نبذة عن الدكتورة و الباحثة غانمي رجاء الدكتورة رجاء غانمي، طبيبة، حصلت على لقب احسن طبيبة عربية العام الماضي بلندن، حيث تلقت تنويها من جلالة الملك محمد السادس. وهي فاعلة جمعوية، اختارت منذ سنين ان تكون بموقع تخدم من خلاله المجتمع المحلي والمساهمة في نشر الوعي والتثقيف الصحي والمجتمعي محاولة عكس الصورة الحقيقية للمرأة العربية بشكل عام والمغربية بشكل خاص، حاصلة على دكتوراه في الطب من كلية الطب في الرباط، وقامت بتدريب في هيئة تدبير التغطية الصحيّة في فرنسا عن تقنيات المراقبة الطبية، وتعتبر من أول الطبيبات المغربيات اللاتي ساهمن في إنجاح مشروع التغطية الصحية بالمغرب. حاصلة على شهادة في تقنيات العدالة البديلة، من "المركز العالميّ للوساطة والتحكيم". لها مؤلفين ثم إصدارهما من طرف المطابع الجامعية الاوربية بالمانيا الاول يرصد حالة ناذرة من السرطانات و الثاني يعتبر اول معجم لمصطلحات التغطية الصحية يصدر في العالم . لها عديد من المقالات الطبية المتخصصة في السياسات الصحيّة وتحسين العلاج في بلدان العالم الثالث، كاتبة ومحللة في مواضيع مجتمعية و سياسية، مستشارة لدى الكثير من المنظمات العلمية، ومحاضرة افريقية في مجال التغطية الصحية والمراقبة الطبية.. على صعيد المجتمع المدني، تعتبر الدكتورة غانمي رجاء ناشطة اجتماعية في خدمة المواطن من خلال عدة مؤسسات وجمعيات، حيث تشغل منصب رئيسة "جمعية ابقراط: تنمية و تضامن "، وهي عضو مؤسس ومكلفة بالتنسيق العام في جمعية "فضاءات الابداع و التنمية"، ونائبة رئيسة جمعية "فضاء المواطنة و التضامن" وسفيرة المغرب بالمنظمة العربية لحقوق الانسان، و عضوة شرفية لجمعية السلامة في العمل بمالي. الحوار تمت إعطاء الانطلاقة لمشروع التوعية الصحية للحرفيين و الصناع التقليديين ، و هي في الحقيقة مبادرة شخصية للدكتورة غانمي رجاء ، و سابقة في العالم العربي ككل ، كيف جاءت فكرة المشروع و ماهو السياق؟
كما نعلم جميعا ، و منذ الفترات المبكرة من تاريخ البشرية، عرف البشر أنه في مهن معينة هناك تعرض لمواد مضرة بصحة الإنسان. حيث اتضح أن صانعي الفخار كانوا يستعملون طيناً يحوي مادة السيلكا التي تسبب تغبر الرئة (سيليكوزيس)، وقد تعرض صانعو المجوهرات إلى الزئبق و الفضة الذي يضر بالجهاز العصبي، أما الدهانون فقد تعرضوا للرصاص الموجود في الأصباغ وعانوا من تسمم الرصاص، الذي يسبب آلام البطن، الحرفيون في صناعة القفاطين المعروف في المغرب -بالدزيري– يعانون من اختلالات في العمود الفقري ..
في المغرب، كما هو الحال في بلدان أخرى، هناك قلة تقدير ملحوظة للأمراض المهنية، و خصوصا فئة الحرفيين التقليديين. تشير المعطيات إلى أن الأمراض المهنية هي مشكلة عالمية تسبب تكاليف مالية عالية للدولة و للأشخاص.
الإحصائيات تشير على أن المغرب يتوفر على ما يناهز 3 ملايين حرفي و صانع تقليدي يشتغلون في ميدان الصناعة التقليدية و الحرف البسيطة و لا يتوفرون على أية تغطية صحية.
أيضا ، بموجب معطيات منظمة الصحة العالمية فإن نحو 37% من أمراض أسفل الظهر متعلقة بظروف العمل، ونحو 16% من حالات ضعف السمع سببها الضجة في مكان العمل، ونحو 13% من حالات أمراض الرئتين المزمنة متعلقة بالعمل وكذلك نحو 11% من حالات الربو وغيرها.
كما أن التطور التكنولوجي يؤدي إلى ظهور مواد، عمليات وأعمال جديدة، من شأنها هي الأخرى أن تسبب أضراراً صحية جديدة الهدف الأول للمشروع هو تعميم الوعي بالإخطار و الأمراض المهنية المرتبطة بالحرف التقليدية. من خلال ملائمة المعلومات وتفصيلها بطريقة مبسطة لفئات الحرفيين.
سمعنا أن الجمعية حاملة هذا المشروع المجتمعي هي جمعية ابقراط : تنمية و تضامن ، التي تترأسينها، هل ممكن أن نتعرف أكثر عن هذه الجمعية و أبعادها و أهدافها ؟ جمعية ابقراط هي مؤسسة جمعوية غير ربحية تعمل على المستوى الوطني انطلقت فكرة تأسيس الجمعية من ملاحظة نقص في مجال التطوع الطبي الأكاديمي الممنهج و الهادف بكل تجلياته و أشكاله ، هذا و تشرف الجمعية على تحقيق رسالتها و تدعيمها من الجانبين المادي و المعنوي، كما تعمل الجمعية علي تقديم الخدمات الإنسانية الاجتماعية والصحية وتبذل جل جهدها من أجل تقديم هذه الخدمات في إطار العمل الخيري المجانيً معتمدةً في ذلك على دعم شخصي. تتطلع جمعية ابقراط لأن تكون مؤسسة جمعوية رائدة في مجال التوعية الصحية بشتى أشكالها و قنواتها و أن تكون لها مساهمة فاعلة في تحقيق التنمية المستدامة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والتثقيفية في المجتمع المغربي .
يشمل نشاط الجمعية المجالات الآتية :
المجال الثقافي: و يشمل تنظيم محاضرات و ندوات و معارض داخل و خارج الوطن و كدا نشر إنتاجها الثقافي و العلمي.
المجال الطبي و العلمي و التربوي، و من أهدافه :
*المساهمة في التعليم والتدريب الإشراف الطبي ؛ * العمل من أجل تعزيز البحوث في مجال الطب؛ * تنظيم الندوات وحضور المؤتمرات العلمية مختلف التخصصات الطبية؛ * نشر الأعمال العلمية والتوصيات؛ * تطوير الشراكات والتوأمة مع جمعيات أخرى في المغرب والخارج، وذلك بهدف تبادل الخبرات والدراية. * التعاون مع الجهات المعنية و المجتمع المدني في كل ما يتعلق بالتربية و الوقاية الصحية. * دعم المستشفيات العمومية. * المساهمة في نقل المرضى و المصابين في حوادث السير إلى مكان العلاج عن طريق تسيير سيارات إسعاف.
مجال التنمية الاجتماعية :
*مساعدة المعوزين (خاصة دوي الاحتياجات الخاصة( *التعاون مع الجمعيات و الجهات المهتمة بالتنمية الاجتماعية داخل البلاد و خارجه. *إعداد و انجاز مشاريع تنموية لفائدة السكان : قوافل طبية وكافة الأعمال الاجتماعية و الجمعوية التي الهدف منها خدمة الوطن. تشجيع كل عمل يهدف إلى التربية المدنية لتفعيل حقوق و واجبات المواطن.
حدثينا عن انطلاقة المشروع ، و عن مراحله و تداعياته؟
كفاعلة جمعوية تولي أهمية لفئة الحرفي و الصانع التقليدي، وذلك للاحتفاء بصناعتنا التقليدية و بالصانع التقليدي ، كرمز لمغربيتنا و هويتنا و موروثنا الثقافي ، جائت فكرة هذا المشروع الذي يحمل في طياته رسائل جمعوية تضامنية مهمة، تماشيا مع أهداف جمعية ابقراط ، التي تسير على الخطى الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، و الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالته لقطاع الصناعة التقليدية وشؤون العاملين فيه٬ وكذا العناية الموصولة التي ما فتئ يحيط بها جلالته الصناع التقليديين وحرصه الدائم على تمكينهم من التكوين الملائم والناجع في شتى المجالات٬ بما يتيح انخراطهم الفاعل في الدينامية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة. ينبني هذا المشروع التوعوي على شقين أساسيين : 1. رفع الوعي عن طريق حملات توعوية في الميدان : أولا :القيام بحملات تحسيسية و جولات من اجل جعل ورشات الصناع التقليديين، ورشات تستجيب لشروط و معايير السلامة أو ورشات خالية من الأخطار . ثانيا: الاتحاد مع جمعيات تعنى بالصناع التقليديين و الجمعيات المهنية و التعاونيات من اجل الوصول لأكبر عدد من الفئات المستهدفة. ثالثا: تأطير ندوات في الموضوع. وسنعمل على رصد اتجاهات التدخل و التعاقد مع جمعيات تعنى بالصناعة التقليدية و الصانع التقليدي و الجمعيات المهنية و التعاونيات و متخذوا القرارات في هذه المجالات والجمهور العريض وعلى التحذير من ظهور أمراض مهنية جديدة أو على اكتشاف بؤر فيها نسب أمراض عالية أو بؤر فيها أخطار معززة غير واضحة للمهنيين. 2. رفع الوعي عن طريق استعمال وسائل الإعلام السمعي - البصري : تسجيل كبسولات يتم بثها على أمواج الإذاعات الوطنية و الخاصة الأكثر استماعا .* المشاركة في برامج تلفزية للتوعية الصحية .* تسجيل فيديوهات و أفلام قصيرة توعوية هادفة.*