يحمل أداء صلاة التراويح في شهر رمضان العديد من الفوائد التي تعود على جسم المسلم وحالته النفسية، وللتعرف على أهم هذه الفوائد نقدم لكم المقال التالي. ياتي شهر رمضان ليضيف على حياة المسلمين العديد من العادات المرتبطة بهذا الشهر مثل الصيام وصلاة التراويح، وبالطبع تترك هذه الامور اثارها الايجابية على صحة الانسان الجسدية والنفسية. ولطالما عرفنا فوائد الصيام، ولكن ماذا عن صلاة التراويح؟ اليكم المقال التالي الذي يوضح ويشرح اهمية هذه الصلاة.
ما هي صلاة التراويح
في البداية يجدر بنا تعريف صلاة التراويح، فهي الصلاة التي يؤديها المسلم في كل ليلة من شهر رمضان، بعد إداء صلاة العشاء، وتعتبر صلاة التراويح سنة مؤكدة لجميع المسلمين، وقال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنب"، وذلك تأكيداً على أهمية صلاة التراويح.
إن أداء المسلم للصلاة بجميع أشكالها يؤثر بشكل إيجابي على المسلم، إذ ينتفع الإنسان من الصلاة بدءاً من الوضوء وصولاً إلى التسليم، فأداء الصلوات الخمس بشكل يومي، والتراويح في شهر رمضان الفضيل ينتج عنه ممارسة نشاط بدني معتدل يشمل جميع عضلات الجسم، فالركوع، السجود، القيام، التكبير والقيام يساعدان في تحريك عضلات الجسم كنوع من أنواع الرياضة.
فالرياضة المعتدلة التي يتم القيام بها عن طريق صلاة التراويح تحسن لياقة الجسم وحالته النفسية كما ترفع من معدل عمر الإنسان، فبذل المزيد من الجهد مثل تلك التي تتم خلال صلاة التراويح تساهم في تحسين القدرة على التحمل والمقاومة والمرونة والقوة.
حيث أثبتت الأبحاث العلمية المختلفة أن أداء الصلوات الخمس يومياً ينتج عنه نفس التغيرات الفسيولوجية لتلك الناجمة عن المشي أو المشي السريع لخمسة كيلومتر لكل ساعة تقريباً، وبالطبع تزداد هذه التغيرات الإيجابية مع وجود صلاة التراويح. ومع التقدم بالعمر، يتمتع كبار السن الذين يواظبون على الصلاة بصحة جسدية أفضل مقارنة مع غيرهم.
ولفهم ذلك، يجب أن نعرف طريقة عمل العضلات وحركتها، فهي تعمل من خلال عملية تسمى تحلل الغليكوجين Glycogenolysis، وهي عبارة عن عملية بيوكيميائية يتم خلالها تحليل الغليكوجين لغلوكوز في الكبد والعضلات، بالتالي عند أداء المسلم للصلاة يرتفع معدل العمليات الأيضية في العضلات والذي ينتج عنه نقص نسبي في الأكسجين وبعض المواد المغذية فيها، من ثم توسع الأوعية الدموية Vasodilation أي ازدياد قطر الأوعية الدموية مؤديا الى ارتخاء جدران الشرايين وتدفق الدم بسهولة إلى القلب. فوائد صلاة التراويح للجسم
كما ذكرنا سابقاً، فإن صلاة التراويح تعد من التمارين الجسدية المعتدلة، فما هي فوائدها على صحة الإنسان؟
تفيد عضلات الجسم: فأداء صلاة التراويح يستلزم استخدام جميع عضلات الجسم تقريباً، والتي تقوم بالإنقباض بمقياس ووتيرة متساوية مقللاً بذلك التعب الذي تشعر به العضلات وتزيد من قدرتهم على التحمل، وتقلل من خطر إصابتهم بالضمور. حيث يزداد تدفق الدم خلال صلاة التراويح إلى العضلات بالإضافة إلى تدفق العناصر الغذائية الهامة لها ولكافة أعضاء الجسم، فهو يحتاج إلى العديد من العناصر لأداء مهامه بطريقة سليمة والحفاظ على صحته. السيطرة على ضغط الدم: يرتفع خلال صلاة التراويح ضغط الدم الانقباضي Systolic Pressure قليلاً في حين يبقى ضغط الدم الإنبساطي Diastolic Pressure كما هو، ولكن بعد الإنتهاء من الصلاة ينخفض ضغط الدم عن المستوى الطبيعي قليلاً لتعد بذلك إشارة إيجابية لصحة المسلم. تساهم في تحسين كفاءة عمل الجهاز التنفسي: إن أداء صلاة التراويح تعمل على زيادة تدفق الدورة الدموية في الشعيرات المحيطة بالحويصلات الرئوية Alveoli، مما يساعد ويعزز من عملية تبادل غاز الأكسجين وثاني أكسيد الكربون ويحسن من عملية التنفس العميقة. النشاط واليقظة: يساعد أداء صلاة التراويح المسلم على البقاء نشطاً ويقظاً وبالأخص مع التقدم بالعمر. تحمي المفاصل والعظام: تقوي صلاة التراويح جسم المسلم كما تساعده في التمتع بمفاصل أكثر استقرارا وثباتاً، بالإضافة إلى حماية الأوتار والأنسجة الضامة من أي إصابات. في حين تحمي صلاة التراويح عظام المسلم مع التقدم بالعمر من قلة الكثافة وبالأخص لدى النساء بعد مرحلة انقطاع الطمث لتقلل بذلك من خطر الإصابة بهشاشة العظام. تسيطر على وزن الجسم: فمن خلال الحركة المستمرة في صلاة التراويح يحرق الجسم المزيد من السعرات الحرارية الزائدة دون زيادة شهية المسلم، بالتالي تناول وجبة سحور وفطور صحية (مع التأكد من عدم الوصول إلى مرحلة التخمة) خلال شهر رمضان وأداء صلاة التراويح من شأنهم أن يساعدان في خفض الوزن والسيطرة عليه. يحمي القلب من الأمراض: من المعروف ان التمارين الرياضية تحمي القلب من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إذ ترفع صلاة التراويح من مستوى الكوليسترول الجيد ونسبة الأكسجين وتقلل من ضغط الدم وبالتالي العبء على القلب. تقلل من خطر الإصابة بالسكري: يساعد أداء صلاة التراويح في تحسين القدرة على تحمل الكربوهيدرات ويقلل من نسبة السكر في الدم وبالتالي تأخير وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري. بشرة خالية من التجاعيد: يلاحظ من يؤدي صلاة التراويح وصيام شهر رمضان، إن إفراز هرمون النمو يزداد في هذه الفترة، ويعتبر هذا الهرمون هاماً لبناء الكولاجين الذي يدخل في بناء البشرة وحمايتها من التجاعيد، ليقل خطر الإصابة بها مع التقدم بالعمر.
فوائد صلاة التراويح النفسية
لطالما عُرف أن ممارسة الرياضة والقيام بالتمارين البدنية وإن كانت معتدلة تساعد في تحسين المزاج والأفكار وحتى التصرفات والسلوكيات، كما ترفع من طاقة الإنسان وتقلل من الإكتئاب والقلق وتزيد من ثقة الإنسان بنفسه.
ليس هذا وحسب، بل أن المواظبة على ممارسة الصلاة بشكل عام، يحمي الذاكرة من خلال حفظ الآيات القرأنية وتلاوتها خلال الصلوات، وبهذا الصدد كان قد وجد باحثون من جامعة هارفارد الأمريكية في دراسة لهم أن تلاوة الآيات القرأنية يؤدي للراحة النفسية ليدخل المصلي في حالة صفاء بعيداً عن الحالات النفسية السيئة وينعم بالطمأنينة، وقد يعود ذلك إلى افراز الجسم لمادة الانكيفالين Enkephalin وغيرها في مجرى الدم، والتي تساعد في التخفيف من الألم والشعور بالسعادة. فوائد صلاة التراويح لكبار السن
مع تقدم الإنسان بالعمر تضمحل قواه الجسدية وتصبح عظامه أكثر ليونة ويكون عرضة للإصابة بهشاشة العظام، كما يواجه مشكلة ظهور تجاعيد الجلد، وتكون آلية تصليح الضرر أقل كفاءة وتقل كفاءة عمل الجهاز المناعي أيضاً.
ولأجل هذا كله، يكون كبار السن أقل نشاطاً وأكثر عرضة للإصابة بالمشاكل الصحية الأخرى، بالتالي أداء فريضة الصلاة بشكل عام والتراويح بشكل خاص تترك أثرها الإيجابي عليهم، وذلك من خلال تقوية العضلات وزيادة مرونة المفاصل، وقلة خطر إصابتهم بالسقوط والحوادث التي تسبب الكسور.
كما يتم افراز هرمون الادرينالين (Adrenaline) من خلال أداء الصلاة (أو أي تمرين رياضي بسيط) وهو عبارة عن ناقل عصبي رئيسي يعمل على تنبيه وتحفيز عمل القلب وتوسيع المسالك الهوائية التنفسية وزيادة معدل العمليات الأيضية وبالتالي تهيئة الجسم لأي حالة طارئة.
في النهاية، يعتبر اداء الصلاة بشكل عام والتراويح خاصة من الأمور الهامة للمسلم باعتبارها فريضة، بالإضافة إلى التأثير الأيجابي على صحة المسلم وجودة حياته، فالمواظبة عليها سينعكس بصورة ايجابية على جسم الإنسان ونفسيته.