اهدار وقتك ليس من حقك ... كل انسان حر في وقته ينفق ساعاته وايامه ولياليه كيفما يشاء يمضيها لهو ولعبا اوجدا وكدا اويمزج بين النقيضين وليس لاحد حق التدخل فيه اوالاعتراض عليه.. وهذا التصور ليس صحيحا وخالف الصواب وسنكتشف جميعا زيفه وبطلان حقيقته عندما نقف امام الله عز وجل يوم العرض عليه ونجد انفسنا مضريين لان نعرض لرب العرش العظيم تقارير عما صنعناه طيلة اعمارنا ... فكيف يكون الحال وقتها...اذ لم نجد مايستحق ان نقوله... لقد قال الرسول الكريم (لاتزول قم عبد يوم القيامة حتي يسأل عن اربع :عن عمره في فيما افناه وعن شبابه فيما ابلاه ،وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه، وعن علمه ماذا فعل به).. اي ان المرء علي مايبدو له من حرية في اضاعة الوقت الا انه سيجد نفيه محاسبا علي ذلك الوقت لان الله لم يخلقنا عبثا او لمجرد الوجود في الدنيا ..ولكن جعلنا سببا لاعمارها وكلفنا بمسؤليات تجاه انفسنا وتجاه غيرنا كما ان الله سبحانه وتعالياعلي من قيمة العمل والسعي والاجتهاد والبحث والتعلم ونهانا ورفض لنا الكسل والتقاعس والتواكل والاستسلام للهوي والشيطان باضاعة اوقاتنافي اللهو والعبث.. وقال الرسول الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم (نعمتان مغبون فيهم كثير من الناس الصحة والفراغ ). فان كل مفقود عسي ان نسترجعه الاالوقت والزمن فهما ان ضاعا لم يكن امل في عودتهما .. اذن ينبغي علينا ان نحافظ علي اوقاتنا فيما ينفع ،وان نستثمرها فيما يصلح وانجاز النجاحات التي تعود بالنفع علينا وغيرنا في دنيانا واخرانا .. والوقت كالسيف ان لم نقطعه قطعنا واهدم احلامنا وخيب امالنا فلنستدرك اوقاتنا المقبلة ونسعي لاستغلالها في العبادة والاعمال الصالحة والنافعة و الخير والصواب .