كشف الخبير الاقتصادي عبدالرحمن عامر، المدير التنفيذي لمركز جينيف للتحكيم الدولي بالقاهرة، سفير الأممالمتحدة للسلام والشئون الإنسانية، عن حجم الخسائر التي تكبدتها العراق منذ بدء العمليات الإرهابية لتنظيم "داعش" على أرضها. وذكر "عامر" -في تقرير عن خطورة حجم المؤامرة على العراق ومقدراتها ونهب ثرواتها- أن حجم الخسائر التي تكبدتها الأمة كل يوم بسبب هذه التنظيمات الإرهابية في كل المجالات على سبيل المثال: "في العراق سيطر "داعش" حتى الآن على جزء كبير من إمدادات القمح، وتقدر الأممالمتحدة أن الأراضي الواقعة تحت سيطرة التنظيم تنتج نحو 40 في المائة من المحصول السنوي للعراق من القمح، وهو من أهم المواد الغذائية إلى جانب الرز والشعير، وبدأت الدولة المسلحة في استخدام الحبوب لدعم موارد تمويلها". وأضاف "عامر" -في تقريره- "لهذه الغاية أبقى التظيم في شمال العراق، (سلة خبز) العراقيين، على موظفي الحكومة الرسميين وعمال صوامع القمح في أماكنهم لمساعدته على إدارة غلالها، إضافة إلى فرض ضرائب على التجار". أما بالنسبة لسيطرة "داعش" على بعض مناطق النفط ومصافي التكرير، فقال التقرير: "وفر التنظيم لذلك مبلغًا لا يقل عن ثلاثة ملايين دولار يوميًا، نتيجة تكرير بين 60 و100 ألف برميل يوميًا وبيعها". وتابع عامر: "نأتي إلى المصدر الإستراتيجي الثالث الذي يستفيد منه "داعش"، وهو المصارف؛ حيث هناك خسائر فادحة للقطاع المصرفي، خصوصًا بعدما نزح معظم الزبائن الذين رفضوا دفع المبالغ المستحقة عليهم، وعدم قدرتهم على تسديد ديونهم، ما ينذر بالخطر جراء تردي الوضع الأمني وعدم قدرة المصارف على ملاحقة المتخلفين عن الدفع، ما يهدد عددًا منها بالإفلاس، مع الإشارة إلى أن هذه الديون ليست فقط متعثرة بل تجاوزت ذلك إلى وضع (غير قابل للدفع)، وما يتطلبه الوضع الآن أرى أنه لا بد من أن يقوم البنك المركزي بوضع خطة إنقاذ شاملة ليس فقط للقطاع المصرفي بل لمختلف قطاعات الاقتصاد العراقي". وأوضح "عامر"، "أثبتت السنوات العشر الماضية قدرة العراقيين على التكيف مع التطورات، ومع خروج العراق من البند السابع للأمم المتحدة والذي خضع له أكثر من 23 سنة بعد غزوه الكويت، بدأ يتطلع إلى جذب استثمارات لتنفيذ 740 مشروعًا ب32 بليون دولار، ضمن خريطة استثمارية على مرحلتين، مدة كل منها خمس سنوات، وتضم عددًا من المشاريع النفطية والكهربائية". وعن الحال في مصر، أكد "عامر" -في تقريره- "أن مصر تكبدت خسائر في قطاعات السياحة 500 مليار جنيه، بحسب وصف خبراء، منذ ثورة ال25 من يناير وحتى الآن؛ جراء العمليات الإرهابية، بالإضافة لخسائر أخرى يتكبدها الاقتصاد في أعقاب تلك التفجيرات، والتي يكون لها تأثير سلبي على الاقتصاد، كما أكدوا أن الدولة اتخذت إجراءات حاسمة لمواجهة سرطان الإرهاب الذي يؤدي انتشاره إلى تبدد فرص استثمارية عديدة إضافة إلى عدم القدرة على جذب استثمارات أجنبية". وفي نهاية التقرير، طالب "عامر" الحكومة العراقية والشعب العراقي بالوقوف ضد كل المنظمات الإرهابية وضد تنظيم "داعش" وما يتبعه في كل البلدان العربية وضد تيار هذا الزمن.