معالجات دوائية ثمة هامش واسع من العقاقير المانعة للغثيان ( antiemetics ) و المستخدمة كخط علاج أولي و أساسي، و الفعالة في التحكم بالغثيان و التقيؤ و منع حدوثهما قبل المباشرة في تلقي العلاجات. و بطبيعة الحال لا يوجد عقار واحد مفيد لكل الحالات بشكل كلي، نظرا لاختلاف مدى تجاوب المرضى تجاه العلاجات المختلفة، إضافة إلى اختلاف نهج تأثير العقاقير الكيماوية على مركز التقيؤ بالدماغ، و من العوامل التي ينبغي مراعاتها لاختيار أفضل خطة علاجية للمريض : ضرورة اختيار العقار المانع للغثيان حسب طريقة تأثير العقار الكيماوي المستخدم على مركز التقيؤ بالدماغ. مدى تسبب العقار الكيماوي المستخدم للغثيان و التقيؤ في غياب معالجة فعالة لهما . مدى معاناة المريض للغثيان و التقيؤ في السابق و مدى استخدام العقاقير المانعة للغثيان. مدى استجابة المريض للعقاقير المانعة للغثيان. و بصفة عامة، و لتحقيق أفضل معالجة وقائية يتم إعطاء العقاقير المانعة للغثيان قبل المباشرة بتلقي العلاج الكيماوي، و يستمر تناولها تبعا لمدى تسبب العقار الكيماوي المستخدم للتقيؤ، و يتم عادة تناول هذه العقاقير على نحو منتظم طوال دورة العلاج الكيماوي، و في بعض الحالات يتم تناولها عند الحاجة فحسب، و حسب الحال فقد يتم الاكتفاء بتناول عقار واحد مانع للغثيان، أو يتم إعطاء تركيبة من عقارين أو أكثر و هو المعتاد، نظرا لاختلاف طرق إثارة مركز التقيؤ بالدماغ و اختلاف العقاقير المانعة للغثيان في كبحها لأنواع هذه الإثارة. و بطبيعة الحال فبعض هذه العقاقير قصير الأمد و يلزم دوام تناوله على فترات متقاربة، و بعضها الآخر طويل الأمد، يمكن تناولها بفترات متباعدة، إذ من المهم أن تبقى معدلاتها في الدم بحدود ثابتة للمحافظة على فعاليتها. و فيما يلي لمحة عن العقاقير المانعة للغثيان الأكثر تداولا : ديكساميتازون ( dexamethasone ) و هو عقار ستيرويدي و أسمائه المتداولة ديكادرون ( decadron )، و هيكسادرول ( hexadrol )، و يتم تناوله عن طريق الفم على هيئة برشامات أو شراب، أو يحقن وريديا، و يتم إعطاؤه عادة مشتركا مع عقار آخر مانع للغثيان، و من تأثيراته الجانبية الشائعة الشعور بالخفة و زيادة النشاط و عدم الهدوء و التشوش الذهني، و يستخدم بجرعات عالية لمعالجة بعض أنواع الأورام و بجرعات منخفضة كمانع للغثيان، و بطبيعة الحال تختلف تأثيراته الجانبية في كلتا الحالتين. داي فينهايدرامين ( diphenhydramine ) و أسمه المتداول بينادريل ( benadryl )، و يتناول عن طريق الفم كشراب أو يحقن وريديا، و يتم إعطاؤه عادة كل ست إلى ثماني ساعات، و من تأثيراته الجانبية الشائعة الشعور بالنعاس و الدوار. جرانسيترون ( granisetron ) و الاسم المتداول كيتريل ( kytril )، على هيئة برشامات أو شراب عن طريق الفم أو يحقن وريديا، و يتم تناوله عادة قبل نصف ساعة من موعد تلقي جرعة العلاج الكيماوي، و يُعد الصداع من أهم تأثيراته الجانبية الشائعة، أما غير الشائعة فتشمل الإسهال و الإمساك. لورازيبام ( lorazepam ) و يسمى أيضا أتيفان ( ativan )، و يتناول عن طريق الفم على هيئة برشامات أو يحقن وريديا أو في العضل، و هو مهدىء يتم إعطاؤه عادة مشتركا مع مانع آخر للغثيان، و من تأثيراته الجانبية الشائعة الشعور بالنعاس و كثرة النسيان و عدم الثبات الحركي و انخفاض ضغط الدم. أوندانسيترون ( ondansetron ) و اسمه المتداول زوفران ( zofran )، و يتناول عن طريق الفم على هيئة برشامات أو شراب، أو يحقن وريديا، و يتم تناوله عادة قبل نصف ساعة من موعد تلقي جرعة العلاج الكيماوي، ثم كل أربع إلى ثماني ساعات عقب ذلك و لحين انتهاء الغثيان، أو بجرعات أعلى لمرة واحدة يوميا، و من تأثيراته الجانبية الشائعة الصداع و الإمساك. بروكلوربايرازين ( prochlorperazine ) و الاسم المتداول كومبازين ( compazine )، و يتناول عن طريق الفم على هيئة برشامات أو كبسولات بطيئة المفعول، أو يحقن وريديا أو عضليا، أو على هيئة تحاميل، و يستخدم منفردا عادة عند توقع حدوث غثيان معتدل، و من تأثيراته الجانبية الشائعة الشعور بالنعاس و انخفاض ضغط الدم و التوتر العصبي و فرط النشاط، إضافة إلى تشنجات و تقلصات عضلية بالرقبة مما يستدعي ضرورة إضافة عقار بينادريل ( benadryl ) لتجنب ذلك. بروميتازين ( promethazine ) و يسمى أيضا فينيرجان ( phenergan )، و يتناول عن طريق الفم على هيئة برشامات، أو يحقن وريديا أو عضليا، أو على هيئة تحاميل، و يتم إعطاؤه عادة كل أربع إلى ست ساعات، و من تأثيراته الجانبية الشائعة الشعور بالنعاس و الدوار و الدوخة، و الإعياء و تشوش الرؤية، و الشعور بالخفة و الأرق، و حدوث تشنجات و تقلصات عضلية بالرقبة، مما يستلزم ضرورة إضافة عقار بينادريل ( benadryl ) لتجنب مثل ذلك. علاجات غير دوائية : رغم أن العقاقير المانعة للغثيان تبقى أساسية في الخطط العلاجية، إلا أنه من الملاحظ لدى نسبة عالية من المرضى، أن هذه العقاقير لا تبدو ناجعة في معالجة النوع التوقعي من الغثيان و التقيؤ، و لوحظ أن أفضل طرق معالجة هذا النوع تعتمد على تغيير ذهنية و نفسية المريض بطرق مختلفة، مثل حثه على القراءة الجهرية للقرآن الكريم عند البدء بتناول الجرعات، أو الهاء تفكيره عن العلاج ( و خصوصا الأطفال ) أثناء تناول الأدوية بإثارة الاهتمامات مثلا، أو الألعاب الذهنية أو البصرية مثل ألعاب الفيديو أو غيرها، أو التمارين التخيلية أو تمارين الاسترخاء، و تكون المعالجة أكثر نجاحا عند التمييز المبكر للغثيان و التقيؤ التوقعي، و المباشرة بتجنبهما. الغثيان والتقيؤ عند الأورام المتقدمة تختلف حالات الغثيان و التقيؤ في أطوار الأورام المتقدمة عن مثيلتها الناتجة عن العلاج الكيماوي أو الإشعاعي، و ثمة عدة عوامل قد تعمل مجتمعة متسببة في حدوثها، خصوصا عند استخدام المهدئات و المسكنات و مضادات الإكتئاب، أو الأدوية الخاصة بمعالجة الألم عند الأورام المتقدمة، و يُعد الإمساك احد أكثر المسببات شيوعا، إضافة إلى مسببات أخرى، مثل أورام المعدة أو القولون، و وجود معدلات غير طبيعية من مختلف المواد بالدم أو الجفاف أو قرحة المعدة. و قد لا تكون مضادات الغثيان ناجعة عند حالات الغثيان و التقيؤ المزمنة لدى الأورام المتقدمة، و قد يتطلب الأمر إدارتها بطرق مختلفة، و حين يتم التأكد من أن الإمساك هو المسبب الأساسي للغثيان أو التقيؤ، يمكن وصف الملينات المختلفة لمعالجته، خصوصا إن كان المريض يتلقى مسكنات الألم.