من الطبيعي أن ينشأ لدى الأطفال المعرضين لعمليات البتر أو استبدال الأعضاء الكثير من المخاوف و القلق، حيث سيتساءلون عن الحال، و العيش بدون قدم أو ذراع، و هل سيكون بمقدورهم ممارسة الحياة و مزاولة النشاطات اليومية، و كيف سيتمكنون من ذلك، و كيف سيكون ردّ فعل الآخرين تجاههم أو تصرف أقرانهم، و سيشعرون بفقدان السوّية و التماثل مع غيرهم، و أحيانا يكون تقبل الوضع و التأقلم معه أكثر صعوبة على الوالدين من الأطفال أنفسهم، و يجدر بالذكر أن الأطفال الصغار يتأقلمون عادة بسرعة أكثر من المراهقين، الذين تنشأ لديهم مخاوف و قلق و مشاعر مختلفة بطبيعة الحال، فهم أكثر حساسية لنظرة الآخرين تجاههم، و تقييمهم لأنفسهم، و سيقلقون بالطبع حول تأثير فقد أحد أعضائهم على حياتهم الاجتماعية و تكوين الصداقات، و على حياتهم العملية، و مقدرتهم على التماثل مع أقرانهم، و على مزاولة النشاطات المختلفة كأنواع الرياضة مثلا، إضافة إلى مواضيع الزواج و الإنجاب و تكوين عائلة. و مما قد يساعد الطفل بدرجة ما على التأقلم، هو رؤية أطفال آخرين ممن تعرضوا لجراحات البتر و فقد الأعضاء و التعرف عليهم، و رؤية كيف أمكنهم أن يتعايشوا مع الوضع، و سيجد الطفل انه بمقدوره أن يعيش حياة طبيعية و يكون فعالا مثل أقرانه، و قد لوحظ أن أغلب الأطفال يستطيعون مزاولة النشاطات التي كانوا يمارسونها قبل الجراحة، مثل اللعب و الرياضات المختلفة، و قد يساعد أيضا قيام الأهل بالشرح و التوضيح للطفل عن البدائل أو الأطراف الصناعية الممكن تركيبها في حالته، أو الأدوات الداعمة و المساندة الممكن استخدامها لمساعدته في مزاولة النشاطات المختلفة. و بهذا الصدد من المفيد الإشارة إلى ما يُعرف بظاهرة الألم السرابي أو الوهمي ( phantom pain)، و هي ظاهرة معروفة و شائعة، حيث يحسّ المريض بمختلف المؤثرات مثل البرد أو الحكّة أو الألم عند موضع البتر، كما لو أن العضو المبتور ما يزال جزءا من البدن، و لا أحد يعرف ما يسبب هذه الظاهرة، إلا أن أطباء الأعصاب يفسرون ذلك بأن الدماغ لا يزال معتادا على وجود العضو المبتور، و تلقي الرسائل من أنسجته العصبية، و سيتطلب الأمر بعض الوقت حتى يعتاد الدماغ على الأنسجة العصبية المتبقية بموضع البتر و الرسائل القادمة منها، و يفيد أحيانا إجراء بعض التدليك الخفيف للموضع، و تغيير وضعية الجسم للشعور براحة أكثر، و من المعتاد تلقي أدوية مسكنة للألم عقب الجراحة إضافة إلى أدوية أخرى لمعالجة الألم الوهمي حال حدوثه.