يعد العام 2014 عاما ذا أهمية بالغة للقضية الفلسطينية، حيث أصبح عام الاعتراف بالقضية الفلسطينية بانتصارت الدبلوماسية في جلب اعترافات بالدولة الفلسطينية من بعض البرلمانات الأوروبية، ولا يخلط الفلسطينيون بين الاعتراف الدولي من برلمانات الدول وبين الاعتراف الاممي من الأممالمتحدة بالدولة بل يسعون للحصول على المزيد من الاعتراف بأن الشعب الفلسطيني له الحق في أن يكون له دولة. حيث وافق البرلمان الفرنسي على الاعتراف بدولة فلسطين بقرار غير ملزم في جلسته المقامة مؤخرًا بأغلبية الأصوات بنسبة 60 %، في خطوة رمزية لن تؤثر في الموقف الدبلوماسي الفرنسي، في حين تعمل باريس على استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يقضي باستئناف مفاوضات السلام واختتامها في غضون عامين على أن تكون هناك دولة فلسطينية على حدود 67. فيما عارض وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس كل الذين يقولون بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيجلب العنف إلى فرنسا، بحجة أن موقف فرنسا موقف عادل وإيجابي". وأنهى فابيوس كلامه قائلا: "نحن نرفض مجرد الاعتراف بالدولة الفلسطينية بشكل رمزي، بل نريد أن تصبح فلسطين دولة حقيقية قائمة بذاتها، لها مؤسساتها وتعيش إلى جانب إسرائيل وفق حدود 1967، وتكون عاصمتها القدس. هذا وقد أعلنت وزيرة خارجية السويد مارجوت فالستروم صباح الخميس 30 أكتوبر اعتراف بلادها رسميا بالدولة الفلسطينية، مؤكدة إنها خطوة مهمة تؤكد حق الفلسطينيين في تقرير المصير. وفي استراليا طالب حزب العمال، البرلمان بالاعتراف بدولة فلسطين، الإثنين الماضي، في طلب رسمي بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. من جانبه قالت ماريا فامفاكينو، نائبة البرلمان عن حزب العمل، في كلمتها امام البرلمان، إن الوقت قد حان ليعترف البرلمان الأسترالي بدولة فلسطين، وأن تصويت استراليا ب "نعم " في الاممالمتحدة لصالح الدولة الفلسطينية. وأكدت النائبة، لقد آن لهذا الاحتلال أن ينتهي، وآن لأستراليا انطلاقا من هذا البرلمان أن تعترف بدولة فلسطين بالتصويت ب "نعم" في الأممالمتحدة لصالح دولة فلسطين، وهو ما يؤيده 57% من الأستراليين. أما في بلجيكا، فقد توافقت أربعة أحزاب، تشكل الائتلاف الحكومي في بلجيكا، على اقتراح قرار يقدم للبرلمان البلجيكي، يقضي بالاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة، وستطلب الأحزاب الأربعة من البرلمان البلجيكي دعوة الحكومة إلى الاعتراف بفلسطين في وقت قريب. كما أن البرلمان الدنمارك سيعقد جلسة للتصويت لصالح حث حكومة بلاده على الاعتراف بدولة فلسطين، أما البرلمان الأوربي فسيجتمع يوم 15 ديسمبر للتصويت على دعوة جميع بلدان الاتحاد الأوروبي للاعتراف بدولة فلسطين. من جانبه أكد دكتور أيمن الرقب، القيادي بحركة أن اعتراف البرلمان الفرنسي بدولة فلسطين يعد انتصارًا للدبلوماسية الفلسطينية والعربية، مضيفًا وتتوالى الانتصارات بعد البرلماني السويد والبريطاني والعديد من برلمانات العالم. وأضاف الرقب، أن الحكومة الفلسطينية صامدة في مواجهة الاحتلال، موضحًا وإذا فشلنا في أن يعلن مجلس الأمن الاعتراف بدولة فلسطين؛ سيكون التحرك على برلمانات العالم، مشيرًا إلى أن مجلس الأمن سيحدد قراره بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي خلال جلسته القادمة. ولفت القيادى الفتحاوي إلى أنه سيتم العمل بورقة الاعتراف الفرنسي في مواجهة الفيتو الأمريكي المتوقع. جدير بالذكر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، تقدم لجامعة الدول العربية في اجتماع وزراء الخارجية العرب الماضي بطلب لتوحيد الراي العربي حول القضية، فيما ينظر مجلس الأمن الطلب المقدم من الدول العربية، من خلال دولة الأردن، العضو العربي الوحيد في المجلس، بهدف وضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والاعتراف بدولة فلسطين. ويري الفلسطينيون أن الاعتراف من البرلمانات هو انتصار في مواجهة الفيتو الأمريكي الذي يقف أمام أي قرار تتخذه دول العالم والاممالمتحدة تجاه القضية الفلسطينية، ويعتبرون الاعتراف إحراجا للولايات المتحدةالأمريكية الداعمة للحليفة الأبدية لها إسرائيل، ولكن يرون أن الموقف الفرنسي جعل الأمر أكثر صعوبة على أمريكا في استخدام الفيتو.