روبرتو موجابي الزعيم الذي قاد حركة التحرر الوطني في زيمبابوي ضد حكم الأقلية البيضاء، تحوّل ليصبح أطول حكم في إفريقيا، إذ تولّى الحكم بعد فوزه بالانتخابات عام 1980، وظل رئيسًا حتي الآن، مع احتمال أن يظل فترة أطول حال فوزه في الانتخابات الأخيرة . الرفيق روبرتو جابريل كاريجا مومبي موجابي مواليد 21 فبراير عام 1924، مارس التدريس لفترة قصيرة، توجّه في أعقابها إلى جامعة فورت هير في جنوب إفريقيا، وتخرج فيها عام 1951، وقابل في أثناء دراسته عددًا من الزعماء الأفارقة الذين كان لهم شأن في وقت لاحق في تاريخ هذه القارة، ومنهم جوليوس نيريري، وهربرت شيتيبو، وروبرت سوبوكوي، وكينيث كوندا . حصل موجابي على ثماني شهادات جامعية، تراوح بين البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، بينما كانت التخصصات التي يحب دراستها هي التربية والاقتصاد، وقد حصل على بعض هذه الشهادات من جامعات لندنوجنوب إفريقيا بواسطة التعليم عن بعد، كما أن روبرت موجابي حصل على عديد من الدرجات الجامعية الفخرية من عدة جامعات عالمية . على الرغم من أن زيمبابوي ديمقراطية برلمانية، فإن في الواقع موجابي ترأس البلاد باعتباره طاغية بالمعنى التقليدي للكلمة، فهو أوتوقراطي يحكم بشكل حصري، مع تجاهل الصالح العام، وعلى الرغم من أنه استمر في إجراء انتخابات، فإن ذلك كان من أجل الحفاظ على قشرة من الشرعية الدولية، وكانت الاستراتيجيات المفضلة له دائمًا التخويف والإرهاب على الرغم من أنه كان صاحب أجرأ قرارات، منها قرار تأميم مزارع المستوطنين البيض ومصادرتها وإعادة توزيعها علي الفلاحين السود أصحاب الأرض الأصليين. حيث كان هذا القرار لب حملته الانتخابية عام 2002، وبالفعل نفّذ القرار بحذافيره على الرغم من صدور قرار من قاضي المحكمة العليا تشارلز هونجوي يقضي بعدم أحقية الدولة في مصادرة المزارع . موجابي هذا الزعيم مؤسس حركة زانو المعروف باسم جيش التحرير الزيمبابوي الإفريقي القومي، هو نفسه موجابي المتهم اليوم بالديكتاتورية وبتزوير الانتخابات المنتظر إعلان نتيجتها خلال الساعات المقبلة . موجابي الذي قضى في السجن عشرة أعوام من 1964 إلى 1974، حيث اعتقلته القوات البريطانية في سجون روديسيا، مارس حملة وحشية في الانتخابات البرلمانية عام 2000 ضد معارضيه من حزب الحركة من أجل التغيير الديمقراطي، ورغم ذلك نجح في الحصول علي سبعة وخمسين من مئة وعشرين مقعدًا المتنازع عليها . وكانت الانتخابات الرئاسية التي كانت ستجري في منتصف مارس، وذلك للمرة الأولى في مسيرته السياسية، نافسه مورغان تسفانجيراي زعيم حركة التغيير الديمقراطي والنقابي السابق، الذي خسر بفارق كبير . لم تكن أخطاء موجابي في المسيرة الديمقراطية فقط بل بلغ معدل التضخم السنوي ما يقارب من مئة وخمسة عشرة في المئة، بينما الخزانة العامة تعاني من الإفلاس. كما يشارك الجيش في تدخل غير مجدي في الحرب الأهلية في الكونغو، بتكلفة عشرات الأرواح وما يقدر بنحو مليون دولار يوميًّا. نظام الرعاية الصحية غير موجود أساسًا مع ربع السكان المصابين بفيروس الإيدز . موجابي المتمسك بالحكم إلى آخر رمق “,”هذه أرض بلادي بها كثير من الألغام، أنا أتشبث بها حتى الموت “,”.