البورصة المصرية تخسر 90 مليار جنيه في ختام تعاملات الثلاثاء    بنك مصر يرعى الاتحاد المصري للتنس للعام الخامس على التوالي    أستاذ جامعي: إصلاح التعليم يتطلب تخفيض أعداد المقبولين بكليات الآداب والحقوق والإعلام والتجارة    خلال زيارتها لمصر.. مايا مرسي تستقبل قرينة رئيس دولة البوسنة والهرسك    هل تنخفض أسعار المقررات التموينية خلال مايو ؟.. «التموين» تُجيب    توريد 77283 طن قمح في كفر الشيخ    رئيس وزراء مصر وبيلاروسيا يشهدان مراسم توقيع اتفاق بين البلدين لتعزيز نظام التجارة المشتركة    الرئيس السيسي يستقبل أمير الكويت اليوم    استشهاد «حسن».. سائح تركي يطعن جندي إسرائيلي في القدس (التفاصيل)    مقتل خمسة أشخاص وإصابة العديد الآخرين جراء الفيضانات بولاية «جامو وكشمير»    وزير التعليم ومحافظ القاهرة يفتتحان المعرض السنوي وورش عمل طلاب مدارس التعليم    «بكاء ومشادة».. مفارقة مورينيو تهدد صلاح بالرحيل عن ليفربول    بطولة إفريقيا للكرة الطائرة.. «سيدات الأهلي» يواجه سان دوني    الإسماعيلي يزف بشرى سارة للاعبيه قبل مواجهة الأهلي    مصرع شخص دهسه قطار الصعيد في أبوقرقاص بالمنيا    الأرصاد تكشف حالة الطقس المتوقعة اليوم وموعد ارتفاع درجات الحرارة    توقعات برج الثور في شهر مايو 2024: تحديات ومشكلات على كافة الأصعدة    إحالة حرامي الهواتف بالموسكي للمحاكمة    مدبولي: العلاقات الوثيقة بين مصر وبيلاروسيا تمتد في جميع المجالات    رئيس "كوب 28" يدعو إلى تفعيل الصندوق العالمي المختص بالمناخ    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    أسعار السمك والمأكولات البحرية بسوق العبور اليوم الثلاثاء    فالفيردي: جاهز لمواجهة بايرن ميونيخ    القيعي: يجب تعديل نظام المسابقات.. وعبارة "مصلحة المنتخب" حق يراد به أمور أخرى    عضو إدارة الأهلي: دوري الأبطال ليس هدفنا الوحيد.. ونفقد الكثير من قوتنا بدون جمهورنا    جهاز مشروعات التنمية الشاملة ينظم احتفالية لحصاد حقول القمح المنزرعة بالأساليب الحديثة    بلينكن يتوجه للأردن لبحث سبل زيادة المساعدات إلى غزة    رئيس الوزراء الفلسطيني: لا دولة بدون قطاع غزة    تتزعمها سيدات.. مباحث الأموال العامة والجوازات تُسقط أخطر عصابات التزوير    أول بيان من «الداخلية» عن أكاذيب الإخوان بشأن «انتهاكات سجن القناطر»    وفد شركات السياحة المصرية بالسعودية يكشف تفاصيل الاستعداد لموسم الحج    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    مساعد وزير الخارجية الأسبق: الجهد المصري لا يتوقف لتهدئة الأوضاع في غزة    طرح فيلم "أسود ملون" في السينمات السعودية .. الخميس المقبل    رئيس جامعة المنيا يفتتح معرض سوق الفن بكلية الفنون    مستشار زاهي حواس يكشف سبب عدم وجود أنبياء الله في الآثار المصرية حتى الآن (تفاصيل)    ساويرس يوجه رسالة مؤثرة ل أحمد السقا وكريم عبد العزيز عن الصديق الوفي    لحظة إشهار الناشط الأمريكي تايغ بيري إسلامه في مظاهرة لدعم غزة    الصحة: الانتهاء من مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    كيف علقت "الصحة" على اعتراف "أسترازينيكا" بوجود أضرار مميتة للقاحها؟    عشان تعدي شم النسيم من غير تسمم.. كيف تفرق بين الأسماك الفاسدة والصالحة؟    "البيئة" تطلق المرحلة الثالثة من البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة    رئيس جامعة بنها يفتتح معرض الزهور الأول احتفالا بأعياد الربيع    المهندسين تبحث في الإسكندرية عن توافق جماعي على لائحة جديدة لمزاولة المهنة    ميدو يعلق على الجيل الجديد في كرة القدم    رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورنا يحسم الجدل بشأن حدوث جلطات بعد تلقي اللقاح    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    أقدس أيام السنة.. كيف تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بأسبوع آلام السيد المسيح؟    «الثقافة» تطلق النسخة السابعة من مسابقة «أنا المصري» للأغنية الوطنية    طلاب النقل الثانوى الأزهرى يؤدون امتحانات التفسير والفلسفة والأحياء اليوم    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    ألقوه من فوق مبنى.. استشهاد فلسطيني على يد قوات الاحتلال في الضفة الغربية    مساعد وزير الصحة: قطعنا شوطًا كبيرًا في تنفيذ آليات مواجهة تحديات الشراكة مع القطاع الخاص    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمر سليمان: لن اترشح في الأنتخابات الرئاسية
نشر في البداية الجديدة يوم 09 - 07 - 2011


كتبت: رانيا حفني
في الوقت الذي أطلق فية عدد كبير من أنصاره حملة على موقع الفيس بوك لدعوته لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة املا في ضبط الأوضاع وإعادة الحياة السياسية المصرية والدولة بأكملها إلى وضعها الطبيعي في المنطقة . اكد اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الأسبق من خلال تصريحة لجريدة الأهرام انة لن يترشح في انتخابات الرئاسة التي ستجري في وقت لاحق هذا العام. . واضاف أنه لا يفكر في الترشح لرئاسة الجمهورية" وانه قد ان الاوان كي يستريح وأن يتفرغ لرعاية أسرته وأحفاده.
من هو عمر سليمان؟
ولد عمر محمود سليمان، في 2 يوليو 1936، بمحافظة قنا في صعيد مصر، وتلقى تعليمه في الكلية الحربية في القاهرة. وفي عام 1954 انضم للقوات المسلحة المصرية، ومن بعد ذلك تلقى تدريبا عسكريا إضافيا في أكاديمية «فرونزي» بالاتحاد السوفيتي السابق. وسمحت دراسة سليمان للفنون العسكرية والسياسية معا له بتولي مناصب قيادية عديدة على مدار حياته، حيث درس العلوم السياسية في مصر في جامعتي القاهرة وعين شمس، وحصل على شهادتي ماجستير بالعلوم السياسية والعلوم العسكرية.. وإبان عمله بالقوات المسلحة ترقى بالوظائف حتى وصل إلى منصب رئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة عام 1992. من موْهلاتة العلمية والعسكرية : بكالوريوس في العلوم العسكرية, .ماجستير في العلوم العسكرية ,ماجستير في العلوم السياسية، من جامعة القاهرة, زمالة كلية الحرب العليا و دورة متقدمة، من الاتحاد السوفيتي. ولعل من اهم المناصب التي تولاها: قائد لواء, قائد فِرقة, رئيس فرع التخطيط العام، في هيئة عمليات القوات المسلحة, رئيس أركان منطقة, نائب مدير المخابرات و رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، بدءاً من 1991 حتي يناير 2011. كما ان من اهم اعمالة البارزة المشاركة في حرب اليمن, المشاركة في حرب 1967, و المشاركة في حرب أكتوبر 1973.
وبدأ صعود نجمه عام 1986 عندما تولى منصب نائب المخابرات العسكرية، وهى المهمة التي جعلته على اتصال مباشر مع الرئيس مبارك، ثم تولى بعدها منصب مدير المخابرات العسكرية. وفي 22 يناير 1993، كانت النقلة الكبرى، حين عين رئيسا لجهاز المخابرات العامة المصرية.. ليصبح واحدا من مجموعة نادرة من المسؤولين المصريين الذين يحملون رتبة عسكرية لواء (جنرال) ومنصب مدني بدرجة وزير.
وفي ملف خاص عنه وصفته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية بأنه يبدو للوهلة الأولى "ضابط مخابرات تقليدياً" لا يثير الانتباه بصورة خاصة ، لكن الذين التقوه يقولون إن المرء يلاحظ عينيه السوداوين ونظرته الثاقبة، وأنه لا يميل إلى الكلام كثيراً، و عندما يتحدث فصوته هادئً ومنضبطً وكلماته متزنة، وتنسب الصحيفة الإسرائيلية إلى من تصفه بشخص تعرّف عليه، قوله إنه"شخص يترك إنطباعاً قوياً يملك ما يسميه العرب الوقار أو السمو ويتمتع بحضور قوي ومصداقية واضحة" .
وكما قالت صحيفة «لوس انجليس تايمز» الاميركية، فان عمر سليمان يمسك اهم ملفات الامن السياسي في مصر، فقد كان هو العقل المدبر الذي يقف وراء تفتيت الجماعات الارهابية التي اجتاحت مصر في التسعينيات. وصار هو من يتولّى ملف القضية الفلسطينية، إحدى اهم القضايا الاستراتيجية فى السياسة المصرية و يمد خيوطاً مع اطراف متعدّدة في المنطقة والعالم وهو الرجل قليل الكلام، الذى لا يتحدث ولا يراه احد خارج مكتبه
.
ويقول عنه جورج تينيت مدير "السي آي ايه" السابق فى مذكراته «في قلب العاصفة» ترأس عمر سليمان جهاز الاستخبارات المصرية منذ سنوات وهو كلواء ورئيس للاستخبارات، طويل القامة ذو مظهر ملكي، يتمتع بالوقار والهيبة قوي جداً، ويتحدّث بتمهّل شديد كما أنّه وجذّاب و صريح تماماً في عالم مملوء بالظلال مباشر في كلامه شديد البأس ودؤوب وطالما عمل بعيداً عن الأضواء في محاولة لإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين و لطالما كان سليمان دائماً في المكان والزمان يقتحم الأزمات بجرأة وصلابة لإقرار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين عندما كان الجميع يفشل !! و لا يقتصر عمل سليمان على الشرق الأوسط وحده. فهو يقيم علاقات وثيقة مع أجهزة استخبارات غربية أخرى، مثل "السي أى ايه" التي وجّه لها تحذيراً (شريط فيديو ) بأن بن لادن ينوي توجيه ضربة لم يسبق لها مثيل داخل الأراضي الأميركية قبل 8 أيام من احداث سبتمبر وهذا ما اكده الرئيس مبارك فى زيارة له للولايات المتحدة بعد الاحداث .
ملفات شائكة
وواجه سليمان في منصبه العديد من التحديات وحمل ملفات شائكة، في ذلك التوقيت كانت الجماعات الدينية المتشددة، وخاصة «الجماعة الإسلامية» و«الجهاد»، تنفذ حملة من التفجيرات والاغتيالات في مصر.. وظل سليمان في موقعه هذا إلى أن تم تعيينه نائبا للرئيس. خبرته العسكرية لا تقتصر على خبرات أكاديمية أو إدارية بحتة، ولكن خبراته العملية على أرض الواقع تتخطى ذلك، إذ شارك في أكبر ثلاث حروب خاضتها مصر، بدءا من حرب اليمن عام 1962، وحرب يونيو 1967، وحرب أكتوبر 1973. يتميز سليمان بالهدوء والصرامة في آن واحد، ولديه قدرة كبيرة على كسب ثقة كل من حوله وجمع الأطراف المتناقضة والتحاور معها، فهو يتمتع بكاريزما ساحرة، مشبعة بالاحترام. ولذلك فإن له إسهامات كبيرة في موقعه السابق، ووفقا لشهادات مسؤولين كبار فإن عمله بإخلاص وجدية في مجال الأمن القومي المصري كانت واضحة. ويعد إخلاصه لمبارك بلا حدود، مما جعله أحد الرموز التي يستطيع مبارك أن يعتمد عليها إلى حد كبير. وفي ذات الوقت يتمتع سليمان بعلاقات متينة مع العديد من المؤسسات الأمنية في العالم، وكذلك له علاقات قوية مع الدول العربية، ويحظى بقبول عند رموز الحكم في هذه الدول.
ثقة المعارضين
وبالفعل استطاع عمر سليمان أن يحقق نتائج متميزة على جميع المستويات، وأصبح الرجل الذي تلجأ اليه كل أطراف الصراع في الأزمات والمواقف الصعبة،
بل انه كسب ثقة المعارضين قبل المؤيدين، و علاقته بحماس ورجالها خير دليل على ذلك.وقبل هذا وذاك رضا الولايات المتحدة التي رأت أن التعامل معه أفضل كثيرا من التعامل مع وزير الخارجية الاسبق عمرو موسى، بل أن سليمان أصبح أكثر المسئولين المصريين زيارة للولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.
ولتعدد مهماته، وصفاته وأهميته داخل رئاسة الجمهورية فقد أطلقت عليه وسائل الإعلام الاسرائيلية والغربية أكثر من لقب وظيفي يحمل أكثر من معنى فهو: رئيس مجلس الامن القومي، ورئيس جهاز الاستخبارات المركزية المصرية...
وكتبت النيويورك تايمز ووصفته بأنه رئيس المخابرات القوي لمدة 19 عاما، ويتمتع بعلاقة قوية مع الرئيس، لم يصل إليها قبله أحد، ومجهول نسبيا مقارنة بالاخرين، ورغم ظهوره في وسائل الاعلام في الفترة الأخيرة، إلا أنه يظل غامضا في المجال السياسي. ووصفته الصحافة بالذكاء والدراية التامة بالشئون الدولية، وأنه يمسك بالخيوط الرئيسية المحركة للسياسة الخارجية لقربه من الرئيس وإطلاعه على المعلومات الحساسة والهامة.
أما الصحف والكتاب الاسرائيليون فكانوا أكثر من اهتم به، خاصة خلال الفترة التي سحبت فيها مصر سفيرها من تل أبيب، وإعتمدت على تحركات سليمان المكوكية وبصفة خاصة أثناء الحوادث والازمات. وقد هاجمته الصحافة الاسرائيلية كثيرا، لدرجة التصريح بأن وزير الاستخبارات المصري لم يعد مقبولا في القدس، ولكنهم كانوا متأكدين من أهمية دوره عموما، للدرجة التي دفعت صحيفة هاآرتس للقول بأن الاسرائيليين يتعاملون معه كنائب لرئيس مصر، وإن لم يعين في المنصب رسميا.
ماري ويفر صحفية امريكية شهيرة كتبت عنه تقول: إن أحد المسئولين الامريكيين عمل معه لسنوات قال عنه: إنه معتدل ومهذب وله خبرة طويلة، ومقبول من رجال الأعمال، لكن عددا قليلا للغاية يعرف اراءه السياسية، سنشعربالراحة في التعامل معه". صحفي أمريكي أخر يدعى جوردن توماس يؤكد إنه قبل 8 أيام من هجمات 11 سبتمبر، قام عمر سليمان بإخبار رئيس محطة السي أي إيه في القاهرة، أن مصدرا موثوقا أخبره بأن شبكة أسامة بن لادن في مراحل متقدمة من تنفيذ عملية مهمة ضد أهداف امريكية.وفي تقرير" للأسوشيتد برس" أكدت أن سليمان يتعامل مع أكثر من ملف حساس وأنه حلال المشاكل، ولم يقتصر دوره على الملف الفلسطيني فقط، فهو يتولى ملف النزاع العربي الاسرائيلية العلاقات مع الولايات المتحدة والعراق، ويعالج المشاكل في اليمن وليبيا والسودان التي تؤثر على مصالح القاهرة، واستطاع تمهيد الطريق لزيارة الرئيس مبارك الاولى الى الخرطوم بعد 14 سنة.
ماري ويفر الصحفية الامريكية التي اهتمت بعمر سليمان وسعت لجمع المعلومات الخاصة عنه من أكثرمن مصدر وتقول ماري إن عمر سليمان كان وراء نجاح النظام في تجاوز عملية سقوط بغداد دون مشاكل، وأهم ما يميزه لدى الرئيس مبارك إنه يقول الحقيقة وما يحدث على أرض الواقع بخلاف من حول الرئيس الذين يقولون ما يريد أن يسمعه فقط. وكانت آخر ملاحظات الصحفية الامريكية ماري حول شخصية عمر سليمان إنه رغم أن اللعبة السياسية لا تجري في دمائه، إلا أنه يذكرها بالسادات، فهو طويل ونحيف، له ملامح أهل الصعيد .
وعموما فقد أكدت معظم التقارير الدولية أن عمر سليمان أبرز الشخصيات المؤثرة في النظام السياسي المصري وإنه يتمتع بثقة عالية من الرئيس مبارك وأنه شخصية كتومة ولديه قدرة فائقة على التخطيط الاستراتيجي. كما ذهبت بعض التقارير الامريكية الى أنه ينحاز الى مفاهيم الاستقرار والأمن في الشرق الاوسط وإنه يؤيد العمل الوطني المصري في الإطار الاقليمي والدولي الذي يعظم من الدور المصري مستندا إلى الفلسفة العالمية وأن قدرته على التفاوض السياسي وتحقيق نتائج مؤثرة ومهمة دفعت الرئيس مبارك الى أن يحيل إليه أعقد الملفات.
اول ظهور
ولقد بزغ نجمه بشكل كبير خلال السنوات الماضية، فأصبح إحدى الشخصيات الأكثر تأثيرا في ملفات الشرق الأوسط نظرا لعلاقات الشراكة القوية التي كونها مع الأجهزة الاستخباراتية في العالم، بالإضافة إلى نجاحه في تطوير المخابرات المصرية صاحبة الحضور الواضح والقوي في معظم دول العالم من خلال السفارات المصرية.
أما الشعب المصري فظل يجهل كل شيء عن الرجل اللهم إلا اسمه، حتى القى في أول ظهور تليفزيوني. رسمي كلمة أمام إجتماع حوار الفصائل الفلسطينية بالقاهرة، في أول مناسبة يسمع فيها كثير من المصريين صوت الرجل الذي تردد اسمه كثيرا خلال الاعوام الماضية بصفته وسيطا بين الفلسطينيين واسرائيل او بين الفصائل الفلسطينية بعضها البعض.وقد عبر عدد من المراقبين عن ظهوره العلني بأنه أمر مقصود لتقديمه بصورة رجل دولة، وأن ظهوره بهذا الشكل أمر ملفت وانه ربما يكون إشارة إلى دور جديد وأعداده ليكون نائبا لرئيس الجمهورية وقتئذ وقيل أيضا إنه ظهر بشكل إيجابي كرجل يؤدي عمله ويساعد في الحفاظ على الأمن القومي.
وصفت صحيفة “الديلى تليجراف” البريطانية الوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية بأنه أحد أقوى رؤساء المخابرات فى العالم.وجاء في مقال للكاتب بالصحيفة ديفيد بلير أن سليمان يحظى بثقة مبارك الذى من الصعب أن يثق فى أى شخص ويعتمد على دائرة صغيرة من الأشخاص فى مساعدته على إدارة شئون مصر.وأضاف بلير أن اقتراح سليمان بإرسال سيارة مصفحة إلى أديس أبابا لنقل الرئيس عام 1995 كان سببا فى إنقاذ حياته، كما أن إصراره على الركوب مع مبارك فى نفس السيارة خلق بينهما قدرا كبيرا من الثقة بعدما عاشا معا هذه اللحظات العصيبة.واستطرد ” لدى سليمان قدرات استثنائية فى التعامل مع الأزمات السياسية والدبلوماسية ، فهو قاد عملية الوساطة المعقدة بين إسرائيل وحركة حماس وفى الوقت نفسه قام بمهمات دبلوماسية فى السودان وليبيا والسعودية”.ونقل بلير عن دبلوماسيين غربيين قولهم:”إن نجم الوزير سليمان بزغ بشكل كبير خلال السنوات الماضية، حيث أصبح إحدى الشخصيات الأكثر تأثيرا فى ملفات الشرق الأوسط لعلاقات الشراكة القوية التى كونها مع الأجهزة الاستخباراتية فى العالم، بالإضافة إلى نجاحه فى تطوير المخابرات المصرية صاحبة الحضور الواضح والقوى فى معظم دول العالم من خلال السفارات المصرية”.واختتم مقاله قائلا إن العديد من المسئولين البريطانيين أكدوا له أن الوزير سليمان شخصية محورية فيما يطلق عليها “الحرب على الإرهاب”، وإن مصر من الدول القليلة التى قضت بشكل شبه كامل على الجماعات الإرهابية، والفضل يعود بشكل كبير إلى الوزير سليمان فى ذلك.
ويعتبر سليمان المحاور الرئيسي للأميركيين، الذين التقوه أكثر مما التقوا بوزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، وفقا لشبكة cnn الإخبارية. ويعكس أول رد فعل أميركي على تعيين سليمان نائبا للرئيس ذلك، حين قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي «إنه شخص نعرفه جيدا وعملنا معه عن كثب، نحن نعتقد أن مصر تحتاج إلى عملية ذات مغزى تقود إلى إصلاح حقيقي».
أصبح سليمان في السنوات القليلة الماضية شريكا أساسيا ولاعبا محوريا في ملفات السياسة الخارجية المصرية، بتكليف من الرئيس مبارك.. فقد ارتبط اسمه باللقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين، ولم يترك زعيما إسرائيليا من اليسار أو اليمين إلا وتحاور معه.
وتولى ملف المحادثات الفلسطينية - الفلسطينية، والمصالحة بين حركتي فتح وحماس إثر سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، وقام بعدة مهام مكوكية للتوسط بين هذه الحركات. كما تولى مسؤولية الوساطة في صفقة الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس «جلعاد شاليط» والهدنة السارية الآن بين حركة حماس وإسرائيل منذ عدوان 2008 الإسرائيلي على غزة.
دور سليمان في هذه القضية عرضه لانتقادات في الصحافة الإسرائيلية، التي دعت لرفض استقباله بعد سحب القاهرة سفيرها من تل أبيب بعد الاعتداء على غزة، كما ألغى سليمان قبل ذلك زيارة لإسرائيل احتجاجا على التصعيد العسكري ضد المدنيين بغزة.
ملفات ساخنة
قدرات سليمان الاستثنائية في التعامل مع الأزمات السياسية والدبلوماسية، جعلت الرئيس مبارك يوليه مهام أخرى، في عدد من الدول منها السودان، والذي قام مؤخرا بزيارة شقيه الشمالي والجنوبي أكثر من مرة برفقة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط. كما تولى مسؤولية التفاوض مع دول حوض النيل وزار عددا من دوله، بعد الأزمة التي نشبت بين مصر ودول الحوض، التي قررت إعادة صياغة اتفاقية تقاسم مياه النيل. لذا يعتبره المسؤولون في الغرب شخصية محورية فيما يطلق عليه «الحرب على الإرهاب»، ذلك أن له الفضل بشكل كبير - بمعاونة جهات أمنية أخرى في الدولة بالطبع - في نجاح مصر في القضاء بشكل شبه كامل على الجماعات الإرهابية خلال التسعينات، واعتبروه خبيرا في هزيمة التطرف الإسلامي.
أسرار شخصية

لا تتوافر معلومات عن حياته الشخصية إلا انه متزوج ولديه 3 بنات ليس لهم أي دور في الحياة العامة ويصعب توفر صورة لسليمان وهو يبتسم حيث أنه حافظ على طابع الجدية الذي عُرف عن رجال المخابرات العامة المصرية رغم الأدوار السياسية التي يلعبها.
وفي تحقيق يعد الأول من نوعه اجرته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية من خلال الحوار حول شخصية "الرجل الحديدي" أو "الرجل الغامض" مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين والغربيين الذي التقوا به، اكدت الصحيفة ان سليمان داخل الغرف المغلقة يختلف عن الصور التي يراها المشاهد العادي على شاشات التلفاز او الصحف المقروءة. وقالت الصحيفة العبرية : "إن سليمان داخل الغرف يلتزم بالصمت كثيرا إلا انه عندما يتحدث يجبر الجميع على الإنصات وعدم مقاطعته"، مشيرة الى ان هذا الرجل يعرف دائما الهدف الذي يسعى إليه ويذهب إليه من أقصر الطرق. وأوضحت "هاآرتس" أن سليمان لا يقدم أي تنازلات وهو ما يجعل من التفاوض معه أمرا صعبا كما أنه يتسم بطابع غير ثوري وغير عنيف إلا انه يفرض رأيه دائما على الجميع.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين غربيين أجروا زيارات الى سليمان بمكتبه قولهم : "ان مكتب سليمان يشبه كثيرا طابعه العسكري كما يظهر عليه مظاهر الفخامة التي تنعكس أيضا على شخصيته.
حصل اللواء عمر سليمان على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات منها وسام الجمهورية من الطبقة الثانية، نوط الواجب من الطبقة الثانية، ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، نوط الواجب من الطبقة الأولى، ونوط الخدمة الممتازة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.