يشار إليه أيضاً بالبزل الشوكي وهو عبارة عن اختبار تشخيصي يتم إجراؤه من أجل الحصول على عينة من سائل النخاع الشوكي ، يتم إرسالها بعد ذلك إلى المختبر لإجراء الفحوصات اللازمة. والسَّائِلُ النُّخاعِيّ هو سائل صاف عديم اللون يحيط بالدماغ والحبل الشوكي.وفي بعضً الحالات يكون البزل القطني عبارة عن إجراء علاجي يتضمن إعطاء الدواء داخل السائل النخاعي. من يقوم بإجراء البزل القطني؟ يقوم الأطباء المؤهلون المتمرسون من مختلف التخصصات بإجراء البزل القطني. أين يتم إجراء البزل القطني؟
مع أنه غالباً ما يتم إجراء البزل القطني في المستشفى (الجناح العام أو غرفة الطوارئ، أو وحدة العناية المركزة)، إلا أنه كثيراً ما يتم إجراؤه في العيادت الخارجية سواء في عيادة الطبيب أو كإجراء اليوم الواحد في المستشفى.
لماذا يتم إجراء البزل القطني؟
* للبحث عن أي دليل على وجود التهاب كالتهاب السحايا أو الْتِهاب الدِّماغ . * للبحث عن أي دليل على وجود نزيف في الحَيِّزُ تَحْتَ العَنْكَبوتِيَّة (حيث يوجد السائل النخاعي). * للمساعدة في تشخيص حالة التصلب العصبي المتعدد أو غيرها من اضطرابات الجهاز العصبي الالتهابية. * للمساعدة في تشخيص مُتَلاَزِمَةُ غيَّان-باريه guillain-barre syndrome (التهاب الجذور والأعصاب الحاد المجهول السبب) وغيرها من الاضطرابات العصبية المحيطية الالتهابية. * للمساعدة في تشخيص حالات المرضى الذين يعانون من اضطرابات تَنَكُّسِية عَصَبِية neurodegenerative وأخرى أيضية metabolic. * للبحث عن أي دليل على وجود إرْتِشاح خبيث في الجهاز العصبي المركزي. * للمساعدة في تشخيص ما يسمى فَرْطُ الضَغْطِ الحَميدُ داخِلَ القِحْف (وَرَمٌ مُخِّي كاذِب) عن طريق قياس ضغط السائل النخاعي. * لإعطاء الأدوية داخِلَ السائل النخاعي. كيفية إجراء البزل القطني؟
سوف يطلب منك طبيبك الاستلقاء على جنبك على السرير أو طاولة الفحص بحيث تكون ذقنك متدلية باتجاه صدرك وركبتيك مرفوعتين باتجاه بطنك (ما يشبه وضعية الجنين). ويمكن وبشكل أقل شيوعاً إجراء البزل القطني في وضعية الجلوس. ويتم هذا الإجراء في وسط معقم حيث يستخدم الطبيب محلولاً مُطَهِّراً لتطهير الجزء الأسفل من ظهرك ومن ثم سوف يغطي المنطقة استعداداً للإجراء. وباستخدام إبرة صغيرة يتم حقن مخدّر مَوضِعِي تحت الجلد في المنطقة القطنية. وقد يُحدث هذا إحساس بسيط بالوخز أو الحرقان لعدة ثوان قبل أن تتخدر المنطقة.
عقب ذلك يتم إدخال إبرة مجوفة في المنطقة المُخدّرة بين الفقرتين إلى داخل الحَيِّز تَحْتَ العَنْكَبوتِيَّة (حيث يوجد السائل النخاعي). ويتم قياس ضغط الفتح باستخدام مِقْياس الضَّغْط ثم يجمع السائل ويرسل إلى المختبر. من المهم أن تظل ساكناً أثناء هذا الإجراء. وعند الانتهاء من الإجراء يتم سحب الإبرة ووضع ضمادة صغيرة على مكان البزل. عادة ما يستغرق هذا الإجراء ما بين 20-30 دقيقة.
من الصعب أحياناً الحصول على السائل النخاعي وذلك لعدم تمكن الطبيب من الوصول إلى الحَيِّز تَحْتَ العَنْكَبوتِيَّة (حيث يوجد السائل النخاعي)، لا سيما إذا كان المريض سميناً أو حاملاً أو يعاني من تغيرات تنكسية بارزة في الفقرات القطنية، أو أجريت له جراحة في أسفل الظهر أو يعاني مما يسمى بالجَنَف (إنحناء غير طبيعي في العمود الفقري).
إن أخذ الوضعية المذكورة أعلاه والثبات عليها أثناء القيام بالإجراء يساعد الطبيب بشكل أفضل على إتمام الإجراء بنجاح. وإذا فشل الإجراء لأي سبب كان فإنه يمكن القيام به في قسم الأشعة تحت توجيه الصورَةٌ الشُعاعِيَّة.
كيف تشعر أثناء الاختبار؟
إن هذا الإجراء غير مريح نسبياً. سوف تشعر باحساس يشبه الضغط لدى غرز الإبرة في المنطقة المخدرة. قد يشعر بعض المرضى بألم في الظهر عند إندفاع الإبرة إلى الداخل. إذا ما شعرت بأن الألم يمتد إلى ساقيك أو قدميك أو ردفيك عليك إبلاغ الطبيب لكي يقوم بتعديل إتجاه غرز الإبرة. كثير من الأشخاص الذين يخضعون لهذا الإجراء يقرّون بأنه إجراء مؤلم ولكنه ليس مؤلماً أكثر من عملية سحب الدم.
كيف تستعد للبزل القطني؟
* سوف يطلب منك تعبئة وتوقيع نموذج الموافقة على هذا الإجراء. * تجنّب تناول الكافيين أو مشروبات الطاقة أو المنبهات قبل الاختبار. * لا يتوجب عليك الصيام ما لم يطلب منك الطبيب ذلك. * إرتدي ثياباً فضفاضة ومريحة، وقد يطلب منك إرتداء ثوب المستشفى. * إذا تم إجراء البزل القطني في العيادة الخارجية فمن الأفضل أن يصطحبك شخص ليقلك إلى البيت عند إنتهاء الفحص.
المضاعفات المحتملة للبزل القطني:
إن البزل القطني هو إجراء بَاضِع (للطرق التشخيصية). وهنالك عدة مضاعفات محتملة مرتبطة بهذا الإجراء: إحتمال الإصابة بالإلتهاب: ففي أي وقت يتم إدخال جسم غريب (إبرة البزل القطني) في الجسم هناك إحتمال للإصابة بالالتهابات. وبما أن الإجراء يتم في وسط معقم في ظل ظروف مطهرة فإن هذا الاحتمال يكون متدنياً جداً. وإذا ما تبين وجود التهاب جلدي في المنطقة المقترحة لإجراء البزل القطني، فإنه يتم تأجيل هذا الإجراء أو اختيار منطقة أخرى.
إحتمال الإصابة بالنزيف: ففي أي وقت تخترق فيه إبرة الجلد هناك إحتمال الإصابة بالنزيف. وهذا احتمال ضئيل حيث لا توجد أوعية دموية كبيرة في هذه المنطقة. بالرغم من أنّ الأوعية الدموية الصغرى يمكن اختراقها بواسطة إبرة البزل فإن ذلك لا ينتج عنه عادة أية مضاعفات، إذ أن الضغط البسيط على المنطقة لفترة وجيزة من الزمن كفيل بوقف النزيف. وعليك إبلاغ الطبيب إذا كنت تعاني من نزعة / استعداد للنزيف أو أنك تتناول مميعات الدم مثل ( وارفارين، هيبارين ، هيبارين ذو الجزيء المنخفض، أسبرين، كلوبدوغريل و غيرها). قد تشعر بوجود ما يشبه الكَدَمَة أو التقرح في أسفل ظهرك لبضعة أيام عقب الفحص، إلا أن هذا سريعاً ما يتنهي من تلقاء نفسه. إن الصداع هو أكثر المضاعفات شيوعاً. فقد تظهر أولى ملامح نوبة الصداع خلال فترة 24-48 ساعة التي تعقب هذا الإجراء. وهذا يحدث لفئة محدودة من المرضى وعادة ما يخف مع الراحة في الفراش والإكثار من شرب السوائل واستعمال المسكنات البسيطة. وإذا كان الصداع شديداً أو لا يستجيب لأي من تلك الإجراءات عليك الاتصال بطبيبك. من ناحية أخرى هناك أقل من %1 من المرضى يصابون بالصداع عقب الفحص مباشرة .
إذا كان الهدف من إجراء البزل القطني هو العلاج من خلال إعطاء أدوية داخل السائل الشوكي، فهنالك إحتمال ضئيل بحدوث تلف للأعصاب يؤدي إلى الخدر أو الشلل ولكنّ ذلك نادر الحدوث.
بالإمكان تجنب مضاعفات أخرى وذلك من خلال الكشف السريري على منطقة العصب البصري للتأكد من عدم وجود ضغط مرتفع في الدماغ، بل ويتم غالباًً إجراء تصوير طبقي محوري للدماغ لنفس الغرض.
تعليمات لفترة ما بعد البزل القطني:
قد يطلب منك طبيبك البقاء مستلقياً على ظهرك لفترة تمتد من بضع دقائق إلى عدة ساعات. سوف يطلب منك شرب كميات إضافية من السوائل من أجل تقليص إحتمالية الإصابة بالصداع. تجنب النشاط البدني المجهد لمدة 24 ساعة عقب الإجراء. تستطيع العودة لممارسة نشاطاتك الاعتيادية مباشرة عقب البزل. أبلغ طبيبك فوراً في حال إحساسك بالخدر أو الضعف أو اختلال في وظيفة الأمعاء أو المثانة عقب الاختبار. أبلغ طبيبك في حال الإصابة بصداع شديد لا يستجيب لمُسَكِّنات الأَلَم المعتادة.