التشخيص : سبق وأوضحنا أن تشخيص حالات الصرع يعتمد على بعدين أساسيين: الأول هو العلامات الإكلينيكية التي يراها الطبيب، والثاني هو التغيرات التي تطرأ على النشاط الكهربي للمخ والتي يتم تسجيلها برسام المخ الكهربي. والحقيقة أنه على الرغم من كون رسام المخ هو الأداة التشخيصية الوحيدة لحالات الصرع بوجه عام، إلا أن عملية التشخيص لا تعتمد عليه ما لم تحدث النوبة أثناء تسجيل النشاط، وهو ما يسمى برسم المخ أثناء النوبة ( ictal e.e.g. ) ، وفي هذه الحالة فقط يصبح وجود نشاط صرعى هو العلامة المؤكدة لهذا التشخيص. وفي المقابل لا يعنى عدم وجود نشاط كهربي مميز في رسام المخ - بين النوبات - استبعاد تشخيص حالة الصرع. (lida,etal.1985, rowan,etal.,1988 ) . ولسوء الحظ فإنه لا يتاح لنا في أغلب الأحيان عمل رسم المخ للمريض أثناء حدوث النوبة، وكل ما نعتمد عليه في الغالب هو رسم المخ بين النوبات ( inter-ictal e.e.g. ) وفي أحيان كثيرة يكون هذا الرسم طبيعيا، أي أنه لا يسجل أي نشاط صرعى . ( guppta,etal.,1983, rowan , etal.,1988 ) . وقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن رسم المخ لمرضى الصرع قد يبدو طبيعيا في نسبة غير قليلة من الحالات. ومن هذه الدراسات ما قام به آجمين وآخرون ( ajmene, etal., 1970) من دراسة التغيرات التي تظهر في رسام المخ لدى مرضى الصرع النفسي الحركي ، وقد تبين أن 55 % من الحالات لا يظهر الرسم أي نشاط صرعى على الإطلاق. وتأكدت هذه النتيجة في الدراسة التي أجراها سالينسكى وآخرون salisky, etal., 1987 على مرضى الصرع من خلال سلسلة متتابعة من رسوم المخ لهؤلاء المرضى ، ووجد فيها أن 50 % من المرضى فقط يظهر رسم المخ الأول لهم نشاطا صرعيا، بينما ترتفع النسبة إلى 84 % في الرسم الثالث ، وإلى 92 % في الرسم الرابع .
وفي ضوء ما سبق يمكن استخلاص النتائج التالية: 1- إن 50 % من الحالات التي يتم تشخيصها على أنها حالات صرع - وهي كذلك فعلا - يكون رسم المخ الأول بين النوبات سلبيا. 2- إذا كان الرسم الأول لنشاط المخ ترتفع فيه نسبة عدم وجود نشاط صرعى، فإن الحالات التي تحدث النوبة فيها مرة واحدة فقط، أو الذين لا يتكرر لديهم حدوث النوبات بشكل متواتر ومتكرر، مثل هذه الحالات لا يمكن الاعتماد في تشخيصها على رسم المخ كأداة تشخيصية وحيدة بجانب الملاحظات الإكلينيكية. 3- مع عدم إمكانية عمل رسم المخ أثناء النوبة في كثير من الحالات - وهو الرسم التشخيصي الذي يمكن الاعتماد عليه - تظل رسوم المخ بين النوبات غير تشخيصية، ولا يمكن الاعتداد بها إلا إذا أظهرت نتائج إيجابية تتفق والأعراض الإكلينيكية. 4- على الرغم من أن رسام المخ هو الأداة الموضوعية الوحيدة التي نعتمد عليها في التشخيص، إلا أنها أداة تفقد صدقها في كثير من الأحيان - بل وثباتها أيضا - لأنها قد لا تعطى نتائج إيجابية مع استمرار إجرائها
وبالإضافة إلى النتائج السابقة يمكن القول بأنه إذا كانت نوبات الصرع الكبرى يمكن تشخيصها بشكل أيسر اعتمادا على الصورة الإكلينيكية، فإن نوبات الصرع النفسي الحركي يصعب تشخيصها اعتمادا على الصورة الإكلينيكية وما تشمله من أعراض تتشابه مع كثير من الأمراض النفسية والعقلية. ونظرا لأن هذه النوبات لا تظهر فيها بالضرورة كل أعراضها المميزة، وفي نفس الوقت لا يمكن الاعتماد على رسم المخ في تشخيصها، فإن هذه الملاحظات جميعها توضح لنا أهمية إيجاد أداة موضوعية أخرى تساعد على تشخيص هذه الحالات حتى لو كان رسام المخ سلبيا. - مقياس الصرع النفسي الحركي : أولا: أهمية المقياس : في ضوء الفقرة الأخيرة السابقة يتبين لنا أن تشخيص نوبات الصرع النفسي الحركي يحتاج - بالإضافة إلى العلامات والأعراض الإكلينيكية - أداة أخرى يمكن الاعتماد على صدقها ونتائجها دون الحاجة الماسة إلى رسم المخ على الرغم من أهميته. بل إننا بحاجة إلى أداة يمكن تطبيقها وإجراؤها بطريقة سهلة وموفرة للوقت والجهد، تستطيع أن تمدنا بالانطباع الذي يساعد على التشخيص ، والتأكد بعد من خلال رسم المخ الذي يعتبر - بعد الذي أوضحناه - أداة تأكيدية confirmatory في أغلب الأحيان ، وليست تشخيصية diagnostic . وما دفع الباحث إلى الاهتمام بإيجاد مقياس يقوم بهذه المهمة هو الملاحظات الإكلينيكية التي لاحظها من خبرته العلاجية مع العديد من الحالات التي تشكو من أعراض تبدو للوهلة الأولى أنها أعراض نفسية أو عقلية، ومع مزيد من تقصى الحالة والاهتمام بعمل رسم مخ أكثر من مرة أثناء متابعة العلاج، يتبين أنها أعراض للصرع النفسي الحركي، مما يغير من خطة العلاج، ويعطى المريض الفرصة للاستفادة من العلاج النوعي الخاص بمثل هذه الحالات. يضاف إلى ذلك أنه بالرجوع إلى ما هو متاح من تراث علمي يتعلق بميدان سيكولوجيا الأعصاب neuropsychology لم يجد الباحث في البيئة المحلية أو حتى في البيئة الأجنبية أداة تشخيصية محددة لهذا النوع من الاضطراب. ومن ثم فقد رأي الباحث أن هذه المشكلة الإكلينيكية تحتاج إلى أداة تساعد في التشخيص المبكر لهذا النوع من الصرع، خاصة وأنه إذا لم يتم العلاج واستمرت النوبات لفترات طويلة يؤدى ذلك إلى تغيرات في شخصية المريض، بل ويؤدى في بعض الحالات إلى ارتكاب السلوك العدواني سواء كان موجها للمريض نفسه أو للآخرين. وبالتالي فقد كان الهدف الحصول على أداة تمكن كلا من الطبيب النفسي وطبيب الأعصاب والأخصائي النفسي الإكلينيكي استخدامها بطريقة سهلة وبسيطة، وتساعد في تكوين انطباع تشخيصي مبدئي - بل وقد يكون نهائيا - لاحتمالية وجود هذا الاضطراب. ولا نبالغ إذا قلنا أنها قد تكون الأداة الوحيدة التي يمكن الاعتماد على نتائجها في التشخيص. ثانيا : إعداد بنود المقياس : كان الهدف الأساسي من إعداد هذا المقياس توفير أداة تشخيصية صادقة للصرع النفسي الحركي الذي تتداخل أعراضه مع العديد من الأمراض النفسية والعقلية كما سبق وأوضحنا. ولتحقيق هذا الهدف مر إعداد المقياس بالمراحل التالية: 1- تم الإطلاع على التراث العلمي لهذا الموضوع بغرض الوقوف على طبيعة هذا المرض وأعراضه، تمهيدا لإعداد قائمة بهذه الأعراض. 2- تم تحديد الفئات المختلفة للأعراض سواء النفسية منها أو الحركية، والتي شملت اضطرابات حسية، ووجدانية، ومعرفية، وإدراكية، اضطرابات في الوعي والانتباه، والذاكرة، والتفكير. بالإضافة إلى اضطرابات الجهاز العصبي الذاتي، والاضطرابات الحركية المختلفة. والحقيقة أن نسبة كبيرة من هذه الأعراض تسمى بالأعراض الذاتية subjective symptoms أي يستطيع المريض أن يلاحظها على نفسه ويعبر عنها، بينما نسبة قليلة منها هي أعراض موضوعية objective، أي تحدث للمريض وهو مشوش الوعي دون أن يلاحظها، بينما يلاحظها عليه المحيطون به. وقد استبقى الباحث الأعراض الذاتية مع نسبة قليلة من الأعراض الموضوعية وذلك لسهولة تطبيق المقياس على المريض دون الحاجة لوجود شخص آخر معه يدلى بما يراه عليه من أعراض موضوعية. 3- قام الباحث بصياغة عبارات المقياس في صورة قائمة بأكثر الأعراض الشائعة، والتي أثبتت الدراسات أنها أكثر تكرارا وظهورا من غيرها. وصيغت العبارات باللغة الدارجة حتى يتسنى لجميع فئات المرضى على اختلاف مستوياتهم التعليمية فهم العبارات دون غموض أو لبس، بحيث تكون العبارة سهلة وواضحة ولا تحمل إلا معنى واحدا، مما يساعد في إعطاء إجابة تقيس بالفعل العرض المطلوب قياسه. 4- تم عمل دراسة استطلاعية لبنود وعبارات المقياس والتي بلغ عددها 70 عبارة، بغرض معرفة مدى وضوحها، وفهم المريض لها دون السؤال عن معناها. وقد بلغت عينة الدراسة الاستطلاعية 188 مريضا نفسيا منهم 87 ذكرا ( 46.28% ) و101 أنثى ( 53.72% ) . وشملت هذه العينة فئات إكلينيكية مختلفة كالقلق ( 37 مريضا بنسبة 19.68 % )، والوسواس القهري ( 30 مريضا بنسبة 15.43 % )، والإكتئاب ( 39 مريضا بنسبة 20.74 % ) والفصام ( 29 مريضا بنسبة 15.43 % ) وأخيرا مرضى الصرع النفسي الحركي ( 53 مريضا بنسبة 28.19 % ). وكان متوسط عمر أفراد العينة 28.33 سنة، بانحراف معياري قدره 8.11 . 5- أعدت قائمة بعد ذلك بالعبارات الواضحة مع إضافة عبارات جديدة، فبلغت القائمة 90 عبارة تقيس 30 عرضا، بمعنى أن كل عرض له 3 عبارات لقياسه, وتم ذلك بغرض إجراء عملية التحكيم عليها. وانتهى الأمر بقائمة تحوى 30 عرضا يتم قياسها من خلال 30 عبارة هي الصورة النهائية للمقياس. 6- تم ترتيب عبارات المقياس بطريقة دائرية تقيس فئات الاضطراب المختلفة للصرع النفسي الحركي ( 6 فئات لكل فئة 5 عبارات تقيس 5 أعراض ). وقد أعطيت كل عبارة أربعة اختيارات يختار المفحوص منها استجابة واحدة، وشملت هذه الاستجابات (غالبا) و (أحيانا) و (نادرا) و (أبدا).
ثالثا : إجراءات تقنين المقياس : تمت عمليات حساب صدق وثبات المقياس على النحو التالي: 1- صدق المقياس : أعتمد الباحث في حساب صدق المقياس على نوعين من الصدق هما الصدق المنطقي ( صدق المحكمين ) وصدق المحك الخارجي. وفيما يلي عرض هذين النوعين: أ- الصدق المنطقي : أعد الباحث قائمة مكونة من 90 عبارة تقيس 30 عرضا - 3 عبارات لكل عرض - كتب أمام كل عبارة العرض باللغة الإنجليزية لتوحيد معنى العرض بالنسبة للسادة المحكمين، وتم عرض هذه القائمة على 10 من أساتذة وأعضاء هيئة التدريس بقسمي الأعصاب والطب النفسي بكليتي طب عين شمس والأزهر، وطلب من كل منهم ما يلي: 1- تحديد مدى صلاحية كل عبارة في قياس العرض الطبي المكتوب أمامها، وذلك لمعرفة صدق كل عبارة على حدة. 2- تحديد مدى صلاحية المقياس ككل لقياس مظاهر الصرع النفسي الحركي. 3- وضع الملاحظات الخاصة بتداخل العبارات في قياس الأعراض، ووضع أي تعديلات في صياغة العبارات.
وبعد جمع الملاحظات الخاصة بالسادة المحكمين قام الباحث باختيار 30 عبارة تقيس 30 عرضا، وهي العبارات التي تراوحت نسبة الاتفاق بشأنها ما بين 75 - 100 %. وقد تراوحت نسبة الاتفاق بشأن صلاحية المقياس ككل بين 85 - 100 % . ب- صدق المحك الخارجي : استخدم الباحث طريقة الصدق التلازمي، والذي يهدف إلى ما إذا كان من الممكن إحلال المقياس بإجراءاته البسيطة وغير المكلفة بدلا من المحك الذي قد يكون مكلفا أو معقدا أو يحتاج لعمليات غير يسيرة، فكلا المتغيرين - المقياس والمحك - يقيسان خصائص قائمة بالفعل في نفس الوقت، ولكن المقياس أسهل استخداما وأبسط. ( صفوت فرج 1980، ص 323. وأعتمد الباحث في حساب صدق المحك على رسام المخ الكهربي الذي أجراه على المرضى، وذلك من خلال طريقتين هما: 1- تم تطبيق المقياس في صورته النهائية على مجموعة من المرضى الذين يشك في أنهم - من خلال أعراضهم - يعانون من الصرع النفسي الحركي، وطلب منهم عمل رسم مخ التأكد من الإصابة بالمرض أم لا . وبلغ عدد هذه الحالات 114 حالة، وكانت نتيجة رسام المخ إيجابية في 93 حالة بنسبة 81.58 %. 2- تم تطبيق المقياس على مجموعة من المرضى الذين سبق للباحث تشخيصهم من خلال رسام المخ على أنهم يعانون من هذا النوع من الصرع، بالإضافة إلى عدد من الحالات التي تم تشخيصها من قبل أساتذة متخصصين في الطب النفسي وطب الأعصاب. وبلغ مجموع هذه الحالات 38 حالة، حصل 32 فردا منها على درجات مرتفعة على المقياس وذلك بنسبة 84.21 % . 2- ثبات المقياس : أعتمد الباحث في حساب ثبات المقياس على طريقتين هما إعادة التطبيق، والتجزئة النصفية. أ- إعادة التطبيق : تم تطبيق المقياس على مجموعة من المرضى الذين يشك في أنهم يعانون من الصرع النفسي الحركي ، وبلغ عددهم 64 حالة ، ثم طلب منهم عمل رسام المخ ، وأعيد تطبيق المقياس على الأفراد الذين كان رسم المخ لديهم إيجابيا ، كل على حدة ( 52 حالة ) وذلك بعد أسبوعين من التطبيق الأول . وتم حساب معامل الارتباط بين الدرجات التي حصلوا عليها في مرتي التطبيق . وبلغ معامل ثبات المقياس بهذه الطريقة 0.93 . ب- التجزئة النصفية : استخدم الباحث درجات الأفراد الذين كان رسم المخ لديهم إيجابيا ( 52 حالة)، وتم إيجاد معامل الارتباط بين الدرجات التي حصلوا عليها على العبارات الفردية، والدرجات التي حصلوا عليها على العبارات الزوجية. وبلغ معامل الارتباط بين نصفي المقياس 0.81 . بعد ذلك استخدم الباحث معادلة سبيرمان - براون لتصحيح معامل الثبات النصفين، حيث يمكن التنبؤ بمعامل ثبات أي اختبار إذا علمنا معامل ثبات نصفه أو جزء منه. ( فؤاد البهي 1971، ص 421 ). وقد بلغ معامل المقياس بهذه الطريقة 0.90 . رابعا : الأساليب الإحصائية : تم استخدام المعالجات الإحصائية التالية: 1- معامل ارتباط بيرسون للدرجات الخام. 2- التحليل العاملي باستخدام طريقة المكونات الأساسية لهوتلينج، وأديرت العوامل تدويرا متعامدا باستخدام طريقة فاريماكس . خامسا: وصف المقياس: قبل الدخول في تفاصيل وصف المقياس ينبغي أن نقدم في البداية التعريف الإجرائي للصرع النفسي الحركي. وعلى الرغم من أن التراث العلمي لهذا الموضوع قد أشار - كما سبق وذكرنا - إلى أن الصرع النفسي الحركي، وصرع الفص الصدغي، والصرع الجزئي المعقد، إنما هي مرادفات ثلاثة لمعنى واحد ، إلا أن الباحث يميل لاستخدام مصطلح الصرع النفسي الحركي باعتباره مصطلحا إكلينيكيا يشير إلى طبيعة الأعراض بغض النظر عن المكان التشريحي في المخ المتسبب في هذه الأعراض أو هذا الاضطراب . وعلى ذلك يقصد الباحث بالصرع النفسي الحركي أنه حالة متكررة الأعراض النفسية أو الحركية أو الأثنين معا، والتي قد تأخذ شكل اضطرابات في الوعي والتركيز والانتباه، والإدراك، والوجدان، والذاكرة . أو تأخذ شكل الأعراض الحركية في صورة اضطراب السلوك، أو تأخذ شكل الأعراض الحسية المختلفة. وقد تظهر هذه الأعراض منفردة أو مجتمعة، وذلك بصورة فجائية, كما تختفي أيضا بصورة فجائية. وترجع هذه الأعراض إلى تغير في النشاط الكهربي للمخ. ويتكون المقياس من 30 عبارة تقيس 30 عرضا، هي الأكثر شيوعا في نوبات الصرع النفسي الحركي. ويمكن تصنيف هذه العبارات إلى فئات الأعراض التالية: 1- أعراض اضطراب التركيز والذاكرة: وتشمل عبارات رقم 1، 7، 13 ، 19 ، 25 . 2- الأعراض الوجدانية: وتشمل عبارات رقم 2، 8 ، 14 ، 20 ، 26 3- الأعراض الحسية: وتشمل عبارات رقم 3 ، 9 ، 15 ، 21 ، 27 . 4- أعراض الجهاز العصبي الذاتي: وتشمل عبارات رقم 4 ، 10 ، 16 ، 22 ، 28 . 5- أعراض اضطراب الإدراك: وتشمل عبارات رقم 5 ، 11 ، 17 ، 23 ، 29 . 6- أعراض اضطراب التفكير والوعي : وتشمل عبارات رقم 6 ، 12 ، 18 ، 24 ، 30 .
ويتبين من ذلك أن كل فئة من أعراض الصرع النفسي الحركي شملت 5 عبارات، وتم ترتيبها بطريقة دائرية. ووضع الباحث للإجابة على كل عبارة 4 احتمالات هي (غالبا) ، (أحيانا) ، (نادرا) ، (أبدا) . وعلى المفحوص اختيار إجابة واحدة من هذه البدائل الأربعة. وتعطى كل استجابة درجة واحدة من أربعة درجات هي 3، 2، 1، صفر، وذلك على التوالي. وبذلك تتراوح الدرجة الكلية على المقياس بين صفر - 90 درجة. سادسا : تصحيح المقياس : يعطى المفحوص درجة من أربع درجات ( صفر،1،2،3 ) على الاستجابة التي يختارها ( أبدا ، نادرا ، أحيانا ، غالبا ، على الترتيب ) ، وتعبر الدرجة التي يحصل عليها عن شدة العرض ، كما تعبر الدرجة الكلية ( صفر - 90 ) التي يحصل عليها عن قوة احتمالية الإصابة بالمرض . وتعتبر الدرجة 45 فما فوق مؤشرا قويا لذلك. سابعا : تعليمات المقياس : ضع الباحث تعليمات تطبيق المقياس على ورقة الإجابة التي يقوم المفحوص بتطبيقها، بحيث تكون لغتها سهلة وتتناسب مع أي مستوى تعليمي. وفي حالة عدم حصول المفحوص على أي قدر من التعليم (أمى) يمكن قراءة التعليمات عليه، وقراءة نص الأسئلة التي يتكون منها المقياس. وتجدر الإشارة إلى أن ورقة الإجابة كتب عليها مقياس الأعراض النفسية والحركية دون ذكر كلمة صرع، حتى لا تسبب الكلمة للمفحوص تكوين أي انطباع يؤدى إلى قلقه، خاصة وأن الكلمة في مدلولها لدى معظم الأفراد تشير عادة إلى نوبات الصرع الكبرى، وقد يؤدى ذلك المدلول إلى رفض المفحوص للإجابة، أو تقديم إجابات غير دقيقة. وأكتفي الباحث بوضع عبارة ( مقياس ص . ن . ح ) إشارة إلى مقياس الصرع النفسي الحركي. وفيما يلي نص تعليمات التطبيق:
"" سنعرض عليك قائمة بمجموعة من الأعراض ، وأمام كل عرض عدة اختيارات (غالبا، أحيانا، نادرا، أبدا) ومطلوب منك اختيار إجابة واحدة فقط ، تعبر عن مدى شدة وجود العرض عندك. إقرأ السؤال جيدا، وأجب عن كل الأسئلة "" . - ثامنا : الدراسة العاملية : نظرا لأن المقياس يتكون من 6 فئات مرضية تشمل الأعراض الإكلينيكية المختلفة للصرع النفسي الحركي ، والتي يكون بعضها أكثر ظهورا من الآخر ، فقد أجرى الباحث تحليلا عامليا لمكونات المقياس للتعرف على البنية العاملية له ، وذلك بحساب معاملات الارتباط بطريقة بيرسون بين هذه الفئات الفرعية بعضها البعض ، وبينها وبين الدرجة الكلية للمقياس . وقد أجريت الدراسة العاملية على عينة من مرضى هذا النوع من الصرع بلغت 160 مريضا من بينهم 50 ذكرا ( 31.25 % ) و110 أنثى (86.75 % )
وبعد استخراج معاملات الارتباط تم إجراء التحليل العالي لهذه المعاملات بطريقة المكونات الأساسية principal components لهوتلينج h. hoteling ، وتم تحديد قيم التباين للعوامل eigen value بألا تقل عن واحد صحيح على محك كايزر لتحديد عدد العوامل المستخرجة ذات التشبعات الدالة. ثم أديرت العوامل تدويرا متعامدا بطريقة فاريماكس varimax ، وتم استخراج 3 عوامل , وأعتبر محك التشبع الجوهري للعامل بألا يقل عن 0.3. وقد أظهرت النتائج ما يلي: 1- وجود 7-ارتباطات صفرية 6 منها موجبة هي الأعراض الوجدانية مع كل من الأعراض الحسية، وأعراض الجهاز العصبي الذاتي ، وأعراض اضطراب التفكير. بالإضافة إلى أعراض اضطراب الجهاز العصبي الذاتي مع كل من أعراض اضطراب الإدراك، وأعراض اضطراب التفكير. وارتباط صفري واحد سالب بين أعراض اضطراب التركيز والذاكرة، وأعراض اضطراب التفكير. 2- جميع الارتباطات بين الاختبارات الفرعية والدرجة الكلية دالة وموجبة, وكلها فيما بعد مستوى 0.01 ، وفي هذا إشارة إلى الاتساق الداخلي للمقياس . 3- ارتباط أعراض اضطراب التركيز والذاكرة مع الأعراض الحسية والدرجة الكلية ارتباطا موجبا ودالا فيما بعد مستوى 0.01 . 4- ارتباط الأعراض الحسية ارتباطا موجبا ودالا فيما بعد مستوى 0.01 مع أعراض اضطراب الإدراك ، وأعراض اضطراب التفكير ، والدرجة الكلية . 5- ارتباط أعراض اضطراب الإدراك مع كل من أعراض اضطراب التفكير ، والدرجة الكلية ارتباطا موجبا ودالا فيما بعد مستوى 0.01 . 6- في الوقت الذي توجد فيه ارتباطات مرتفعة ودالة ، توجد ارتباطات أخرى غير دالة وقريبة من الصفر ، مما يشير إلى وجود مناطق ارتباط متمايزة بين الفئات الفرعية للمقياس . وهذا يجعل من التحليل العاملي خطوة ضرورية ومقبولة .
وقد بلغ عدد العوامل المستخرجة قبل التدوير وفقا لمحك كايزر 3 عوامل هي: . 1- وجود 3 عوامل دالة، وكانت أعلى التشبعات على العامل الأول لأربع فئات هي بالترتيب الدرجة الكلية (0.986) ، ثم أعراض اضطراب الإدراك (0.802) ، ثم أعراض اضطراب التفكير (0.696)، وأخيرا الأعراض الحسية (0.689). أما بقية الفئات الفرعية الأخرى فقد كانت تشبعاتها ضعيفة وغير دالة. 2- بالنسبة للتشبعات على العامل الثاني، فكانت لثلاث فئات هي على الترتيب أعراض اضطراب التركيز والذاكرة (0.708)، ثم أعراض الجهاز العصبي الذاتي (- 0.634)، وأخيرا الأعراض الوجدانية (- 0.553). أما بقية الفئات فكانت تشبعاتها أقل وغير دالة. ويبدو أن هذا العامل قطبي، وسنرجى الحديث عنه إلى ما بعد إجراء عملية التدوير . 3- أما بالنسبة للتشبعات على العامل الثالث فقد كانت لأربع فئات على النحو التالي: أعراض الجهاز العصبي الذاتي (0.571)، وأعراض اضطراب التفكير (- 0.497)، ثم أعراض اضطراب التركيز والذاكرة (0.432)، وأخيرا الأعراض الحسية (0.367). ويبدو أ، هذا العامل عامل قطبي أيضا.
4- استوعبت العوامل الثلاثة 71.1 % من حجم التباين الكلى .
ومن الملاحظات الأربعة السابقة يمكن القول بأن البنية العاملية لمقياس الصرع النفسي الحركي تتمثل في وجود ثلاثة عوامل، ولكن حتى يمكننا إعطاء تفسيرات سيكولوجية واضحة لهذه العوامل - كما يقول ثرستون - فقد تم تدوير العوامل تدويرا متعامدا بطريقة ( فاريماكس ). وبلغت تشبعات متغيرات المقياس على العوامل الثلاثة بعد إدارتها ما يلي: 1- في ضوء محك جوهرية تشبع العوامل أسفر التحليل العاملي عن استخراج 3 عوامل بلغت نسبة التباين الكلى لها 71.1 % . 2- بالنظر إلى تشبعات العوامل المستخرجة بعد التدوير يلاحظ أن الصورة اختلفت تماما عن ذي قبل كما قبل التدوير . كما أن معظم محكات التركيب البسيط تنطبق على تلك التشبعات من حيث بساطة الاختبار ( بأن تصبح على الأقل إحدى تشبعات الاختبار مساوية للصفر )، ومن حيث الاقتران البسيط ، أي اقتران التشبعات الكبيرة لأي عامل بالتشبعات الصغيرة لعامل آخر ( فؤاد البهي 1971 ، ص 640 ، 641 ) . وهذا ما نلاحظه على العوامل بعد التدوير حيث نجد أن هناك 3 تشبعات صفرية، كما أن كل عامل من العوامل يقترن اقترانا بسيطا مع العاملين الآخرين. وكل هذا يشير إلى أن عملية التدوير قد حققت تكوينا بسيطا للعوامل، وبالتالي يصبح المقياس بسيطا.
3- بلغ الجذر الكامن للعامل الأول 2.73 ، وأستوعب 39.1 % من التباين الكلى، وهي نسبة عالية تشير إلى إسهام هذا العامل في الصورة النفسية الكلية المقاسة، والتي تمثلها متغيرات المقياس . وقد تشبعت تشعبا دالا على هذا العامل 4 متغيرات مرتبة حسب حجم التشبعات على النحو التالي : الدرجة الكلية (0.879)، واضطراب الإدراك ( 0.850) ، واضطراب التفكير (0.818)، وأخيرا اضطراب الأعراض الحسية ( 0.518). ويلاحظ من ذلك أن التشبعات الدالة على هذا العامل عالية وموجبة تراوحت بين 0.518 - 0.879 ، كما يشير مضمون تلك المتغيرات المشبعة على هذا العامل إلى أن من الجوانب الهامة لهذا المقياس كل من أعراض اضطراب الإدراك ، والدرجة الكلية ، واضطراب التفكير ، والأعراض الحسية . ويقترح الباحث تسمية هذا العامل بعامل اضطراب الإدراك. 4- العامل الثاني بلغ الجذر الكامن له 1.24 ، وأستوعب 17.7 % من التباين الكلى ، وتشبعت عليه تشبعا دالا 3 متغيرات مرتبة حسب حجم تشبعاتها على النحو التالي : اضطرابات الجهاز العصبي الذاتي (0.854) ، اضطرابات الأعراض الحسية (0.544) ، وأخيرا الدرجة الكلية (0.452) . ويقترح الباحث تسمية هذا العامل بعامل اضطراب الجهاز العصبي الذاتي. 5- بلغ الجذر الكامن للعامل الثالث 1.002 ، وأستوعب 14.4 % من التباين الكلى. وهذا العامل عامل قطبي تشبع عليه تشبعا دالا متغيران، أحدها موجب هو اضطراب التركيز والذاكرة (0.837)، والآخر سالب هو الأعراض الوجدانية (- 0.570). ويقترح الباحث تسمية هذا العامل بعامل أعراض اضطراب التركيز والذاكرة.
تاسعا : مناقشة النتائج : إذا ما نظرنا إلى معاملات الارتباط فإننا سنجد هنا ارتباطا موجبا بين الفئات الفرعية للمقياس والدرجة الكلية مما يعد مؤشرا للتجانس الداخلي للمقياس ، وذلك نظرا لأن الدرجة الكلية ما هي إلا مجموع الدرجات على الفئات الفرعية للمقياس . أما فيما يتعلق بالنتائج الذي أسفر عنها التحليل العاملي للمقياس، فقد أسفرت عن وجود بنية عاملية تمثلت في وجود 3 عوامل أمكن تسميتها بعامل الإدراك، وعامل الجهاز العصبي الذاتي، وعامل التركيز والذاكرة ، وكل هذه العوامل تعد اضطراباتها من العلامات المميزة للصرع النفسي الحركي ، وسيأتي تفصيل ذلك عند مناقشة العوامل كل على حدة . فبالنسبة للعامل الأول ( عامل الإدراك ) فقد كانت أعلى التشبعات عليه الدرجة الكلية واضطراب الإدراك، واضطراب التفكير، والأعراض الحسية. وإذا ما عزلنا الدرجة الكلية فإننا نجد أعراض اضطراب هذا العامل تعد من أكثر العلامات المميزة للصرع النفسي الحركي، فالهلاوس الشمية المتمثلة في شم رائحة غريبة، أو شم رائحة مطاط محروق هي أكثر الأعراض المميزة لهذا النوع من الصرع. ( schomer,1983 ) كما أن الهلاوس السمعية ، والخداعات البصرية المتمثلة في الإحساس بكبر حجم الأشياء أو صغرها ، أو بعد المسافة ، بالإضافة إلى اضطراب الإنية، كل هذا يعد من اضطرابات الإدراك المميزة للصرع النفسي الحركي . ( bannister,1978, herman ,etal.,1980a ) . أما العامل الثاني الخاص بأعراض اضطراب الجهاز العصبي الذاتي فتعد أعراضه هي الأخرى من أكثر الإضطرابات ظهورا في الصرع النفسي الحركي، فأعراض مثل الآلام الشديدة في المعدة ، والغثيان ، وخفقان القلب ، والدوخة .... إلخ . ، إنما يشكو منها الكثير من المرضى (babb,etal.,1972,ramilard,etal.,1981, schomer,1983 . ولذلك فإن معظم هذه الأعراض تدفع بالمرضى نحو عيادات غير متخصصة معتقدين في أن هذه الأعراض إنما تعكس مرضا في القلب، أو الجهاز الهضمي ..... الخ. ، ولذلك فإن أعراض هذا النوع من الصرع قد تستمر سنوات طويلة دون أن يتم اكتشافها، أو تتحدد طبيعة المرض المتسبب فيها، فهي تعامل من قبل بعض الأطباء غير المتخصصين على أنها أعراض لا ترجع إلى اضطراب نشاط المخ . وأخيرا بالنسبة للعامل الثالث ( أعراض التركيز والذاكرة ) فإنه يعكس أيضا الكثير من الأعراض المميزة للصرع النفسي الحركي، فعادة ما يشكو المريض من السرحان وقلة التركيز، وتشتت الانتباه، بالإضافة إلى حدوث ظاهرتي الألفة , وعدم الألفة اللتين أشرنا إليهما في أعراض المرض . وهاتان الظاهرتان تعدان من علامات اضطراب الذاكرة المميزة للصرع النفسي الحركي.( blaumer, 1975, mayeux,etal.,1980. degladow, (1983, al gatem,1984
وأخيرا يمكن القول بأن التحليل العاملي لمقياس الصرع النفسي الحركي كشف عن بنية عاملية له مكونة من 3 عوامل تعكس في مجمل أعراض اضطرابها الأعراض الأكثر شيوعا لدى مرضى هذا النوع من الصرع، بل والمميزة له أيضا عن الفئات الإكلينيكية الأخرى التي تدخل مع هذا المرض كتشخيصات مفارقة، مثل القلق والفصام مثلا، واللذان يشملان في أعراضهما علامات اضطراب التركيز والذاكرة، وعلامات اضطراب الجهاز العصبي الذاتي ( كما في القلق )، وكذلك اضطراب الإدراك مثل ظهور الهلاوس كما في مرض الفصام. وعلى الرغم من أن الأعراض الوجدانية - وخاصة القلق والخوف - تعد من أكثر الإضطرابات شيوعا في الصرع النفسي الحركي، إلا أن التحليل العاملي للمقياس لم يكشف عن هذا الجانب، وإن كان العامل الثاني الخاص بأعراض الجهاز العصبي الذاتي يمكن أن يعكس المصاحبات الفسيولوجية للقلق والخوف اللذين يعانى منهما المريض. وقد يحتاج ذلك إلى مزيد من الدراسة حول البنية العاملية للمقياس، خاصة وأنه لا يتوفر للباحث أي أداة مماثلة في البيئة المحلية أو الأجنبية، مما يصعب معه مقارنة أو تفسير النتائج التي توصلت إليها الدراسة الحالية في ضوء الدراسات السابقة.
ويبقى أن نشير إلى أن المقياس تمتع في هذه الدراسة بدرجة عالية من الصدق والثبات، كما أن التحليل العاملي كشف عن بساطة تكوينه مما يدعونا إلى التوصية باستخدامه في مجال علم النفس الإكلينيكي، لما له من قدرة على التشخيص المفارق مع العديد من الأمراض النفسية والعقلية. ويأمل الباحث في تقديم المزيد من الدراسات حول هذا المقياس، على عينات مرضية مختلفة تكشف عن المزيد من إمكانات المقياس.
المراجع 1- أحمد عكاشه (1980): الطب النفسي المعاصر. الطبعة الرابعة، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية. 2- أحمد عكاشه ( 1982): علم النفس الفسيولوجي. الطبعة السادسة، القاهرة، دار المعارف. 3- صفوت فرج (1980): القياس النفسي. الطبعة الأولى، القاهرة، دار الكاتب العربي. 4- عبد اللطيف عثمان (1985): الصرع والتشنجات بين الحقيقة والخرافة. الطبعة الأولى، القاهرة، دار الكتاب الجامعى . 5- فؤاد البهي السيد (1971): علم النفس الإحصائي وقياس العقل البشرى. الطبعة الثالثة المعدلة، القاهرة، دار المعارف . 6- وليم الخولي (1976) : الموسوعة المختصرة في علم النفس والطب النفسي . الطبعة الأولى، القاهرة، دار المعارف . 7- ajmene- marasance, zivin (1970): factors related to the occurrence of typical paroxysmal abnormalities in e.e.g. record of epileptic patients. epilepsia , 11:362-368 . 8- al garem,o.(1984): al garem"s clear neurology for medical students . cairo , dar el-maaref . 9- babb,r.,eckman,p. (1972): abdominal epilepsy, j.a.m.a ,222 :265 . 10- bannister,r. (1978): brain"s clinical neurology . oxford university press. 11- blaumer,d.. (1975): temporal lobe epilepsy and its psychiatric significance. in : benson,d.,blaumer,d. (eds.) psychiatric aspects of neurological diseases . new york , grune & starton. 12- booker,h.(1975): management of difficult patients with complex partial epilepsy . advances in neurology , new york , raven press, vol. 11: 369 . 13- degladow,e.,trieman,d.,etal. (1984): the treatable epilepsies (part 2). new england j. medicine, 308 (26): 1576-1584. 14- dreifuss,f.(1975): differential diagnosis of complex partial seizures . in: advances of neurology , new york , raven press , vol. 11. 15- engel,j. luding,b.(1978): prolonged partial complex status epilepticus: e.e.g. and behavioral observations. neurology, 28 (9): 863-869 . 16- fenton,g. (1972): epilepsy and automatism . brit. hosp. med.j. 7: 57 - 64. 17- --------------- (1981)a : personality and behavior disorders in adults . in : epilepsy and psychiatry , renylod,r.,trimble,e. (eds.) edinburgh , churchill livingston . 18- ---------------- (1981)b : psychiatric disorders of epilepsy . in: epilepsy and psychiatry, renylod,r.,trimple,e.,(eds.) edinburgh , churchill , livingston . 19- ficol , m., ramani,v.,herron,c. (1984): episodic fear in epilepsy. epilepsia, 25: 669 - 620 . 20- floe,s., henry,d. (1972): ictal and interictal psychiatric manifestations in epilepsy : specific or non specific ? . epilepsia , 13 : 774 . 21- gastaut,h.,tassinari,a. (1975): e.e.g in diagnosis , prognosis, and treatment of epilepsy. in: handbook of electroencephalography and clinical neurology. gastaut,h. (ed.) , elservier , amsterdam , vol. 13 . 22- greenberg,d.,hochberg,f.,murray,g. (1984): the theme of death in complex partial seizures . am.j. psychiatry,141.12:1587-1589 23- gunn,j.(1982): violence and epilepsy . new engl.j.medicine,306 :298 -299 . 24- guppta,a.,jeavons,p.,hughes,r. (1983): aura in temporal lobe epilepsy : clinical and electroencephalic correalation . j. neurology & neurosurgery & psychiatry. 46: 1079-1083. 25- hecker,a.,anderman,f. (1972): spitting automatism in temporal lobe seizures. epilepsia,13:767. 26- herman,b., chbia,s. (1980): interictal psychopathology in patients with ictal fear : examples of sensory limbic hyperconnection . archives of neurology, 37 :6678-6680. 27- herman,b., schwartz,m.,etal. (1980): aggression and epilepsy: seizure type comparison and high risk variables. epilepsia, 21: 691-698. 28- lida,n.,okada,s.,tsuboi,t. (1985): e.e.g. abnormalities in non epileptic patients. folia psychiatrica et neurologica japonica, 39:43058 29- kaufman,d.(1981): partial complex seizures . in: clinical neurology for psychiatrics, kaufman,d.(ed.) . london , grun, starton . 29- lechtenberg,r., (1985): the diagnosis and treatment of epilepsy . macmilan publ. comp., new york , london . 30- lennox ,w.(1960): epilepsy and related disorders . little brown & comp., boston . 31- mayeux,r., brandt,j.,rosan,j. etal. (1980): interictal memory and language impairment in temporal lobe epilepsy. neuruology , 30 :120. 32- mclachlan,r., blume,w. (1980): isolated fear in complex partial status epilepticus . annual neurology, 8:639. 33- neppe,v. (1981)a: symptomatology of temporal lobe epilepsy . south affrica medical j. 60: 902 - 907 34- --------------- (1981)b: is deja vu a symptom of temporal lobe epilepsy ? . south affrica medical j. 60: 908 – 910. 35- okasha, a. (1977): clinical psychiatry. general egyptian book organization, cairo . 36- pedley, t., meldrum, b. (1988): recent advances in epilepsy, no. 4 , churchill livingston , edinburgh , london . 37- penfeild,v (1954): psychomotor seizure . brit., j. surgery, 4:359. 38- --------------, jasper,h. (1954): epilepsy and functional anatomy of human brain . little brown, boston . 39- remilard,g., anderman,f. gloor,p. (1981): water drinking as ictal phenomenon in complex partial seizure . neurology, 31: 117. 40- robertson, m. (1988) : depression in patients with epilepsy reconsidered . in : recent advances in neurology . pedley, t., meldrum, b. (eds.) vol.4. churchill livingston, edinburgh , london . 41- rowan,a.,frensh,j. (1988): the role of e.e.g. in diagnosis of epilepsy . in : recent advances in neurology , pedley, t., meldrum, b. (eds.) vol.4. churchill livingston, edinburgh , london . 42- samuel, m. (1982) : manual of neurologic therapeutics with essential diagnosis . 2nd. ed. little brown comp. , boston . 43- salisky, m., kanter,k., dasheiff, r. (1987) : effectiveness of multiple e.e.g. in supporting the diagnosis of epilepsy : an operational curve . epilepsia , 78: 331-334 . 44- schomer, d. (1983) : partial epilepsy . new england j. medicine, 307 (9): 522 - 528 . 45- sater,e., beard,a. (1983) : the schizophrenia - like psychosis of epilepsy : psychiatric aspects . brit. j. psychiatry, 169: 95 . 46- stevens , j. (1983) : psychosis and epilepsy . annual neurology , 14 (3) : 347 - 348 . 47- stranss ,e., risser, a. (1982) : fear responses in patients with epilepsy . archives neurology, 39 (10( : 626-630 . 48- taylor,d. (1981) : mental state and temporal lobe epilepsy : a reanalysis , psychological medicine , 1 : 247-254 . 49- walton,j. (1978) : essentials of neurology , oxford university press , london . 50- waxman, s., gechwind,n. (1975) : the interictal behavior syndrome of temporal lobe epilepsy . archives gen. psychiatry, 32 : 1580 - 1586 .