أدان الفريق الاستشاري الإسلامي المعني باستئصال شلل الأطفال بشدة مقتل أربعة من العاملين في المجال الصحي في باكستان في 26 نوفمبر الماضي، أثناء مشاركتهم في حملة للتطعيم ضد شلل الأطفال في مدينة كويتا، عاصمة إقليم بلوشستان. وأكد الفريق الاستشاري الإسلامي، في بيان صادر اليوم، الإعراب عن بالغ قلقه إزاء الهجمات المتواصلة على العاملين في مجال التطعيم ضد مرض شلل الأطفال في باكستان، وقد أدان الفريق الاستشاري هذه الهجمات بشدة في إعلان جدة الصادر في 27 فبراير 2014، ومرة أخرى في إعلان إسلام أباد بتاريخ 16 يونيه 2014، واعتبر هذه الاعتداءات عقبة خطيرة في وجه برامج التحصين ضد هذا المرض. وشدد على أن هذه الاعتداءات المروعة تعوق الجهود المبذولة لاستئصال شأفة هذا المرض المسبب للعجز في ربوع باكستان، وهي أحد البلدان الثلاثة التي لا يزال يتوطن بها شلل الأطفال، وتحرم هذه الاعتداءات الأفراد الأكثر ضعفاً وتأثراً، لاسيما الأطفال، من التدخلات الصحية الأساسية المُنقذِة للحياة. وكان الفريق الاستشاري الإسلامي قد أكد، في إعلاني جدةوإسلام أباد، وبقوة على أهمية التضامن الإسلامي العالمي في مكافحة شلل الأطفال، وعلى دعمه للجهود العالمية لاستئصال هذا المرض، وأقرَّ بأن هذه الجهود تتفق تماما ومبادئ الإسلاموتعاليمه الدينية. وطالب الإعلانان الحكومات والمجتمع المدني والمجتمعات المحلية والمنظمات الدينية أن تُقدِّم كل المساعدات اللازمة لضمان سلامة وأمن جميع العاملين في المجال الصحي الذين يقومون بأداء واجباتهم لحماية جميع أطفالنا من الأمراض الفتاكة. وشجَّع الإعلانان على اتخاذ مزيد من التدابير الرامية إلى ضمان الحماية الكاملة لحملات التطعيم في كل المناطق التي يصعُب الوصول إليها. ويشدد الفريق الاستشاري الإسلامي على أن من ارتكبوا هذه الجرائم مجردون من كل القيم الإنسانية ويجهلون المبادئ الإسلامية، وأنهم بما فعلوه قد أساءوا إلى جوهر التعاليم الصحيحة للإسلام التي تقر بحرمة الحياة البشرية وتدعو إلى حمايتهاوصونها. وأهاب الفريق الاستشاري بالحكومة الباكستانية أن تتخذ كافة التدابير اللازمة بما يكفل سلامة جميع العاملين في المجال الصحي، ويتقدم بأحرّ تعازيه إلى أُسر ضحايا هذه الهجمات وإلى باكستان حكومة وشعباً، كما يُؤكِّد من جديد على التزامه بدعم الجهود المبذولة لاستئصال شأفة هذا المرض من باكستان.