ربما كانت شائعة وفاتها أكثر ما نشر عنها خلال الفترة الأخيرة، إلا أن التاريخ سيعطيها حقها بقدر ما جحدتها أجيال لم تعرف عنها سوى عدد سنين عمرها، إنها صباح التي طالما تتبعت أخبارها الصحافة وطالتها الشائعات ليصبح خبر وفاتها لأول مرة حقيقة، وهي الفنانة التي أحبت عمرها وعشقت الحياة وغنت أجمل أغاني الحب. اسمها الحقيقي جانيت جرجس الفغالي، ولدت بدادون في لبنان عام 1927، وتمثلت سنوات نشاطها الفني بين عامي 1943 حتى 2009 بين تمثيل وغناء، إذ بدأت شهرتها محليًا في لبنان منذ صغرها حين اكتشفتها المنتجة اللبنانية آسيا داغر التي اتفقت معها على ثلاثة أفلام دفعة واحدة لتذهب إلى مصر برفقة والديها، وقامت الصبوحة بالغناء أيضًا خلال الفيلم بعدما تدربت على يد الملحن رياض السنباطي الذي لاقى بدوره صعوبة في تطوير صوتها وتلقينها أصول الغناء لأن صوتها جبلي معتاد على الأغاني الفلكلورية الخاصة بلبنان وسوريا. حصلت صباح على العديد من الألقاب خلال مشوارها الفني منها الأسطورة، الشحرورة، الصبوحة، وعرف عنها أنها إذا أحبت تنفق أموالها بدون تفكير، وكانت تقول: أتمنى أنني إذا خسرت ثروتي ألا أخسر جمالي وأناقتي. اشتهرت الشحرورة بكثرة زيجاتها؛ إذ وصل عدد أزواجها إلى تسعة، وهم: نجيب شماس، وهو والد ابنها الدكتور صباح شماس، وقضت معه 5 سنوات فقط، وخالد بن سعود بن عبد العزيز آل سعود، وقضت معه عدة شهور فقط، وحصل الطلاق بسبب ضغط من عائلته، وأنور منسي، مصري الجنسية، وهو والد ابنتها هويدا، وقضت معه 4 سنوات فقط، وأحمد فراج، وهو مذيع مصري، وكانت قد قضت معه ثلاث سنوات فقط، والفنان المصري رشدي أباظة، وقضت معه 5 أشهر فقط، والنائب يوسف حمودة، واستمر لمدة عامين، والفنان وسيم طيارة، الذي استمر الزواج بينهما لمدة 4 سنوات، والفنان فادي لبنان، 17 عامًا، وآخرهم جوزيف غريب مسرح الشعر الخاص بها، منذ 17 عامًا، والذي تزوجت به العام الماضي، حيث دخلت موسوعة جينيس كأكبر عروس كونها تبلغ 85 عامًا. في عام 2011 قامت الفنانة اللبنانية كارول سماحة بتمثيل دورها في مسلسل "الشحرورة" الذي روى قصة حياتها التي لم تبدو جدًا مستقرة ومحزنة بعض الشيء، خصوصاُ في آخر أيام حياتها. أما عن أهم أعمالها فكان لها دور كبير في السينما المصرية إذ شاركت في عدد كبير من الأفلام التي تعتبر هي إحدى نجماتها، إضافة إلى أغانيها الشهيرة، ولها 83 فيلما مصريا ولبنانيا، و27 مسرحية لبنانية، وتعتبر ثاني فنانة عربية بعد أم كلثوم في أواخر الستينات تغني على مسرح الأوليمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية، وذلك في منتصف سبعينيات القرن الماضي. كما وقفت الصبوحة على مسارح عالمية أخرى كأرناغري فينيويورك ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا وقاعة ألبرت هول بلندن، وكذلك على مسارح لاس فيغاس وغيرها. وكان آخر أعمالها هي أغنية "يانا يانا"، إلا أنها عادت وقدمتها بتوزيع موسيقي جديد، وشاركت معها الغناء رولا سعد.