراثة وزواج الأقارب أحيانا. وقد يحدث أيضا بسبب وجود إلتهاب لرحم الأم فيصيب الطفل بالاستسقاء أو عدم التصريف الجيد لسائل المخ الشوكي. ويحذر الشيخ، الأم الحامل من تناول الأدوية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، لأن ذلك قد يؤدي إلى إصابة الطفل بهذا المرض، ونظراً لأن أنسجة المخ تكون حساسة جداً ولم يتم نضجها بصورة كاملة فقد يحدث قطع لأحدها فيؤدي إلى نزيف داخل المخ. ويضيف الدكتور الشيخ إنه يجب الإشارة إلى الالتهابات البكتيرية أو الفيروسية إن لم تتم معالجتها بصورة سليمة فهي من أسباب هذا المرض الخطير.
ومن جهته أكد استشاري المخ والأعصاب سعد الراجح أن اكتشاف المرض مبكراً يفيد في سرعة العلاج، حيث إن أكثر شيء يميز الطفل المريض في البداية هو كبر حجم الرأس وعدم تناسب حجمه مع بقية أعضاء الوجه والجسم عموماً. أما المظهر التالي عندما تكون الجمجمة مقفولة فيظهر زيادة في ضغط المخ ويتورم العصب البصري، مما يشعر الطفل بعدم القدرة على الإبصار السليم، ولذلك لابد من علاج هذا المرض بصورة مبكرة وسريعة لأن إهماله سيؤدي إلى كبر حجم الرأس وإتلاف الخلايا المخية، مما يصيب الطفل بالتخلف العقلي والإعاقة الحركية كعدم القدرة على الحركة. ويضيف الراجح: «إن طرق العلاج تتمثل في الجراحة بالمنظار وهي من الطرق الجيدة، لأنها تتفادى تركيب الصمامات التي قد يحدث بعض المشكلات منها. وجراحة المناظير تتفادى أية مشكلات قد تحدث أثناء أو بعد العملية، وقد يستخدم العلاج بالصمامات في مرحلة أخرى، نظراً لأنه قد يحدث إلتهاب أو انسداد أو لفظ للصمام، وبالتالي فلابد من تغييره. لذلك لابد أن يُتابع الأطفال منذ لحظة ميلادهم من قبل طبيب أطفال متخصص للكشف المبكر عن أي مرض قد يصيبهم». -