من المعروف في عالم الإدارة والمبيعات أنك يمكنك التأثير على الشخص الذي تكسب ثقته فتجعله يهتم بعروضك ومبيعاتك وبضائعك , وأول ما يجب فعله هو الاهتمام بالناس . والإنسان الاجتماعي يهتم بحل مشاكل الآخرين فيحل الآخرون له مشاكله , يساعد الناس فيساعدونه , أما الشخص الأناني الذي لا يفكر إلا في ذاته , فإنه يظن أنه يبني نفسه وهو في الحقيقة يحفر بيديه حفرة الفشل التي سيقع فيها . والإنسان في بحثه عن إقامة علاقات طيبة مع الآخرين لا بد له ألا ينكسر أو أن يكسر الآخرين , بمعني لا ينبغي له أن يهتم بالآخرين أكثر من اهتمامه بنفسه ,ولا يهتم بنفسه ويهمل الآخرين تماما , فلإنسان الناجح يحتك بأمور الآخرين كثيراً , لكنه لا ينسي نفسه ويبقي محافظاً على ذاته وقمة النجاح حالياً في التعامل مع الموظفين هي أن نجعلهم (يريدون) أن يفعلوا ما نريده , ولا نقول ما كانت تراه نظرية أخري سابقة من أن نحفزهم ونشجعهم وندفعهم لعمل ما , إن النظرية الحديثة تقول نجعلهم (يريدون) عمل كذا وكذا من واقع اهتمامهم الشخصي . وصاحب الأعمال الناجح يجذب موظفيه إليه ويجعلهم يبتكرون في أعمالهم ويساعدهم على التحسن والرقي في مناصبهم , فنحن لا يمكننا معرفة القدرات الحقيقية لأي عامل أجير إلا عندما نحسن معاملته . ومن المؤكد أن كل صاحب عمل يريد الحصول على أعلى فائدة من موظفيه , لكن ما يقدمونه له من أعمال يعتمد على الكيفية التي يعاملهم بها يقول هنري فورد : " يستطيع كل إنسان أن يضاعف إنتاجه إذا كان يريد ذلك " . فالنظرية الجديدة إذن لا تتعامل مع الموظفين والعمل على أنهم وحدات إنتاج ,ولكن تعامل معهم كبشر , ونحن نخطئ بشدة عندما نتجاهل مرءوسينا في العمل , فنمر من جانبهم دون نظرة أو كلمة معهم , أو حتى دون شعور بهم مثلما نمر فوق الأعشاب الخضراء في الحقول , ويعتبر نقطة سوداء في تاريخها . فالعمال يتحملون المعاملة القاسية إلي حد معين , فيعملون وينتجون قدراً مما هو مطلوب منهم حتى ولو كانوا مهمشين , أما إذا أعطيناهم قليلا من الاهتمام الشخصي فسيكونون أكثر إنتاجا , وسيكون لذلك تأثير سحري عليهم , فإنهم يشعرون بأنهم يعاملون كزملاء في شركة واحدة . كيف تتعاملين مع ابنك الاستفزازي ؟ تعتبر عملية تربية الأطفال من أصعب المهمات التي يتولاها الأهل في حياتهم , لاسيما إذا كان طفلهم صاحب شخصية استفزازية محبة لإثارة المشكلات والشغب لكن يستطيع الأهل أن ينجحوا في هذا التحدي الذي وضعوا أمامه من خلال إتباع الاستراتيجيات التربوية المناسبة نقدم لك عزيزتي الأم بعضاً من تلك الاستراتيجيات التي أثبتت فاعليتها في تربية جميع أنواع الأطفال . يشير الخبراء إلي أن السلوك الاستفزازي الذي يرهق الأهل هو السلوك الذي يشع عملية تطور الطفل وتعلمه ونجاحه على المحك والذي يشكل مصدر أذي لصاحبه وللآخر , أكان طفلاً أو راشداً , وهناك السلوك الذي يعرض الطفل لمخاطر محتمله في المستقبل , مثل فشله في الانخراط السليم بمجتمعه أو في تحقيق نتائج إيجابية في تحصيله العلمي . فكيف يمكن التعاطي مع هذا النوع من الأطفال وكيف يمكن مساعدته في مواجهة المشكلات وفي التطور والنمو ليصبح شخصاً مسئولا قادرا على تحمل مسئولياته من دون خوف أو أخطاء جسيمة . ثمة استراتيجيات بسيطة يمكنها أن تساعدك في تربية طفلك المشاغب وتهذيب سلوكه الاستفزازي من دون أن تخلق بينكما أي مشاحنات أو مواقف متناقضة . أظهري مشاعرك نحوه : تأكدي عزيزتي الأم من أن طفلك يعي تماماً أنك تحبينه حتى ولو تكرهين سلوكه السيء حاولي دوما أن توصلي إليه هذه الرسالة استغلي الوقت الذي توجدان فيه بمفردكما مثل وقت الاستحمام لإخباره بمشاعرك وللعب معه أيضاً امنحيه اهتمامك الكامل دعيه يختار النشاط الذي يرغب في القيام به , واحرصي على أن تظهري له مدي استمتاعك باللعب معه وتمضية الوقت معه . تعتبر هذه الأوقات الإيجابية مهمة جداً في تعزيز تقديره لذاته وهي تقود إلي مزيد من الأوقات الإيجابية . شجعيه دوما على التصرف بأسلوب جيد ومناسب وحاولي أن تحدي من فرص ظهور سلوكه الاستفزازي : اعلمي يا عزيزتي الأم , أن هذه التكتيكات الصغيرة مهمة جدا في عملية تكوين شخصية طفلك , لأن كل تجربة يمر بها طفلك في السنوات العشر الأولي من عمره إيجابية كانت أم سلبية تؤثر بشكل أو بآخر في نمو الدماغ وطريقة بناء موصلاته العصبية والحسية يمكنك أن تساعديه لبناء شخصيته وتكوين ذاته من خلال استباق المشكلات وتفادي المواقف الصعبة ومنعها من التكرار ومن خلال مساعدته في تذكر ما يجب فعله بدلاً من تصحيح أخطائه . احرصي على خلق الأجواء المناسبة في منزلك : تلك الأجواء تساعد طفلك لبناء ثقته بذاته وتحثه على التعلم وخوض التجارب الجديدة من دون الخوف من الفشل , مثلاً أزيلي الأشياء سريعة العطب والهشة التي تتحطم بسرعة واخلقي مكاناً مريحاً لكي يلعب من دون أن يخاف هو من تخريب الأغراض التي تخصك , وكي لا ترغمي دوماً على توجيه اللوم له في كل ما لو حطم إناء أو مزق ستارة , الأهم من كل ذلك أن تختاري له الألعاب التي تعجبه وتثير اهتمامه إضافة إلي حفظها ووضعها في مكان يمكنه الوصول إليه دون مساعدتك بهدف بناء ثقته بذاته وبقدرته على فعل بعض الأمور بمفرده . خططي للخروج معه ولكن بعد التأكد من سد حاجات طفلك : فمثلاً إذا كان طفلك من النوع الذي يتململ عندما يكون جائعا احرصي على إطعامه وِإشباعه قبل خروجكما للتسوق إذا كانت العادة تنص على تنال الطعام في المطبخ اقترحي على طفلك أن يلعب بقطع المكعبات في مكان آخر كي لا يرغم على إزالتها عندما يحين موعد تناول الأكل إلي مائدة الطعام . احرصي على وضع حدود واضحة وعلى الالتزام بها في الأوقات المناسبة : يحتاج طفلك إلي معرفة أن تتأكدي أولاً من قدرتك على المضي بخطواتك تلك وعدم التراجع عنها . أحيانا يحصل بعض الاستثناءات , مثلا إذا كنت متأخرة عن موعد العمل لا بأس من عدم الطلب منه ترتيب ألعابه التي افترش بها الأرض . اعتمدي على نمطا معينا والتزمي به : في العادة يشعر الأطفال بارتياح أكثر عندما يعرفون مسبقاً بما جيب أن يفعلوه لاحقاً لهذا يفضل دوما أن تخبري طفلك بأي تغيير يطرأ في برنامج نشاطه . حاولي أن تحددي مشاعر القلق لدي طفلك : إذا سمعته ينوح , فهذا تنبيه لك في التوقف عن القيام بما تفعلينه والاهتمام به . في هذه اللحظة أساليه إذا كان يحتاج إلي مساعدتك واستمعي له جيداً . قدمي له خيارات محدودة عندما تستشعرين بظهور المشكلات : مثلا : أساليه إذا كان يرغب في شرب الحليب بواسطة الكوب الأحمر أو الأزرق وبعد ذلك حاولي أن تحتوي سلوكه من خلال إعلامه بما يجب أن يفعله لا بما يجب ألا يقوم به . بقلمى مها ايوب